بعد إهانته لمساعدته السابقة.. هل عنصرية ترامب سلاح يهدد الجمهوريين أم ورقتهم الرابحة قبل التجديد النصفى؟.. مرشحو الحزب الجمهورى يستلهمون خطابه بدعايتهم الانتخابية.. والرئيس الأمريكى يرفض التفريط فى كتلته الصلبة

الأربعاء، 15 أغسطس 2018 01:30 م
بعد إهانته لمساعدته السابقة.. هل عنصرية ترامب سلاح يهدد الجمهوريين أم ورقتهم الرابحة قبل التجديد النصفى؟.. مرشحو الحزب الجمهورى يستلهمون خطابه بدعايتهم الانتخابية.. والرئيس الأمريكى يرفض التفريط فى كتلته الصلبة ترامب
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن وصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للمساعدة السابقة بالبيت الأبيض أوماروزا نيومان، ذات الأصول الأفريقية، بـ"الكلبة"، بالأمر الجديد، فقد سبق له وأن أهان خصومه الشخصيين والسياسيين علنا، فى العديد من المواقف، منذ حملته الانتخابية، إلا أن الملفت للانتباه أن الكثير من الإهانات التى كالها ترامب لخصومه اتسمت بعنصريتها، وهو ما فتح الباب أمام المعارضة فى الداخل الأمريكى للتركيز على عنصرية الرئيس خاصة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفى، والتى تمثل فرصة هامة للحزب الديمقراطي لاستعادة التوازن فى الداخل الأمريكى، بعد سيطرة الجمهوريين التامة على البيت الأبيض والكونجرس منذ وصول الإدارة الحالية إلى سدة السلطة فى البلاد.

تغريدة ترامب المسيئة لمساعدته السابقة
تغريدة ترامب المسيئة لمساعدته السابقة

ولكن بالرغم من ذلك، فإن ترامب على ما يبدو لا يأبه كثيرا باتهامات العنصرية التى تلاحقه، بل إنه ربما يتعمد إثارة النزعة العنصرية فى الداخل الأمريكى مع اقتراب الحدث الانتخابى الهام، والذى تضعه الإدارة الأمريكية الحالية كأولوية قصوى فى المرحلة الحالية، للاحتفاظ بسلطتها المطلقة على مقاليد الأمور فى البلاد، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول ما إذا كان الرئيس الأمريكى يرى فى عنصريته ورقة رابحة لاستقطاب الأمريكيين فى الداخل الأمريكى نحو تأييده قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الأمريكية المرتقبة.

وصمة العنصرية.. ليست سابقة لترامب

يبدو أن وصمة العنصرية ليس سابقة للرئيس ترامب، فهناك العديد من الرؤساء الأمريكيين سواء كانوا من المنتمين للحزب الجمهورى أو الديمقراطيين، لاحقتهم اتهامات العنصرية، لعل أبرزهم فرانكلين روزفلت الذى قام باحتجاز آلاف الأمريكيين من ذوى الأصول اليابانية إبان الحرب العالمية الثانية، كما أن عددا من الأباء المؤسسين للولايات المتحدة لاحقتهم الوصمة ذاتها، دون أن تتأثر شعبيتهم فى الداخل الأمريكى.

ترامب تبنى دعايا عنصرية خلال انتخابات الرئاسة الأخيرة
ترامب تبنى دعايا عنصرية خلال انتخابات الرئاسة الأخيرة

ولعل تجربة ترامب السابقة، خاصة فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى جاءت به إلى البيت الأبيض، كانت بمثابة ملهمة بالنسبة له، خاصة وأن حملته الانتخابية زخرت بالعديد من التصريحات العنصرية، التى طالت المهاجرين والأمريكيين من ذوى الأصول الإفريقية، والمسلمين، بل وإن بعضا من تصريحاته العنصرية طالت سلفه باراك أوباما، باعتباره أول رئيس من ذوى الأصول الأفريقية الذى يدخل البيت الأبيض، ولكنه فاز فى النهاية، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان ترامب يحاول استدعاء المشهد الانتخابى فى 2016، قبل معركة التجديد النصفى للحفاظ على قواعد حزبه الانتخابية.

خطاب المرشحين.. ترامب ملهما للجمهوريين

والملفت فى الخطاب الانتخابى الذى يتبناه المرشحون الجمهوريون هو اتباع نفس الاستراتيجية التى سبق وأن تبناها ترامب فى حملته الانتخابية، والتى تقوم على رفع الشعارات المناوئة للمهاجرين، والاتفاقات التجارية التى عقدتها الولايات المتحدة فى العهود السابقة، بالإضافة إلى استخدام منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى لإهانة المعارضين والخصوم، وهو ما يعكس استلهامهم لتجربة الرئيس فى 2016، والذى استطاع عبر خطابه مخاطبة الكتلة الصلبة فى المجتمع الأمريكى، والتى تتسم بميلها إلى النزعة اليمينية.

يقول نيوت جينجريتش، رئيس مجلس النواب الأمريكى الأسبق، إن محاكاة الاستراتيجية التى سبق وأن تبناها ترامب فى عام 2016، يبدو أمرا طبيعيا، خاصة وأن الرئيس يتمتع بشعبية كبيرة تصل إلى 88% بين أنصار الحزب الجمهورى، وهى نسبة لم يصل لها أى رئيس من قبل بين أنصار حزبه، سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين، سوى جورج بوش الابن، والذى قفزت شعبيته كثيرا بسبب ظروف استثنائية، وهى هجمات 11 سبتمبر.

تصريح استراتيجى.. ترامب يرفض التفريط فى كتلته الصلبة

الجدال الأخير حول إهانة ترامب لمساعدته السابقة، على أساس عنصرى، ربما يعكس أن التصريح لم يأت جزافا، فى ضوء توقيته الحساس، وإنما جاء وفق استراتيجية منظمة تهدف فى الأساس لمغازلة التيار المتشدد فى الداخل الأمريكى، والذى كان سببا رئيسيا فى فوزه فى الانتخابات السابقة، على حساب غريمته الديمقراطية هيلارى كلينتون، خاصة وأن التيار الأمريكى المحافظ يمثل الكتلة الصلبة فى القطاع المؤيد للإدارة الحالية، وهو القطاع الذى يرفض الرئيس الأمريكى التفريط فيه مطلقا.

مساعدة ترامب أوماروزا نيومان
مساعدة ترامب أوماروزا نيومان

ولكن بالرغم من ذلك، فإن الرئيس الأمريكى ربما يحاول مغازلة التيارات الأخرى، بين الحين والأخر، وخاصة الأمريكيين من ذوى الأصول الأفريقية، وهو ما بدا واضحا فى استطلاعات الرأى، والتى أكدت أن شعبية ترامب قفزت بصورة كبيرة بين الأمريكيين السود، بسبب إعلان مطرب الراب الشهير كينى ويست تأييده له فى مايو الماضى، حيث زادت شعبيته وفقا للاستطلاعات بينهم من 11% إلى 22% خلال أسبوع واحد بعد تصريحات المطرب الأمريكى الشهير.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة