أكرم القصاص - علا الشافعي

إيمــان فايد تكتب: أنا السجين والطب سجانى

الأربعاء، 15 أغسطس 2018 06:22 م
إيمــان فايد تكتب: أنا السجين والطب سجانى طالب يذاكر دروسه - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أنا هنا .. قابع فى ركن من أركان غرفتي.، أتنقل من  مكان لآخر  ..من غرفتى إلى شرفتى .. إلى ..إلي....

على أجد متنفسا.. تضيق الدنيا بى وتتسع  ..

الوقت يطول ولا يطول .. ولكنه فى أغلب الأحيان طويلا.. طويل رغم انفلاته السريع..

أنظر هنا وهنا.. لأجد كتبا حاملة معها أمراض الباطنة.. إنها متناثرة بكل الأماكن.. أكاد لأتعثر بها فى طريقي..

وكل الكتب منفتحة على مصراعيها.. والعقل يريد تمردا على ذلك الكم من المعلومات التى لا تريد أن تنتهى ..وقد ينتهى العمر ولكنها قد لا تنتهي.. .!

كأنما نسابق الزمن .. نسابقه مع زمننا المتبقى .. مع عمرنا المهدور بين تلك الكتب..

وتلك الوريقات التى تحمل شخبطاتى .. إنها كثيرة.. للحد الذى قد يجعلنى أن  أصنع منها مجلدات ذات يوم..

 

أما عن ليلى .. فما كان مؤنسى إلا أننى أتجول ما بين كوب شاى أو آخر فنجان قهوة .. لم يعد لى منفذا سوى السماء..وهى حاملة معها تلك النجمات الساطعة ليلا.. أتطلع إليها علها تحملنى معها ..علها تنتشلنى مما أنا فيه...

سحقا لكل الاشياء التى تسلبنا معنى الحياة ..لتخرجنا من دائرة الحياة إلى دائرة أخرى معلقة بين السماء والأرض .. لا هى تلمس الأرض ولا قادرة أن تصل إلى السماء، !

كأنما أنت معلقا فى الفضاء .. موجود ولا موجود .. حاضرا وغائبا فى أن واحد ..  كذلك هو الطب ..يسلبك الحياة  لتعطيها لأحدهم..

ولما كانت أعظم الأعمال أن تعطى حياة لغيرك .. فلابد وفى طريقك أن تفقد جزءا تلو الآخر من حياتك .. أن تذوب بكل بطء..

فأكاد أحس كأنما أنا السجين ..سجينا يقضى فترة عقوبته ..وكانت عقوبته الطب .. !

الآن فقط.. أدركت معنى أن تصبح سجينا وأنت حرا ..

وأن كلمة الحرية لا تتضمن فقط البقاء خارج الأسوار..والجدران ..!

 

 

وإنما معناها كان أوسع وأعمق ..معناها أن تصبح هائما ..حيث لا توجد ضغوطات ولا حواجز ولا عقبات..

أن تكون موجودا بقلبك وعقلك فى كل الأوقات التى تحبها.. وتفعل ما تحب.. .لا شىء يرغمك على شىء..ولكنها الحياة مليئة بالحواجز...!

أما الآن .. نحن نحاول عبور الحواجز ..عبور مغمورا بدموع.. ولكننا سنعبر يوما..سنعبر كغيرنا ممن قد عبروا..حينها سنرى هوان كل شىء ظنناه يوما لن يعبر ....

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة