"أقباط X الفاتيكان".. البابا تواضروس الثانى يترأس القداس فى أكبر كنيسة بالقصر الرسولى.. "القبطية" و"العربية" يدويان فى سماء روما.. ويؤكد: نعلم الأجيال الجديدة قبول الآخر.. و"الكاثوليك": الصلاة شمعة فى مسيرة

الأحد، 08 يوليو 2018 05:00 م
"أقباط X الفاتيكان".. البابا تواضروس الثانى يترأس القداس فى أكبر كنيسة بالقصر الرسولى.. "القبطية" و"العربية" يدويان فى سماء روما.. ويؤكد: نعلم الأجيال الجديدة قبول الآخر.. و"الكاثوليك": الصلاة شمعة فى مسيرة البابا تواضروس الثانى فى الفاتيكان
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع صباح اليوم الأحد، كان الشمامسة الأقباط يستعدون للصلاة القبطية فى الفاتيكان، أعدوا ملابس الخدمة البيضاء، راجعوا ما يحفظون من ألحان، ثم اصطحبوا أبيهم "قداسة البابا تواضروس" فى زفة البطريرك المعتادة حتى مذبح الكنيسة الأكبر فى الفاتيكان، كنيسة كبرى تحمل اسم بولس الرسول منظر المسيحية الأهم، وكاتب الرسائل الشهير.

البابا تواضروس بملابس الخدمة فى قلب الفاتيكان

أما قداسة البابا تواضروس، فقد ارتدى هو الأخر ملابس الخدمة الكهنوتية ممسكًا بعصا الرعاية حتى رتل أناجيل الصلاة بمشاركة سكرتيره القس انجيلوس إسحق، فتبادلا الصلوات بالعربية والقبطية وبحضور أحد أساقفة الفاتيكان، والمصريين فى روما.

 

قداسة البابا تواضروس الذى ترأس الصلاة صبيحة اجتماع رؤساء كنائس الشرق الأوسط مع البابا فرنسيس من أجل مسيحى الشرق يرى فى الصلاة قوة دافعة ومغيرة يقول فى حديث نقله راديو الفاتيكان، أن لقاء الصلاة الذى اجتمع فيه مع أساقفة الشرق الأوسط فى بارى الإيطالية هو علامة المحبة أحدنا للآخر، فلقاء قادة الكنائس لرفع الصلاة بصوت واحد من أجل جميع المتألمين يشكل تشجيعا كبيرا لمن فقد الرجاء.

 

وذكَّر قداسة البابا تواضروس بكلمات المسيح حين قال: "إِذا اتَّفَقَ اثنانِ مِنكم فى الأَرضِ على طَلَبِ أَى حاجةٍ كانت، حَصلا علَيها مِن أَبى الَّذى فى السَّمَوات. فحَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أو ثلاثةٌ بِاسمِى، كُنتُ هُناكَ بَينَهم" (متى 18، 19-20).

البابا تواضروس: لا تكفوا عن الصلاة والإيمان يحل مشاكلنا

ثم تابع متحدثا عن قوة الصلاة مذكرا بكلمات بولس الرسول "إفرَحوا دائِمًا، لا تَكُفُّوا عن الصَّلاة، أُشكُروا على كُلِّ حال فتِلكَ مَشيئَةُ اللهِ لَكم فى المسيحِ يسوع" (1 تس 5، 16-18).

 

 وأكد قداسة البابا، على أن الإيمان بهذه القوة القادرة على إخراجنا من أية مشاكل وإنارة مستقبلنا بالسلام والمصالحة. وعن مسيحيى الشرق الأوسط وأوضاعهم قال البابا تواضروس إنهم شهود حقيقيون للمسيح، ظلوا أقوياء رغم كل سنوات الاضطهاد ولم يخشوا أبدا الموت من أجل يسوع المسيح، وقد لجئوا دائما إلى الصلاة. مضيفًا أن الاضطهاد قد عزز بشكل أكبر إيمانهم وحافظ على قوة ارتباطهم بالكنيسة وبالله.

 

البابا تواضروس: نحظر أى تعاليم تدعو للكراهية وعدم قبول الآخر

وفى إجابته عن سؤال حول كيفية بلوغ السلام قال قداسة البابا تواضروس الثانى، إن هذا يتطلب أن يتمتع كل شخص بسلام داخلى، ويستدعى أيضا حظر التعاليم الخاطئة الداعية إلى الكراهية وعدم قبول الآخر. يجب بالتالى تعليم الأجيال الجديدة المحبة المتبادلة وقبول الاختلافات والعيش فى مجتمع يتميز بالتنوع.

 

صلاة قداسة البابا تواضروس بالفاتيكان تتسق مع توجهاته المنفتحة يقول كمال زاخر مؤسس التيار المسيحى العلمانى، الذى يرى أن بطريرك الأقباط ينحت فى جدار ضخم عمره أكثر من 15 قرن فهو إذ يسعى للوحدة بين الكنائس المسيحية فى العالم كله، لا يهتز بالضغوط التى يشكلها رجال الحرس القديم فى الكنيسة المعادين لأى تجديد أو تنوير، ومن ثم يواجهون توجهات البابا الانفتاحية وعلاقته بالكنائس الأخرى.

 

يرى زاخر أن شخصيتى الباباوين "تواضروس" و"فرانسيس"، قد أضاءا النور فى وسط الظلمة، لأنهما يسعيان معًا للقفز فوق الخلافات التاريخية بين الكنيستين ويتحديان خطاب الكراهية ولعل لقاءاتهما السابقة وصلواتهما المشتركة كانت دليلا كبيرا على ذلك.

 

وعن دلالة الصلاة فى كنيسة تحمل اسم القديس بولس الرسول يقول زاخر، إن القديس بولس شخصية عظيمة الأثر فى الفكر المسيحى أحدث ما يشبه الضجة فى الديانة كلها حتى أن البعض يذهب إلى أن المسيحية ما قبل بولس هى ليست المسيحية بعده، فهو القديس الأهم بعد كتاب الأناجيل الأربعة يوحنا ومتى ولوقا ومرقس بل ويرى بعض المنظرين أنه الأكثر تأثيرا بعد المسيح ذاته.

صلاة قداسة البابا تواضروس فى الفاتيكان جسارة يحسد عليها

واعتبر مؤسس التيار المسيحى العلمانى، أن الصلاة فى كنيسة غير قبطية جسارة كبيرة يحسد عليها البابا تواضروس وهى محاولة لكسر الثقافة السائدة منذ قرون والتى تشدد على أن الأقباط لا يصلون إلا فى كنائس قبطية، مؤكدًا أن مؤرخى الكنيسة سوف يقسمون التاريخ إلى ما قبل وما بعد البابا تواضروس فيما يتعلق بالوحدة المسيحية.

 

ورأى زاخر، أن توجهات قداسة البابا الانفتاحية هى استكمال لمسيرة بدأها البابا شنودة فهو الذى حرص على زيارة الفاتيكان حتى صارت زيارته يومًا للتآخى معهم ووقع اتفاقية إطارية فى التسعينات من القرن الماضى، تقضى بالاعتراف المتبادل بإيمان الكنيستين وهو ما واجه أيضًا عاصفة من الجدل دفعت البابا شنودة لتجميد تلك الاتفاقية فى الأدراج تمامًا مثلما حدث عقب زيارة بابا الفاتيكان لمصر العام الماضى.

 

الكاثوليكية: صلاة البابا تواضروس الثانى شمعة فى مسيرة قبول الآخر

أما الأب هانى باخوم، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، فأكد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن صلاة قداسة البابا تواضروس فى الفاتيكان دليل قوى على استعداد الكنيسة الكاثوليكية الدائم لقبول الأخر إذ تعترف بمعمودية الأرثوذكس وتقبلهم وليس لديها أى مشكلة معهم، معتبرًا أن صلاة قداسة البابا تواضروس فى الفاتيكان علامة مضيئة فى مسيرة الوحدة الكنسية والمحبة المتبادلة.

 

ماذا عن كنيسة القديس بولس التى صلى فيها البابا تواضروس اليوم؟

كنيسة القديس بولس خارج الأسوار واسمها الرسمى الكنيسة البابوية للقديس بولس خارج الأسوار (بالإيطالية: Basilica Papale di San Paolo fuori le Mura) هى إحدى الكنائس البابوية الأربعة فى روما، وتعتبر ثانى أكبر كنيسة فيها بعد كاتدرائية القديس بطرس، وتحوى رفات القديس بولس الملقب "رسول الأمم" والذى قطع رأسه فى روما خلال اضطهاد نيرون للمسيحيين بين عامى 64 و67.

 

 يرجع تاريخ الكنيسة لفترة مبكرة، غير أن افتتاحها بشكل رسمى بعد ترميمها وتوسيعها يعود للقرن الرابع، وقد تعرضت الكنيسة لعدة حوادث تاريخية كان أكبرها فى القرن التاسع عشر حين احترقت بأكملها تقريبًا، وأعيد ترميمها بشكل شامل.

 

تعتبر الكنيسة غنية بالأعمال الفنية ويلحق بها متحف خاص، وهى كسائر الكنائس البابوية مدرجة على لائحة مواقع التراث العالمى الذى تصدره اليونيسكو.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة