"أكتر لحظة حسيت فيها إنى بحب مصر زى زمان هى لحظة تكريمى من الرئيس"، بعفوية يحكى "باسم إيهاب عبد العزيز" الطالب بكلية هندسة شبرا بجامعة بنها عن لحظة تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى له فى منتدى شباب العالم.
وعن كواليس التكريم قال: لا أعرف كيف تم ترشيحى ولم أكن أعلم طيلة أيام المنتدى أنه سيتم تكريمى، فقط تلقيت دعوة لحضور المؤتمر وفوجئت بتخصيص إقامة لى فى أحد الفنادق الكبرى وكنا نحضر المؤتمر فى أماكن الشخصيات الهامة حتى آخر يوم قالوا لنا "سيكرمكم الرئيس اليوم استعدوا"، لذلك كانت المفاجأة لنا.
يشعر "باسم" بسعادة غامرة ليس فقط بسبب التكريم وإنما لأن هذه بادرة الاهتمام الأولى التى يلقاها لنشاطاته فى البرمجة ويقول: "أشارك فى مسابقات منذ سنوات ولا أحد يهتم بنا ولا يقدرنا بأى شكل لذلك لم أتخيل أبدًا أن يتم تكريمى من قبل الرئيس نفسه".
الرئيس السيسى يكرم باسم
أما أسرته فكانت هذه المفاجأة لها أثر بالغ خاصة مع معارضتهم للمسارات غير التقليدية التى يتخذها "باسم" فى مستقبله، فيعبر بعفوية: "أمى ما زغرطتش غير مرتين فى حياتى، لما جبت 98% فى الثانوية ولما وقفت قدام الرئيس"، ويوضح: "بسبب سفرى للخارج للمسابقات والمؤتمرات الخاصة بالبرمجة تعطلت على المستوى الدراسى لأن بعض المسابقات كانت تتزامن مع أيام الامتحانات وأسرتى قلقة جدًا بشأن عدم حصولى على الشهادة حتى الآن رغم أننى التحقت بالكلية عام 2012".
فى مقابل هذا القلق من الأسرة ورغم الخطوات غير التقليدية التى يأخذها باسم فى مساره المهنى إلا إنه لا يشعر بقلق مشابه ويقول: "مجال العمل فى البرمجة فى جميع أنحاء العالم بما فيها مصر لا يهتم بالشهادة أبدًا الأهم المهارة والخبرة، وهو ما أحصل عليه بالفعل من خلال المسابقات، فضلاً عن أنى أعمل بالفعل جنبًا إلى جنب مع الدراسة".
الاهتمام بالعمل مع الدراسة والمسابقات، بالإضافة إلى مواجهة رفض الأسرة للانشغال بهذا المسار، غير التقليدى، عن الدراسة لم يكن التحدى الأول فى مشوار "باسم" مع البرمجة فيحكى: كنا نعيش فى ليبيا وعام 2011 حين اندلعت الثورة قررنا العودة إلى مصر فجأة، فكان على أن أذاكر الثانوية العامة فى 3 أشهر فقط، وفوجئت بأننى تمكنت من الحصول على 98% فى الثانوية العامة والتحقت بكلية الهندسة.
داخل كلية الهندسة لم تكن معالم الطريق واضحة تمامًا بالنسبة لـ"باسم" لكنه يقول "اخترت قسم الاتصالات ثم البرمجة لأننى أشعر أن هذا قريب مما أحبه، رغم نصائح المحيطين لى بأن اختار أقسام كالعمارة أو المدنى لتكون فرص العمل مضمونة".
بعد نحو عامين من التحاقه بالكلية تغيرت حياة باسم بالكامل حين تم قبوله فى برنامج سفراء جوجل على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسافر للأردن فى رحلته الأولى التى تعرف خلالها على أشخاص من كل دول العالم وفتحت له أبواب الفرص لتعلم البرمجة. المرحلة الثانية التى يعتز بها جدًا كانت مع مجتمع مسابقة ACM ويقول: هى اكبر مسابقة للبرمجة فى العالم للفرق، لكنها تبدأ بالاستثمار فى الطلبة وتطويرهم ومن يثبت نجاحه وجدارته ويطور نفسه أكثر يتقدم أكثر.
باسم فى مسابقة Hack Budapest
خلال 3 سنوات كان باسم شارك فى نحو 8 مسابقات عالمية كان آخرها مسابقة (Hack Budapest) لتحديات البرمجة التنافسية فى المجر، وخطف المركز الأول من 80 متسابقًا قادمين من 20 دولة فى عام 2017. ويقول باسم: تقوم المسابقة فى المستوى الفردى على تحديد عدد معين من الساعات نحاول خلالها أن نحل أكبر عدد ممكن من المسائل والمشكلات البرمجية فى أقل وقت ممكن لاختبار مهارتنا فى ابتكار حلول للمشكلات ومعرفتنا بالخوارزميات واستخدام لغات البرمجة المختلفة لتطبيق الحلول. ووفقًا للرسالة التى وصلت للكلية من شركة بلومبرج التى نظمت المسابقة هذا العام فقد حصلت على 66 من 100 وكنت بطل المسابقة.
إلى جانب عشقه للبرمجة هناك عشق آخر يدفع باسم دفعًا نحو المسابقات وتجعله يشعر بالسعادة فيها وهو "التحدى" ويقول "بعض الدول العربية لديهم وزارة للسعادة، أنا أتمنى أن تنشئ مصر وزارة للتحدى تدعم المبدعين والمبتكرين وتضعهم طول الوقت فى مسابقات وتحديات ليطوروا أنفسهم من جهة ولتجنبهم الكثير من التعقيدات الروتينية عند السفر على سبيل المثال"، أما حلمه الشخصى فهو أن يستخدم مهاراته ويطورها فى حل مشاكل مصر ويضع نصب عينيه نموذج المخترع ورجل الأعمال إليون ماسك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة