ياسين سعيد شعلان يكتب: الزيادة السكانية والتعليم وكلمة لابد منها

الأحد، 29 يوليو 2018 08:00 ص
ياسين سعيد شعلان يكتب: الزيادة السكانية والتعليم وكلمة لابد منها كثافة داخل الفصول الدراسية - صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كثيراً ما يتبادر إلى ذهنى ثمة تساؤل، هل تزايد النمو السكانى نتيجة للجهل ( عدم التعليم ) أم أن عدم التعليم هو سبب الزيادة السكانية؟

إنى أرى بعينى ذلك الشاب الذى أنهى دراسته الجامعية فى الرابعة والعشرين من عمره، ثم التحق بالتجنيد لمدة عام أخر، ثم قضى فترة ليست قصيرة للبحث عن عمل، ثم بدأ حياته العملية بالفعل، لينتقل لمرحلة أخرى، وهى البحث عن شقة أو بالأحرى عن ثمن شقة ليتزوج فيها، ثم عليه أن يعمل ويدخر ليقوم بأعمال تشطيبات هذه الشقة وتكاليفها الباهظة، ليصل لهدفه، وهو أن يتزوج ويكون قد وصل إلى عقده الثالث من عمره، فيبدأ إنجاب هذا الشاب (المتعلم) فى منتصف الثلاثينات .

في حين أن أحد الأطفال الذى ولد لأب يعمل فى أحد المهن اليدوية، والذى لم يهتم والده بتعليمه بل قام بإشراكه فى العمل منذ الصغر ليساعده فى المصاريف قام بالزواج فى سن لا يتعدى الثامنة عشر من عمره، فهو لن يهتم بسكن لائق ولا عمل مستمر ومضمون ولا تشطيبات باهظة أو حتى متوسطة، والعروسة غالباً ستكون من نفس مستواه التعليمى والاجتماعى، فلن يهتما بأيٍ من الشكليات التى اهتم بها الشاب المتعلم، وغالباً ما يفرحان بأول مولود لهما، وهما لم يتجاوزا سن العشرين من عمرهما .

والأكثر من ذلك أن النموذج الأول غالباً ما يكتفي بطفلين على الأكثر ، أما النموذج الثاني غالباً ما يتبارى في المزيد من الإنجاب لأنه يريد أيدى عاملة تساعده فى العمل والنفقات بأسرع وقت.

هذان النموذجان قد يجيبا على تساؤلي الشخصي بأن ما قد يتخيله البعض أن النمو السكاني هو سبب الجهل وعدم التعليم هو تخيل خاطىء وأن العكس صحيح .

 

وقد قرأت مؤخراً أن الحكومة تنوى أن تحد من ظاهرة تعدد الإنجاب برفع الدعم عن المولود الثالث، وهي نيّة إيجابية لا شك للحد من هذه الظاهرة، لكنى أعتقد أنه من الأفضل هو ربط الدعم بتعليم الأطفال، بمعنى أنه حين يُقدم ولي الأمر شهادة تثبت نجاح ابنه فى التعليم ( أياً كان نوع التعليم ) فيقدم له حينئذٍ الدعم لهذا الولد، وإذا خرج الولد من التعليم أو رسب فيه فإنه يُرفع من قوائم الدعم فوراً .

ذلك سوف يحفز جميع المواطنين ( من الفئة الثانية ) لتعليم أولادهم وحثهم على الدراسة والنجاح ، وعلى المدى المتوسط ( من خمسة إلى عشرة أعوام ) سوف يحدث طفرة تعليمية في المجتمع ، ويدخل كل طفل المنظومة التعليمية والتي ينضم فيها للفئة أو النموذج الاول الذي تحدثنا عنه ، الذي خاض جميع المراحل التعليمية ، وأجبره تعليمه ومستواه الثقافي والاجتماعي على تحديد النسل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة