من مدير فى بنك إلى صياد أسماك محترف.. صابر يلقى بالروتين فى عرض البحر

الأحد، 29 يوليو 2018 07:15 م
من مدير فى بنك إلى صياد أسماك محترف.. صابر يلقى بالروتين فى عرض البحر محمد صابر الصياد
كتبت إسراء الشرباصى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع تحرك نور الفجر الخافت على أرصفة عروس البحر تبدأ رحلته، يعد بدلتين، واحدة للبنك الذى يعمل مديرا فى أحد قطاعته، والأخرى لعشقه الأكبر، بحر الإسكندرية، فوق المركب يرتدى سريعا بدلة الغطس لينفصل عن عالمنا وينطلق نحو عالمه الخاص، المكان الوحيد الذى يجد نفسه بداخله، بين الأمواج يتحرك سريعا وبمسدس صنع خصيصا لتلك المهمة يبدأ صيد الأسماك، ساعات تمر كدقائق قبل أن يخرج ليعود للعالم التقليدى، يرتدى البدلة والكرافتة المهندمتين فى رحلة نحو البنك، تمر الساعات هناك كأيام طويلة لا يعرف متى ستنتهى.

11169890_10155560051950523_1909471621160431113_n

خلال فترة عمله فى البنك
 
كانت هذه رحلة محمد صابر بين البنك والبحر، رحلة كان عليه فى نهايتها أن يختار أحدهما، وبالفعل اختار البحر، ليتحول من مدير بأحد الفروع فى بنك خاص إلى صياد محترف، يصطاد يوميا بمسدس متخصص الأسماك ويبيعها ليتمكن من العيش.
 
 
37909108_1644174809037964_8895830499352641536_n
خلال رحلة صيد
 
عشق البحر بدأت برحلة صيد عادية بالصنارة وبعدها تذوق متعة الصيد الحقيقية عندما حصل على دورات التدريبية فى الغطس والصيد تحت الماء ورأى العالم الذى كان يبحث عنه طوال السنوات الماضية، فلم يجد وسط الأسماك فى البحر ما يحقد أو ينافق أو يغش الباقين، ليكتشف فى النهاية أنه يتمنى أن يعيش وسط عالم الأسماك تحت الأمواج أفضل من الحياة وسط مجموعة من الموظفين استطاع الروتين أن يحطم حياتهم ويصيبهم بالأمراض النفسية والجسدية أيضا.
 

وأضاف "صابر" أنه تقدم باستقالته لمديره مرتين وفوجئ بالرفض لاحتياجه له، فبدأ يأخذ نصيبه من المتعة فى الصيد مع أذان الفجر قبل الذهاب إلى البنك وهو مرتدى البدلة ليمارس هوايته المسيطرة على عقله وبعدها يتوجه لوظيفته ليعيش يومه العملى الروتينى المعتاد، وفور انتهائه من عدد ساعات العمل فى البنك يعود مرة أخرى ليبحر فى عالمه الذى اختار أن يعيش فيه.

 
37932912_1644174882371290_4991591311871049728_n
صابر يستخدم المسدس للصيد وسط البحر

 

ويؤكد صابر أنه فى المرة الثالثة دخل على مديره فوجده يتناول أدوية فسأله عن السبب فأخبره أنه دواء الضغط الذى يعانى منه نتيجة الضغوط العملية اليومية المستمرة رغم وصوله لمنصب مدير فرع لأحد البنوك الكبرى، لينظر إلى نفسه ويكتشف أنه مهما تحمل من ضغوطات فى العمل فلم يخرج من دائرة الموظف المطحون وأنه مجرد بائع فى بنك، وإذا اجتهد بشدة فيكون مصيره مثل مصير مديره ويصاب بالأمراض المزمنة فقرر حينها تقديم الاستقالة دون التفكير فى العودة إلى وظيفته مرة أخرى وصمم عليها بالفعل.

صابر فى البنك
أثناء العمل فى البنك

وانتهى من شخصية الموظف التى عانى منها كثيرا وعانى معه أسرته ليؤكد أن زوجته لم ترفض أن يكون زوجها صياد لعدة أسباب أهمها أنه بدأ يلتفت إليها وللمنزل ولأطفالها، فطوال عمله كموظف كان لا يهتم بتفاصيل الأسرة فلم يفعل سوى أنه يذهب إلى العمل ويعود إلى المنزل ليتناول الطعام ويسرق قسطا من الراحة ليصبح فى اليوم التالى يعود إلى روتينه اليومى وهكذا.

بداية رحلته فى الصيد
بداية رحلته فى الصيد

أما من الناحية المادية فأشار إلى أن الأموال التى يحصل عليها من الصيد أكثر من 3 أضعاف ما كان يتقاضيه فى البنك، ولم تقتصر الأمور المادية على المبلغ فحسب ولكنه يؤكد أن أموال البحر بها بركة بالمقارنة براتب البنك الذى كان يطير فور إمساكه بيده.
 

وراحته النفسية كان لها نصيب كبير فى اتخاذ القرار فهو يقوم حاليا بما يعشقه واستطاع أن يكسر الروتين الذى كان يموت فيه يوميا بالبطىء، ويؤكد أنه من الأسباب التى جعلته يستريح نفسيا لاتخاذ هذا القرار هو حواره مع أحد الأطباء الذى كان عميلا بالبنك والذى تلفظ بكلمات وضعها فى ذهنه ليعيش مرتاح البال وتمثلت فى "لو مرتاحتش فى مكانك غيره أنت مش شجرة" و"كام واحد ممكن يشتغل موظف بنك لكن كام واحد يعمل اللى انت بتعمله" وهى الكلمات التى دفعته لعدم التردد فى اتخاذ قراره.

38010042_1644175045704607_568025131591401472_n
جانب من رحلات الصيد
 
كما أن هناك الكثير ظن أنه سيقف على مرحلة الصيد ويظل طوال حياته مجرد صياد ولكنه استطاع أن يثبت للكل عكس ذلك، فالصيد فتح له تطورات مختلفة أبرزها أنه أصبح مدرب صيد ويعطى دورات تدريبية.
 
8
خلال عمليات الصيد

وعلى الرغم من الخطورة التى يواجهها فى البحر بين الأسماك التى يظهر وسطها المتوحش والأمواج وغيرها من العوامل التى قد تصل خطورتها إلى حد الموت إلا أنه لم يتردد فى الأمر، مؤكدا أن الكل سيموتون ولكن هو إذا أصيب أو توفى فى البحر ستكون أعظم موتة من وجهة نظره، فالبحر عالمه الذى عشقه وأصابه الهوس بالحياة فيه فلا يخاف الموت أيضا فيه.







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ibrahim

ما شاء الله

ما شاء الله عليك ربنا يحفظك ويبارك لك فرزقك وأسرتك.ياريت كل الشباب فمصر تفكر زيك وما تجريش ورا وظيفه والسلام.ربنا أعطى كل واحد مخ وميزه ممكن يستغلها زى كده فطلب الرزق.ومادام بالحلال ما فيش عيب فأى شغل لكن العيب فينا لو قلنا عيب ومش مستوايا.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة