مع تحرك نور الفجر الخافت على أرصفة عروس البحر تبدأ رحلته، يعد بدلتين، واحدة للبنك الذى يعمل مديرا فى أحد قطاعته، والأخرى لعشقه الأكبر، بحر الإسكندرية، فوق المركب يرتدى سريعا بدلة الغطس لينفصل عن عالمنا وينطلق نحو عالمه الخاص، المكان الوحيد الذى يجد نفسه بداخله، بين الأمواج يتحرك سريعا وبمسدس صنع خصيصا لتلك المهمة يبدأ صيد الأسماك، ساعات تمر كدقائق قبل أن يخرج ليعود للعالم التقليدى، يرتدى البدلة والكرافتة المهندمتين فى رحلة نحو البنك، تمر الساعات هناك كأيام طويلة لا يعرف متى ستنتهى.
خلال رحلة صيد
وأضاف "صابر" أنه تقدم باستقالته لمديره مرتين وفوجئ بالرفض لاحتياجه له، فبدأ يأخذ نصيبه من المتعة فى الصيد مع أذان الفجر قبل الذهاب إلى البنك وهو مرتدى البدلة ليمارس هوايته المسيطرة على عقله وبعدها يتوجه لوظيفته ليعيش يومه العملى الروتينى المعتاد، وفور انتهائه من عدد ساعات العمل فى البنك يعود مرة أخرى ليبحر فى عالمه الذى اختار أن يعيش فيه.
صابر يستخدم المسدس للصيد وسط البحر
ويؤكد صابر أنه فى المرة الثالثة دخل على مديره فوجده يتناول أدوية فسأله عن السبب فأخبره أنه دواء الضغط الذى يعانى منه نتيجة الضغوط العملية اليومية المستمرة رغم وصوله لمنصب مدير فرع لأحد البنوك الكبرى، لينظر إلى نفسه ويكتشف أنه مهما تحمل من ضغوطات فى العمل فلم يخرج من دائرة الموظف المطحون وأنه مجرد بائع فى بنك، وإذا اجتهد بشدة فيكون مصيره مثل مصير مديره ويصاب بالأمراض المزمنة فقرر حينها تقديم الاستقالة دون التفكير فى العودة إلى وظيفته مرة أخرى وصمم عليها بالفعل.
وانتهى من شخصية الموظف التى عانى منها كثيرا وعانى معه أسرته ليؤكد أن زوجته لم ترفض أن يكون زوجها صياد لعدة أسباب أهمها أنه بدأ يلتفت إليها وللمنزل ولأطفالها، فطوال عمله كموظف كان لا يهتم بتفاصيل الأسرة فلم يفعل سوى أنه يذهب إلى العمل ويعود إلى المنزل ليتناول الطعام ويسرق قسطا من الراحة ليصبح فى اليوم التالى يعود إلى روتينه اليومى وهكذا.
بداية رحلته فى الصيد
وراحته النفسية كان لها نصيب كبير فى اتخاذ القرار فهو يقوم حاليا بما يعشقه واستطاع أن يكسر الروتين الذى كان يموت فيه يوميا بالبطىء، ويؤكد أنه من الأسباب التى جعلته يستريح نفسيا لاتخاذ هذا القرار هو حواره مع أحد الأطباء الذى كان عميلا بالبنك والذى تلفظ بكلمات وضعها فى ذهنه ليعيش مرتاح البال وتمثلت فى "لو مرتاحتش فى مكانك غيره أنت مش شجرة" و"كام واحد ممكن يشتغل موظف بنك لكن كام واحد يعمل اللى انت بتعمله" وهى الكلمات التى دفعته لعدم التردد فى اتخاذ قراره.
جانب من رحلات الصيد
خلال عمليات الصيد
وعلى الرغم من الخطورة التى يواجهها فى البحر بين الأسماك التى يظهر وسطها المتوحش والأمواج وغيرها من العوامل التى قد تصل خطورتها إلى حد الموت إلا أنه لم يتردد فى الأمر، مؤكدا أن الكل سيموتون ولكن هو إذا أصيب أو توفى فى البحر ستكون أعظم موتة من وجهة نظره، فالبحر عالمه الذى عشقه وأصابه الهوس بالحياة فيه فلا يخاف الموت أيضا فيه.
عدد الردود 0
بواسطة:
ibrahim
ما شاء الله
ما شاء الله عليك ربنا يحفظك ويبارك لك فرزقك وأسرتك.ياريت كل الشباب فمصر تفكر زيك وما تجريش ورا وظيفه والسلام.ربنا أعطى كل واحد مخ وميزه ممكن يستغلها زى كده فطلب الرزق.ومادام بالحلال ما فيش عيب فأى شغل لكن العيب فينا لو قلنا عيب ومش مستوايا.