اثناء مشاهدتى لأحد البرامج التليفزيونية رأيت أحد لاعبى كمال الأجسام من كان يعتقد بأن القوة الجسمانية هى العامل الأقوى والأهم لصناعة الرجال، فكانت تلك النتيجة هى النتيجة المؤقتة، فلم يمضى الكثير من الوقت وبعد الاستماع إلى حديثه ليكشف لنا ما بداخله اكتشف الحاضرون مدى فقر عقله وسرعان ما قل إنبهار الجمهور بمظهره الخارجى الرائع، ورأيت أيضاً مَن اعتقد أن الرجل القوى هو من إستطاع فرض رأيه دائماً على الأخرين غير مهتم بمشاعرهم فكان يتعامل مع زوجته بإستمرار بطريقة الأمر، ستفعلين ذلك دون سؤال فأنا صاحب القرار دائماً، ما أدى إلى كُره زوجته وأبنائه له.
فما هى إذن مواصفات الرجل المثالى ؟
الرجل المثالى هو شخص يستطيع أن يفرض احترامه على الجميع دون أن يطلب منهم ذلك ، بسعة صدره ومحبته وأخلاقه الطيبه يستطيع أن يفعل ذلك ، فعندما ترى أن هناك من يفرض رأيه بإستمرار بعبوس الوجه أو من يحاول رفع حدة صوته المرعبه ليقهرك على فعل ما يريده، أو من يرى أن الرجل هو صاحب سلطة الأمر والنهى دون الحاجه إلى المناقشه أو الإستماع ، فإعلم أنه يفتقر إلى معرفة الكثير عن المعنى الحقيقى للرجوله.
وإليك بعض أهم النقاط التى إن استطعت تطبيقها أيها الرجل ستتغير نظرة الأخرين إليك لتُصبح أكثر تميزاً:
اجتهد ، من يجتهد يُصبح الأفضل ولن ينظر كثيراً إلى توافه الأمور لأنه يرى أن هناك ما هو أهم من ذلك يجب عليه فعله ، حاول دائماً ان تُصبح متميزاً فى مجالك فكر واقرأ وابحث باستمرار، وتذكر إنه من زاد طموحه قل اهتمامه بتوافه الأمور والخلافات البسيطة، فيصبح أكثر راحة وسعادة.
إهتم ، إننا جميعاً نحب الإهتمام بنا لأنه أصبح نادر الوجود نتيجه لإنشار الوسائل الإلكترونية البديله ، قرأت فى إحدى الصحف اليوم إنه تم إفتتاح العديد من المطاعم فى العديد من دول العالم والتى تعتمد الأن على الروبوت الذكى فى طهى الطعام وتقديم الخدمات بدلاً من البشر ومنها فى الصين والهند والولايات المتحده الأمريكيه وباريس وباكستان وإيران، وحتى مشاعرنا أيضاً أصبحت إلكترونيه بعدما تغير مفهومنا الصحيح عن مواقع التواصل الإجتماعى لتصبح مواقع "الضياع الإجتماعى" فإصنع اهتمام حقيقيا مع الأخرين لتحصد نتائج أعظم.
حسن الخلق ، أصبحنا الأن فى تطور مستمر من تدهور وتدنى الأخلاق والذوق العام فإن لم تجتهد لتصعد درجه ثم اُخرى فى مستواك الأخلاقى ستجد نفسك ستتأثر كثيراً بالثقافه المتدنيه المحيطه بنا فى الشوارع والمواصلات وحتى فى وسائل الإعلام بداخل منازلنا ، فكن دائماً على وعى بما تُغذى به عقلك ، لأن هذا ما ستُصبح عليه .
حسن المظهر ، إهتم دائماً بمظهر لائق يعكس شخصيه نظيفه، إهتم دائماً بنظافتك الشخصية ( إستحمامك، رائحتك،نظافة أسنانك،شعرك، ملابسك ) فكل هذا يدل على شخصيتك ويحدد نظرة الأخرين لك وإحترامهم لشخصك، فما تعُطى أنت قيمة له ستُجبر الأخرين أيضاً على أن يمنحوه المزيد من الإحترام .
الإستقلاليه ، كن دائماً صاحب رأى ، مفكر ، محلل ولا تكن تابع للأخرين معتمداً دائماً عليهم أن يتخذوا لك قرارات حياتك، ففى وجهة نظرى إننا نمر بثلاث مراحل للنضج الأولي: هى مرحلة الطفوله وفيها تعتمد على الأخرين حتى يساعدوك فى كل أمور حياتك . المرحله الثانيه : وفيها تؤسس نفسك وتُحصنها وتتعلم الإستقلاليه وأنصحك فى تلك المرحله بعدم الإختلاط كثيراً بمن هم مُحبطين بإستمرار لأنك لم تنتهى بعد من بناء نفسك وتحصينها بشكل كامل. المرحله الثالثه والأخيره: هى أن تصل إلى أن وجودك فى وسط أى مجموعه حتى وإن كانت أقل منك فى المستوى الفكرى ستستطيع أن تفرض تأثيرك عليهم ، فأنت لست محَصَن فقط ولكنك الأن قد أصبحت حصن للآخرين . وأخيراً تعلم بإستمرار ستُصبح أفضل مما أنت عليه الآن .