هل فعلتها إيران عبر ذراعها "الحوثى" فى اليمن؟.. روحانى هدد بإغلاق مضايق قبل يومين من استهداف ميليشيا اليمن ناقلات نفط سعودية فى باب المندب.. المملكة تعلق حركة النقل.. وسليمانى يهدد: لن يصبح البحر آمنا للأمريكان

الخميس، 26 يوليو 2018 04:30 م
هل فعلتها إيران عبر ذراعها "الحوثى" فى اليمن؟.. روحانى هدد بإغلاق مضايق قبل يومين من استهداف ميليشيا اليمن ناقلات نفط سعودية فى باب المندب.. المملكة تعلق حركة النقل.. وسليمانى يهدد: لن يصبح البحر آمنا للأمريكان خامنئى وترامب والعاهل السعودى
كتبت - إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"من يعرف السياسة قليلاً، لا يمكن أن يقول إنه يمنع صادرات النفط الإيرانية، لدينا مضايق كثيرة، أحدها مضيق هرمز".. بهذه الكلمات أطلق الرئيس الإيرانى حسن روحانى تهديداته قبل يومين فقط من استهداف الميليشيا الحوثية -الذراع الموالية لإيران فى اليمن- ناقلات النفط السعودية أثناء مرورها بمضيق باب المندب، الذى يعد أكبر تهديداته للملاحة فى المضايق التى تطل عليها طهران أمام العقوبات الأمريكية التي تستهدف تصفير صادرات النفط الإيرانى، وربط العديد من المراقبين التهديدات الإيرانية والتصعيد الكلامى الأخيرة تجاه الولايات المتحدة وحلفائها فى المنطقة بمحاولات الحوثيين لإعاقة حرية التجارة العالمية، وعلى الملاحة البحرية فى المضايق التى تطل عليها اليمن.

 

 

 

استهداف ناقلات سعودية وتعليق مؤقت لشحنات النفط

بعد أيام قليلة من التهديدات الإيرانية، استيقظ العالم على خبر استهداف ناقلات النفط السعودية فى مضيق باب المندب من قبل الحوثيين، الأمر الذى دفع السعودية للإعلان فى ساعة متأخرة من صباح اليوم الخميس لأول مرة عن تعليق حركة جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب "إلى أن تصبح الملاحة خلال مضيق باب المندب آمنة". على نحو ما أعلن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودى المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح.

وقال الفالح بحسب ما صرّح به المتحدث الرسمى لـ "تحالف دعم الشرعية فى اليمن": تعرضت ناقلتى نفط عملاقتين تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحرى تحمل كلٌّ منهما مليونى برميل من النفط الخام، لهجوم من قبل ميليشيات الحوثى الإرهابية فى البحر الأحمر صباح هذا اليوم (بتوقيت المملكة) بعد عبورهما مضيق باب المندب"، وأشارت التقارير أن الهجوم أسفر الهجوم عن إصابة طفيفة فى إحدى الناقلتين، ولم تقع أى إصابات أو انسكاب للنفط الخام فى البحر الذى كان سيؤدى إلى كارثة بيئية، ويجرى الآن سحب الناقلة المتضررة إلى أقرب مرفأ سعودى، وأكد الفالح أن تهديدات الميليشيات الحوثية الإرهابية لناقلات النفط الخام تؤثر على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر.

 

 

الكويت تدرس قرارًا مماثلاً

محاولات تأمين الملاحة فى مضيق باب المندب، اتبعتها العديد من البلدان الخليجية، التى تضامنت مع المملكة العربية السعودية منددة بإرهاب الميليشيا الموالية لإيران، فمن جانبها قالت الكويت إنها ستدرس اتخاذ قرار مماثل، وعلى لسان رئيس مجلس إدارة شركة ناقلات النفط الكويتية بدر الخشتي، قالت الكويت: "قد نتخذ قرارًا بوقف صادرات النفط عبر مضيق باب المندب، بعد قرار سعودي مماثل، لكن المسئول أكد أن الأمر ما زال "قيد الدراسة" وأن القرار النهائي لم يُتخذ بعد وقال ردًا على سؤال لـ"رويترز": "الاحتمالات واردة لكن ليس هناك شيء أكيد حتى الآن"، وشدد الخشتي على أنه "لا بد أن يكون هناك بديل ولا بد أن يكون كل شيء مدروس وبعدها نقرر".

 

 

البحرين تتضامن وتستنكر هجوم الحوثيين

من جانبها أعربت مملكة البحرين عن إدانتها واستنكارها للهجوم الذى استهدف ناقلتى نفط تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحرى فى البحر الأحمر من قبل الميليشيات الانقلابية فى اليمن، وذلك بعد عبورهما مضيق باب المندب، وأكدت البحرين، فى بيان، أوردته وكالة الأنباء البحرينية "بنا"، أن هذا الاعتداء الجبان يمثل خرقًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية وتهديدًا خطيرًا للملاحة الدولية ويحمل ضررًا بالغًا على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر.

وجددت المملكة، تضامنها التام مع السعودية ووقوفها معها فى كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على مواردها وردع كل من يحاول المساس بأمنها، مشددة على ضرورة تحرك المجتمع الدولى للتصدى لهذه الأعمال الإرهابية الخطيرة التى تقوم بها الميليشيات الانقلابية فى اليمن وكل من يدعمها ويمولها، لضمان توفير الحماية اللازمة للملاحة الدولية وللملاحة فى مضيق باب المندب.

 

 

 

باب المندب

يعد مضيق باب المندب من الممرات الرئيسية للنفط في العالم، ولا يتجاوز عرضه 29 كيلومترًا في أضيق نقطة، ويقع قبالة سواحل اليمن وجيبوتي وإريتريا، ويربط بين البحر الأحمر وبحر العرب، وهو طريق مهم لمنتجات التكرير الأوروبية إلى الأسواق الدولية، ويسمح المضيق لصادرات الخام المتجهة إلى السوق الأوروبية بالمرور إمّا عن طريق خط أنابيب "سوميد" الذي يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط أو عن طريق قناة السويس.

 

في عام 2016 عبرت من خلاله 4.8 مليون برميل يوميًا من الخام والمنتجات البترولية، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، 2.8 مليون منها اتجهت شمالاً إلى أوروبا، ومليونا برميل اتجها من أوروبا إلى الشرق الأوسط وآسيا، لكن الإغلاق الكامل للمضيق سيجبر الناقلات على الإبحار من السعودية والكويت والعراق والإمارات حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، الأمر الذى سيضيف إلى وقت العبور والتكلفة وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

 

تهديدات إيرانية متكررة بزعزعة استقرار الملاحة الدولية

بعد ساعات قليلة من استهداف الناقلات وقرار المملكة لم يكف المسئولون الإيرانيون عن التحريض والتهديد، وأطلق قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيرانى، تهديدًا جديدًا فى البحر الأحمر، قائلاً: "البحر الأحمر لم يعد أمنًا مع الوجود الأمريكى، مضيفًا: "نحن أمة شهادة ونحن بانتظاركم"، ونقلت وكالة نادى المراسلين الشباب للأنباء عن سليمانى قوله فى مدينة همدان بوسط إيران: "كجندي.. من واجبى الرد على تهديدات ترامب... إن كان يريد استخدام لغة التهديد.. فعليه أن يتحدث إلى الرئيس" مشيرًا إلى الرئيس الإيرانى حسن روحانى.

صعدت إيران من تهديداتها بإغلاق طرق الملاحة البحرية فى المضايق التى تطل عليها ردًا على إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية لتقويض سلوكها فى المنطقة عبر ممارسة ضغوط عليها مع حلفائها بالمنطقة، حيث ترى أنها مصدر تهديد لحلفائها لاسيما فى منطقة الخليج العربى من خلال أذرعتها وهى الحوثيون فى اليمن وحزب الله فى لبنان والميليشيا الشيعية فى العراق، فضلاً عن محاولاتها لإثارة القلاقل فى البحرين.

تهديدات الرئيس الإيرانى التى أطلقها يوم الاثنين الماضى لم تكن الأولى، فقد هدد لأول مرة بإغلاق مضيق هرمز، خلال زيارته لسويسرا فى الأول من يوليو الجارى، بمنع شحنات النفط من الدول المجاورة إذا مضت واشنطن قدمًا فى سعيها لدفع جميع الدول إلى وقف مشترياتها من البترول الإيرانى فى نوفمبر المقبل، ورغم تراجع روحانى عن التهديدات وحاول مدير مكتبه التنصل منها، إلا أنها وجدت مردودا واسعا وأشاد لدى جبهة المحافظين والمتشددين، حيث أثنى عليها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذى قال إنه يقبل يد الرئيس الإيراني على موقفه، مضيفًا أنه "روحاني الذي كنا نعرفه، وما ينبغي أن يكون".

 

 

قاسم سليمانى
قاسم سليمانى

ليس هذا فحسب بل أيد المرشد الإيرانى آية الله على خامنئى للتهديدات خلال خطاب له فى 21 يوليو الجارى، قال فيها "إن تهديدات روحاني عن إغلاق مضيق هرمز خلال زيارته الأخيرة إلى أوروبا مهمة، وتعبر عن سياسة ونهج النظام، مطالبًا الخارجية الإيرانية بمتابعة مواقف الرئيس الإيراني، التي حظيت بترحيب واسع من قادة الحرس الثوري الذين أعلنوا استعدادهم لطي الخلافات مع حكومة روحاني، والتعاون معها لاتخاذ خطوات عملية لتهديدات روحانى. ورغم أن تهديد إيران من إمكانية إغلاق المضيق أمام حركة النفط، إلا أن الجيش الأمريكي علّق على هذه القضية مطلع يوليو الجاري وأشار إلى أنه سيعمل على التأكد من عدم إغلاق المضيق أمام حركة التجارة العالمية.

 

 

المرشد الأعلى
المرشد الأعلى

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة