رئيس جامعة القاهرة: تطوير العقل المصرى من أجل بناء مجتمع جديد

تواصل جامعة القاهرة، فعاليات معسكر قادة المستقبل لطلابها والذى تنظمه بعنوان "تطوير العقل المصري" برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، فى إطار مشروع فكرى يستهدف تطوير العقل المصرى وبناء مجتمع جديد قائم على التفكير العلمى.

وشهدت قاعة المؤتمرات بالمدينة الجامعية للطلبة، محاضرة ضمن سلسلة فعاليات معسكر قادة المستقبل حول تطوير العقل المصرى للكاتب الصحفى محمد البرغوثى مدير تحرير جريدة الوطن، تحت عنوان "مصر أين وإلى أين؟"، وذلك بحضور الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة والدكتور عبد الله التطاوى المستشار الثقافى للجامعة والطلاب.

فى بداية اللقاء، أكد الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة على أن الجامعة أطلقت معسكر قادة المستقبل لطلابها ليحمل فكرة "تطوير العقل المصري" التى تأتى فى إطار مشروع فكرى تتبناه جامعة القاهرة، ويستهدف تطوير العقل المصرى ليقوم على التفكير العلمى والنقدى من أجل بناء مجتمع جديد، قائلًا: "أوروبا لم تتقدم من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة إلا بعد تغيير طريقتها فى التفكير"، مضيفا أننا لا زلنا نرمى بالمسئولية على غيرنا، ولايزال لدينا قائمة تبريرات للفشل ونظرية المكسب السريع، قائلا: "لابد أن نغير طريقة تفكيرنا والتمييز بين عواطفنا ورغباتنا".

وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى أن تطوير العقل المصرى لن يكون بتأسيس خطاب دينى جديد فقط، ولكن بتأسيس خطاب ثقافى جديد، وفنى جديد، وعلمى جديد، مضيفًا أن التفكير العقلانى يقول أن التقدم يأتى ببذل الجهد والتخطيط.

وقال الكاتب الصحفى محمد البرغوثى موجها، حديثه للطلاب: "أنتم جميعكم شباب وأنا داخل رأيت شابا يغنى، وأعتقد أن الغناء والموسيقى والفن والمشاعر الإنسانية، لن تستطيع أن تنبت فى مجتمع قبيح، فالمبانى لها علاقة بمشاعر البشر وتربيتنا وسلوكنا أيضا، وعندما رأيت النمط المعمارى فى مشاريع الإسكان الاجتماعى والذى تم تنفيذه لمحدودى الدخل أذهلنى جمال المكان"

 وأضاف البرغوثى، نحن نعانى معاناة كبيرة، فهناك معاناة من غلاء الأسعار، ومعاناة من الجشع الرهيب فى الأسواق، وانعدام الرقابة على الأسواق بالإضافة إلى انخفاض قيمة الجنيه المصرى وضعف القدرة الشرائية للعملة المصرية، ونشعر كأننا فى مأساة كبيرة، لكن الحقيقة نحن بعزلة عما يدور داخل مصر. فذات يوم هاتفنى مسئول قائلا: "انتوا فين من اللى بيحصل فى البلد، وكان ردى إننى لن أتحدث عن مشاريع مستقبلية، فقد شبعنا من الكلام عن الرؤى والطموحات العظيمة والشعب يريد أن يرى ذلك على أرض الواقع وليس مجرد كلام ". وبالفعل قضيت 13يوما فى 13موقعا للعمل، ورأيت آنذاك ملحمة لم يسبق أن رأيتها فى هذا البلد، فحضرت مشاريع الإسكان الاجتماعى التى افتتحت فى العديد من المواقع وذهبت إلى أكتوبر، والعبور، والشروق، والسادات، ووادى النطرون، والعلمين، وأسيوط،والمنيا، وبنى سويف، وأذهلنى حجم البناء والعمران الذى تشهده مصر.

وقال "البرغوثي": " تشكلت لدى بعد هذه الجولة الميدانية قناعة كاملة بأن هناك مشروعات يجرى تنفيذها ربما لم تحدث من قبل مثل مشروع الإسكان الاجتماعى"، مؤكدا أن مشروع الإسكان الاجتماعى الذى بدأ فى 2014، هو أعظم المشروعات الحضارية والإنسانية التى أنشئت فى هذا البلد، والحكومة تحاول معالجة المشاكل وتتلمس طريقا للخروج من الأزمات المتراكمة منذ أكثر من ما يزيد عن خمسين عاما فى هذا البلد.

 وأردف البرغوثي: "هناك إيجابيات عظيمة جدا فلدينا أعظم مشروع للطرق فى تاريخ هذا البلد، قائلا " الحضارة طريق وراجعوا التاريخ، حيث بدأت الحضارة باكتشاف طريق وانتقلت الأفكار والسلع والديانات والحضارات وتلاقت عبر الطرق، مثل طريق رأس الرجاء الصالح، وطريق الحرير، وقناة السويس، فالطرق هى شرايين التنمية فى مصر".

وأشار البرغوثى، إلى أن من يقرأ لجمال حمدان يكتشف أن مصر كانت تمتلك عاهة مستديمة فى الطرق، فكل الطرق التى أنشئت كانت طرق طولية بمحاذاة وادى النيل والمنطقة المزروعة فى الوادى والدلتا، قائلا: "كنت زمان عندما أتحدث مع وزراء الزراعة وأطلب منهم شق طرق عرضية فى الصحراء حتى ينتشر الناس فيها كانوا يرفضون ويقولون التكاليف عالية، وبعد كده الناس طلعت لوحدها وشقت الطرق، فأى طريق يتم شقه خلال سنة أو سنتين يشغله السكان بالكامل".

 وأضاف "البرغوثي" أن الأماكن التى بها رحابة إنسانية تسطيع أن تخلق إنسانا سويا، وليست صدفه أن معظم الأفكار المتطرفة التى أنتجت إرهابيين، لاقت بيئة مناسبة فى العشوائيات.

وأكد "البرغوثي"، أن مصر فى طريقها لأن تكتفى ذاتيا من الطاقة ومن الكهرباء تحديدًا وفى طريقها لأن تكون مصدرة للكهرباء، فهى تنشئ أعظم محطات للطاقة الشمسية، ولدى مصر محطة طاقة شمسية عظيمة فى أسوان ومحطات طاقة جديدة ومتجددة فى كل المدن الجديدة، قائلا: "صلاح جاهين قال إن اللى يشوف مصر من الطيارة كأنها خرطوم مطافى فى وسط الحريقة". ومعنى ذلك أن كل الشعب المصرى يشغل مساحة 6% فقط من مساحة مصر، وكان المتوقع أن القاهرة فى 2030 ستتحول إلى أزحم مدينة فى العالم بفعل العشوائيات والعجز الكامل عن إجراء أى تطوير فيها.