أكرم القصاص - علا الشافعي

الأمير خالد بن سلمان يطالب بتضافر الجهود فى المنطقة لتجنب سياسات إيران المارقة

الإثنين، 23 يوليو 2018 05:19 م
الأمير خالد بن سلمان يطالب بتضافر الجهود فى المنطقة لتجنب سياسات إيران المارقة الأمير خالد بن سلمان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى واشنطن
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان، أن خطر النظم التوسعية التى تسعى للهيمنة يستدعى المواجهة وليس الاسترضاء، قائلا: علمنا التاريخ أن السبيل الأمثل للتعامل مع الدول التى تتبنى الأيديولوجيات التوسعية هو الوقوف بحزم ضد مشاريعها، ويتضمن ذلك تضحيات وثمنا على المدى القصير، لكن التصدى لها، بمختلف الوسائل، هو المسار الوحيد لردع المشاريع التوسعية وتجنب الصراعات والدمار وعدم الاستقرار على المدى الطويل.

وشدد الأمير خالد بن سلمان خلالا مقال له بجريدة الشرق الأوسط على ضرورة الحاجة ملحة لتضافر الجهود فى المنطقة والعالم لمواجهة السياسات المارقة للنظام الإيرانى.

وقال الأمير خالد فى مقاله: ما نصبو إليه هو استقرار ورخاء الدول والشعوب العربية، المملكة كانت وتظل الداعم الأكبر لاستقلال الدول العربية وسيادتها، وتعزيز مؤسساتها الشرعية، بغض النظر عن انتمائها الطائفى أو الأيدولوجى، وذلك فى مواجهة مشاريع التطرّف والإرهاب والفوضى التى تنشرها إيران من خلال ميليشياتها الطائفية.

وتابع: فى الوقت الذى تسعى فيه إيران لتدمير الدول العربية ومستقبلها فى المنطقة من خلال الميليشيات، والطائفية، والاغتيال السياسى، تعمل المملكة على دعم التنمية الاقتصادية والاستثمار فى طاقات وقدرات الدول العربية لتعزيز قوتها ورخائها واستقرارها.

وأضاف: فى لبنان على سبيل المثال، وقفت المملكة إلى جانب إرادة الشعب بكافة أطيافه فى تحقيق الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال منذ اتفاق الطائف وصولا للاستقلال الثانى فى 14 مارس، أقامت المملكة مشاريع الإعمار فى كل لبنان بما فيها جنوبه الغالى، وقمنا بالاستثمار الاقتصادى لتحقيق الرخاء للجميع.

وأوضح: فى المقابل دعمت إيران الميليشيات والاغتيالات السياسية، بما فيها اغتيال رمز لبنان العربى الكبير رفيق الحريرى فهى لا تؤمن باستقلاله بل كساحة لمشروع التوسع، وتريد أن يكون لبنان، بشهادة أدواتها، جزء من دولة الولى الفقيه. فلماذا يتم الزج بأبناء لبنان فى صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟

وقال سفير المملكة بواشنطن : فى عام 78م كان لاقتصاد إيران موقع ريادى فى المنطقة وقاعدة صناعية تؤهله للمنافسة العالمية، وكانت بلادى فى بدايات تحقيق النهوض،واليوم يعانون من التضخم والبطالة وانهيار العملة،والمملكة فى مصاف مجموعة العشرين،ماضية فى رؤيتها لتحقيق المزيد من الرخاء والنمو المستدام للشعب السعودى الكريم.

وأضاف: لقد حزمنا أمرنا مع هذا النظام، فلم ينتج عن محاولات تغيير سلوكه عبر الاتفاق النووى سوى مزيد من الدمار فى اليمن وسوريا والعراق ولبنان وغيرها من دول المنطقة. لتغيير سلوكهم لابد أن يقف العالم بحزم فى مواجهتهم. وهذا ما تقوم به المملكة وأشقاؤها فى اليمن.

وتابع : لقد قالت المنطقة كلمتها ووضعت المملكة بقيادة مولاى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- خطاً أحمراً فى 25 مارس 2015م، لا عودة عنه ولا تراجع عن ردع مشاريع الفوضى والطائفية وأمام العرب، كل العرب، خيار تاريخى اليوم إما القبول بأن يكون العرب حطباً فى مشاريع الولى الفقيه ويقتلوا بعضهم بعضاً من أجل أحلام طهران العبثية، أو أن يلتفتوا لبناء أوطانهم وتعزيز وحدتها واستقرارها، وسنكون إلى جانبهم كما كنّا دائماً.

وقال: النظام الإيرانى يعرف جيدا منذ صيف ١٩٨٤ أن المملكة حينما تضع خطاً أحمراً فهى تعنى ما تقول، واليوم فقد وضعت المملكة بقيادتها لعاصفة الحزم وإعادة الأمل خطاً أحمراً، فمن غير المسموح، بعد ذلك اليوم الكبير فى تاريخ أمتنا العربية، المساس باستقلال وسيادة وكرامة الدول العربية.

وأضاف: ما يحرك النظام هو أجندة توسعية ترغب بفرض الهيمنة على المنطقة،مبدأ ولاية الفقيه هو مجرد أداة لتحقيق أهداف هذا المشروع،إن كان الولى الفقيه مبدأ دينيا فقط،فلماذا يكون الولى من إيران فقط، ويطلب من العرب طاعته والخضوع لإرادته،لماذا لا يكون الولى الفقيه عربيا،ويتبعه الإيرانيون ويطيعونه؟

وتابع: أن المملكة لا تتدخل فى الشؤون الداخلية لإيران فمشكلتنا هى مشاريعها التوسعية وتدخلها فى الشؤون الداخلية للدول ونشرها للفوضى والدمار، وستقف المملكة إلى جانب الدول العربية فى مواجهة ذلك.الشعب الإيرانى هو أيضا ضحية لهذا النظام الذى بدد موارده ومقدراته وأضاع فرص التنمية له خلال ٤ عقود.

وتابع الأمير خالد بن سلمان يقول : الشعب الإيرانى شعب متحضر، ومثقف يفتخر بتاريخه العريق يريد لنفسه مثلما نريد جميعاً، يريد حياة أفضل ومستقبلا أفضل. لكن كما أشار ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، فمنذ توقيع الاتفاق النووى لم يستثمر النظام الإيرانى فى أى مشروع مدنى أو تنموى كبير داخل إيران.

إن التاريخ يعيد نفسه أحيانا، ولذلك أتساءل عما سيقوله المؤرخون فى المستقبل عن عام 2018 إذا لم نغير مجرى التاريخ اليوم ونتجنب ويلات ما مر به جيل كامل فى عام 1938.

ومثل ما حدث فى ميونيخ قبل ثمانية عقود من الزمان، عندما فشلت التنازلات والاسترضاء الغربى فى إشباع رغبات ألمانيا النازية فى التوسع، فإن العالم يواجه مجددا الخيارين اللذين يتمثلان فى تقديم التنازلات واسترضاء نظام مجرم أو مواجهة الشر والتوسع بحزم وصلابة.

وأضاف : إننا نجد اليوم أن أولئك الذين لم يتعلموا من التاريخ ينصحوننا بالسماح للإيرانيين بالتلاعب بالمنطقة بأكملها سعيا منهم للحفاظ على الاتفاق النووى الذى لم يفعل شيئًا لحل مشاكل المنطقة. أن النهج الأكثر حكمة وأكثر أخلاقية فى نهاية المطاف هو الضغط على إيران ومواجهتها لتعديل سلوكها على الفور.

وأوضح : كما أكد ولى العهد مرارًا وتكرارًا، فإن التصدى لقوى العدوان قد يستلزم المزيد من التكاليف على المدى القصير، ولكنها الاستراتيجية الحقيقية الوحيدة الكفيلة بمنع التهديدات الخطيرة من التفاقم لتتحول إلى صراعات أشد فتكًا. وأكرر ما قاله سموه فى باريس مؤخرًا فى مؤتمر مع الرئيس الفرنسى ماكرون:" لن نكرر اتفاقية عام 1938 التى أدت فى وقت لاحق إلى الحرب العالمية الثانية".

يذكر أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قد حذر الرئيس الإيرانى حسن روحانى من تهديد الولايات المتحدة مرة أخرى، أو سيواجه عواقب خطيرة لم يعرفها التاريخ من قبل.

وجاء رد "ترامب" فى تغريدة على حسابه الرسمى، قال فيها : "إلى الرئيس الإيرانى روحاني: لا تهدد مطلقاً الولايات المتحدة مرة أخرى، أو ستعانى من عواقب لم يعرف مثلها فى التاريخ إلا القلة". وأضاف "ترامب": "لم نعد البلد الذى يقف عاجزاً أمام كلماتك المعتوهة حول العنف والموت.. كن حذراً".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة