محمد عبد السلام أبو هرجة يكتب : رحيل مفاجئ

الأحد، 22 يوليو 2018 10:00 م
محمد عبد السلام أبو هرجة يكتب : رحيل مفاجئ ساعه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم لقد رحل كما كان يهدد دائما ولم نكن نصدقه، والواقع المؤلم أنه رحل وترك فراغا كبيرا ودون أن نخبره أننا أخطأنا كثيرا فى حقه ولم نكن نقدره حق قدره. رحل وترك الجميع فى حالة تخبط كبيرة وحيرة وترك أسئلة كثيرة لا أحد يستطيع الإجابة عليها سواه.
رحل وقد كان صمام الأمان وحائط الصد الذى كثيرا ما كنا نقف خلفه نتمتع بالأمان ونعيش فى عالم آخر، وهو يقف بكل شجاعة وقوة يتصدى لأقوى الضربات، ولكنه رحل وفى توقيت خطير للغاية فى أعقد اللحظات وفى أحلك المواقف التى كانت تحتاج إليه بالفعل.
رحل بعد أن أصابه اليأس والإحباط من السلبية التى تملكت من الجميع والصمت والتراخى ولم يجد من يقف بجواره، كان يتمنى أن يجد أى موقف إيجابى يجعله يتراجع عن قراره الصعب ولكن خذله الجميع وسكتت الألسنة التى دوما ما كانت تملأ الدنيا ضجيج
وعندما رحل وجدنا أنفسنا تائهين حائرين فقد تركنا إلى المجهول إلى الغموض إلى النفق المظلم الذى لا توجد له نهاية، وتصاعدت الخلافات بين الجميع تفرقنا وتقسمنا ووقع الجميع فى الحفرة المظلمة نعم لقد وقع الجميع وفشل الجميع فى الاختبار ولم ينجح أحد.
هل تعلمنا الدرس بعد رغم فوات الأوان؟ نعم لقد تعلمنا الدرس فعندما نقرأ ونعرف قصص وحكايات السابقين المشابهة من أجل القياس عليها وجدنا أن من يرحل باختياره يصيب الأعداء قبل الأصدقاء بالارتباك الشديد وكأنه يلقى بحجر فى بركة راكدة ترتع بالأمراض والحشرات الفكرية والثقافية وعند حدوث فترة الفراغ هذه  تكون البيئة خصبة لجميع أنواع الفتن ما ظهر منها وما بطن، والسؤال الأصعب هل سيعود الزمان والمكان كما كان والإجابة بالطبع لا لأن الزمن لن يعود إلى الخلف ولن يبقى المكان كما هو فمع كل رحيل نفقد جزء تلو الجزء من أجسادنا ونتلاشى ببطء شديد حتى نصبح فراغا كبيرا بلا أى قيمة فنصبح مجرد صور معلقة على حوائط مهدمة تنتظر عوامل الطبيعة القاسية لتمحوها ولا يتبقى منها سوى المسامير الصدئة التى كانت معلقة عليها .
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة