الأسئلة الخمسة فى قصة شراء "رجال البيزنس" لأندية أوروبا

الأحد، 22 يوليو 2018 02:00 ص
الأسئلة الخمسة فى قصة شراء "رجال البيزنس" لأندية أوروبا مباراة ليفربول وتشيلسى
كتب رامى عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دخل رجال الأعمال والبزنس بشكل كبير مؤخراً فى سوق الاستثمار فى الأندية الأوروبية وتنافست كبرى رؤوس الأموال العربية والخليجية على شراء حصص أو ملكية كاملة لأعرق الأندية في القارة العجوز.

ويشكل المستثمرون الغالبية العظمى في سوق الاستثمار الرياضي إلى جانب بعض رجال الأعمال المصريين كأن أخرهم رجل الأعمال المصرى ناصف ساويرس.

13575927031494405111
ناصف ساويرس

 

سؤال يتكرر كثيراً، فى أذهان عشاق الساحرة المستديرة الذين يتابعون سوق الانتقالات وأخبار كرة القدم عبر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعى وما الذي يدفع الأثرياء لشراء أندية كرة القدم؟ ولماذا يمكن أن نرى المستثمرين يتسابقون على شراء نادي معين؟.

الإيرادات المتضاعفة التي باتت تجنيها الأندية والقفزات التى تحققت في إيرادات الأندية خلال السنوات الماضية كبيرة للغاية وتجاوزت أرقام درب من الخيال، جعلت البعض يتساءل هل أندية كرة القدم تحقق كل هذه الأرباح؟.

أسباب عديدة تجعل رجال الأعمال والبيزنس فى الاتجاه نحو شراء الكيانات الرياضية على مستوى العالم وكان أخرها إقبال كل المستشار تركى آل الشيخ رئيس الاتحاد العربى لكرة القدم على شراء نادى الأسيوطى المصرى، فضلا عن الخطوة التى قام بها المصرى ناصف ساويرس بشراء أسهم فى نادى أستون فيلا.

32011965-v2_xlarge
 

 

مشجع درجة ثالثة
 

أحيانا يغلب طابع الحب والتشجيع على رجال الأعمال ممن يشترون الأندية مثلما حدث مع رئيس نيوكاسل يونايتد ومالك شركة سبورت دايركت الرياضية، لأنه لا يبدو أنه سيستعيد مجدداً مبلغ الـ200 مليون جنيه التي أقرضها لنيوكاسل، لأنه في نهاية الأمر "مشجع" للنادي.

مثال آخر جوردان هو رجل أعمال ثري جمع أمواله من ثورة الهواتف المحمولة حتى بلغت ثروته 75 مليون جنيه استرليني في عام 2000 قرر شراء نادي كريستال بالاس اللندني، ودفع 10 ملايين جنيه من أجل ذلك وهو بعمر الـ32، كأصغر رئيس نادي.

الكثير من الأثرياء، وإن كانوا رجال أعمال ناجحين إلا أنهم مشجعين للأندية التي يمتلكوها ويديروها، وهنا تدخل العاطفة لتقود العقل، بعكس العمل التجاري الذي يقود العقل فيه كل التحركات. فالرغبة بالنجاح في الكرة ثمنها غالي.

Liverpool_kop
 

 

شهرة وتواجد عالمى
 

هناك منطق أخر للبعض ممن يقدمون على شراء الأندية في أوروبا دون أدنى ارتباط وجداني بهذه الأندية، والدليل على ذلك الروسي رومان إبراموفيتش، الذي تملك تشيلسي في 2003، وشطب أكثر من مليار جنيه دفعها للنادي خلال تلك السنوات، وكذلك الشيخ الإماراتي منصور بن زايد، والذي أنفق قرابة مليار جنيه منذ 2008.

 وبحسب أحدث التقارير، فإن 6 من الأندية العشرين الأعلى دخلاً في العالم يرتبطون بعقود رعاية رئيسية مع شركات طيران خليجية.

ويرى متابعون أن كرة القدم باتت وسيلة جيوسياسية  بما يعنى (تأثير السياسة على الجغرافيا)  تدعم الحكومات هؤلاء المستثمرين والصناديق الاستثمارية المستحوذة على أندية كرة القدم.

الأمر ذاته ينطبق على المستثمرين الأفراد، أنفق رومان ابراموفيتش الكثير من الأموال على نادي تشيلسي، لكنه بالمقابل أصبح صورة عالمية شهيرة معروف حول العالم.. تجربة ابراموفيتش مقارنة بأثرياء روسيا توضح حقيقة هامة: لا يكفي أن تكون رجل أعمال ناجح لتكون مشهوراً، ولكن شراء نادي كرة قدم يجعلك معروفاً ويوصلك بالأشخاص المهمين حول العالم.

image-0-20180322-1-110462-1521730697
 

 

أرباح بالإسترلينى واليورو
 

بغض النظر عن تفاصيل القوائم المالية للأندية، إلا أن هناك أسباباً لا تجعل الأندية مؤسسات أو جهات مربحة ذلك يحدث رغم أن أندية الدوري الإنجليزي كمثال تعتبر نموذجاً في ضخامة الإيرادات، من حقوق نقل تلفزيوني، عقود وشراكات تجارية، وحضور جماهيري.

عندما قامت عائلة كبيرة فى إنجلترا بشراء نادي مانشستر يونايتد في 2006 كانت تدرك قيمة العلامة العالمية لمانشستر يونايتد والتي جعلته مصدراً لا ينضب من جلب الأموال، ويدركون كذلك ما يخبئه المستقبل من فرص لمضاعفة هذه الإيرادات، فقاموا بتحميل تكلفة شراء النادي للنادي نفسه! كيف؟ اقترضوا لشراء النادي، وبدأوا بسداد القرض وفوائده من خلال جزء كبير إيرادات النادي سنوياً، على أمل الوصول للحظة التي يسدد بها كامل القرض حينها سيكون بين يدي ملاك النادي أصل يقدر بمليارات الجنيهات.

مثال آخر هو نادي ارسنال النادي يملك احتياطي نقدي يقدر بـ191 مليون جنيه استرليني كأحد الحالات النادرة في عالم كرة القدم التي تعج فيها دفاتر الأندية بالديون.

ماذا يعني امتلاك أرسنال لاحتياطي نقدي بهذه القيمة؟ هذا يعني أن الأمريكي ستان كرونكي الذي يملك حوالي 63٪ من النادي بمقدوره توزيع أرباح لنفسه من خلالها لو رغب علماً أن عدد من الأندية تقوم بتوزيع أرباحاً سنوية لجيوب المستثمرين.

بالتالي يمكننا القول أن زيادة مداخيل النادي تزيد من قيمته، وهو الواقع الحالي في أندية الدوري الإنجليزي ونخب الأندية الأوروبية، ارتفعت مداخيلها من مختلف المصادر بسبب انتشار شعبية مسابقاتها حول العالم.

السبب الرئيسي يكمن في ارتفاع أجور اللاعبين، الأجور باتت تنمو بشكل مهول، في الموسم الماضي شكلت الأجور 61٪ من إيرادات النادي، ومنذ انطلاق البريميرليج الإنجليزي قبل 20 سنة، ذهب 80٪ من نمو الإيرادات إلى بند أجور اللاعبين، ومن هذا المنطلق يرى الخبراء أن القدرة على التحكم بأجور اللاعبين هو البوابة لتحقيق الأرباح للأندية.

وبالمختصر فإن شراء نادي بقيمة تتجاوز المليار جنيه إسترلينى وإدارته بشكل جيد من خلال رفع إيراداته وخفض مصاريفه سترفع من قيمته، ما يجعله استثماراً طويل الأمد، يمكن لمالكه بيعه بعد سنوات بقيمة أعلى من الـ50 مليون التي قام بدفعها لشرائه.

1159a454-37ab-4678-9eff-db8b133e51df_16x9_1200x676

محمد الفايد

 

مغامرة لذيذة
 

الفوارق المالية بين أندية الدوري الممتاز والدرجة الأولى في إنجلترا على سبيل المثال كبيرة، وعقود النقل التلفزيوني مستمرة في توسيع الفوارق المركز الأخير في البريميرليج أصبح يضمن تحقيق قرابة 100 مليون جنيه من الجوائز المالية.

أما في الدرجة الأولى (الشامبيون شيب) فإن العوائد أضعف من هذه بكثير، وهو ما يتسبب بضغوط مالية كبيرة على الأندية المنافسة، حيث وصلت نسبة الأجور إلى الإيرادات إلى 90٪ لذا فإن التأهل من الشامبيون شيب للبريميرليج يشكل نقلة مالية هائلة للأندية، لذلك سميت مباراة التأهل الاقصائية بمباراة الـ170 مليون، أو أغلى مباراة في العالم.

لهذا، فإن امتلاك نادي يلعب في الدرجة الأدنى، ومن ثم المساهمة في تأهله للدرجة الأعلى يشكل نقلة نوعية في الأرباح المالية، وهي المغامرة، إلا أن الوجه الآخر لهذه الجمالية قبيح، فالهبوط من الدرجة الممتازة للدرجة الأدنى كفيل بتحطيم الآمال المعقودة على النجاحات الاقتصادية للاستثمار في هذا النادي أو ذاك، وهذه الحالة موجودة في مختلف دوريات أوروبا، فالأندية التي تحاول التأهل لدوري الأبطال ستضمن تحقيق عوائد ضخمة من خلال المشاركة فقط، دون النظر للمرحلة التي ستصل لها، علماً أن الوصول لمراحل أبعد يعني إيرادات أعلى.

 

337
 

 

أرباح السوشيال ميديا
 

هناك أسباب خفية تدفع رجال الأعمال فى الوقت الحالى بعد الدراسات التسويقية التى أصبحت مهمة لدى أباطرة التسويق الرياضى من خلال قيام الأندية الأوروبية بالتعاقد مع النجوم أهمها الجانب التسويقي حيث يكون الهدف من ذلك زيادة شعبية النادى المتعاقد مع لاعب من الدورى المصرى وتوجيه جيش من الجماهير المصرية لتشجيع النادى الذي يضم في صفوفه أحد نجوم الكرة المصرية، وهو ما يحدث فارق في التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعى.

عند إعلان الأندية الأوروبية تعاقدها مع أحد اللاعبين المصريين تبدأ جيوش مواقع التواصل الاجتماعي في الانقضاض علي الصفحات الخاصة بالنادي الأوروبى عبر مواقع تويتر وفي سبوك وانستجرام وغيرها من مواقع السوشيال ميديا، وهو ما يحقق أرباح تسويقية لتلك الأندية الأوروبية، ناهيك عن أن العدد الكبير من متابعى الكرة المصرية ونجومها المحترفين في ملاعب القارة العجوز ليس بالعدد الهين وهو ما يجعل ضم لاعبين مصريين لصفوفها بمثابة النجاح التسويقى الهائل.

لك أن تتخيل أن الأندية الأوروبية تجيد التسويق وتحقيق الأرباح من مصادر متنوعة وتجيد كيفية تحقيق الربح من استغلال مواقعها الرسمية عبر مواقع السوشيال ميديا عن طريق نشر إعلانات مصورة لمنتجات الشركات الراعية لها للتسويق لهذه المنتجات سواء بطريق مباشر عن تصوير إعلان للترويج لأحد منتجات الشركات الراعية أو استغلال منتجات هذه الشركات خلال ظهور فريقها في أى حدث سواء داخل الملعب أو خارجه ، وهذه الإعلانات يشاهدها الكثير من متابعى صفحات تلك الأندية علي مواقع فيس بوك وتويتر وانستجرام وهو ما يعود بالنفع على خزائن تلك الأندية لأن ذلك تدفع الشركات علي التسابق للتعاقد معها ورفع قيمة العروض المقدمة لرعاية تلك الأندية ، وترفع من قيمتها السوقية في سوق التجارة الرياضية.

 

 

download
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة