خرجت الكرة الإفريقية خالية الوفاض فودعت منتخباتها الخمسة المونديال العالمي في روسيا من الدور الأول و كذلك الحال مع مُمَثِلي القارة الصفراء فما عدا الكومبيوتر الياباني غادرت الأربع منتخبات الآسيوية الأخرى المونديال أيضاً لينتهي دور المجموعات علي صورة باهتة و حضور هزيل للفرق الوطنية الإفريقية و الآسيوية .
القارة السمراء كانت تُمني النفس بإنجاز تاريخي في هذه النُسخة حيث كان أقصي مدي لمنتخباتها في البطولة هو الوصول للدور الربع النهائي و هذا ما حدث مع الكاميرون في 1990 ، السنغال 2002 و غانا 2010 لكن سُرعان ما تبخرت أحلامها في سماء المدن الروسية بداية من ثلاث هزائم كارثية للمنتخب المصري دون تحقيق أي نقطة و بأداء ضعيف للغاية لتتزيل مصر قاع المجموعة الأولي ، وفي المجموعة التالية لم يُسعف الأداء الجيد أسود الأطلس من الوصول للدور الثاني فخرجت المغرب بنقطة يتيمة من هزيمتين أمام إيران و البرتغال و بتعادل مع الماتادور الأسباني لكنها كسبت إحترام عُشاق كرة القدم في العالم أجمع بأدائها الراقي و كرتها الجميلة .
نسور نيجيريا بدأت البطولة في المجموعة الرابعة بهزيمة و أنهتها أيضاً بهزيمة أخري من كرواتيا و الأرجنتين علي الترتيب و بينهما حققت فوز علي أيسلندا بفضل ثنائية جناح ليستر سيتي أحمد موسي و لم يشفع هذا الفوز لها بالبقاء فخرجت بصحبة أيسلندا من الدور الأول ، لم يتغير الحال بالنسبة للنسور العربية التونسية فالمُمثل الرابع للقارة الإفريقية تلقي هزيمة في اللحظات الأخيرة أمام الإنجليز ثم أخري كارثية بخماسية تاريخية أمام بلجيكا لكن في الختام فازت علي بنما بهدفين لهدف لتحقق ثاني فوز لها بعد 40 عاماً من الإنتظار حيث كان الإنتصار التونسي الوحيد في كأس العالم 1978 بثلاثة أهداف لهدف أمام المكسيك .
لم يخرج المنتخب السنغالي من البطولة بفارق النقاط أو الأهداف بل خرج بفارق الإنذارات بعدما تساوي مع نظيره الياباني في كل شئ فحرمته قواعد اللعب النظيف من المرور إلي الدور الثاني في نهاية حزينة لمشوار أسود التيرنجا في المجموعة الثامنة فبدأت بإنتصار مُفاجئ علي بولندا ثم تعادل مع اليابان وهزيمة بضربة رأس أمام كولومبيا ليتوقف قطار المنتخبات الإفريقية عن الدوران في روسيا و تعود جميعاً عبر مطار موسكو إلي عواصم بلادها .
المنتخبات الأسيوية بدأت مشوارها في البطولة بهزيمة قاسية للأخضر السعودي بخماسية تاريخية في المباراة الإفتتاحية أمام روسيا وأخري بأداء أفضل أمام أورجواي بهدف سواريز ثم تحسن الأداء السعودي حتي استطاعت الفوز علي مصر في الديربي العربي بهدفين لهدف في الثواني الأخيرة من اللقاء ، أما المنتخب الإيراني فقد كان حاضراً بقوة في روسيا بأداء مُنظم نال ثناء الجميع فكان يحتاج إلي هدف إنتصار أمام البرتغال للمرور من مجموعة الموت إلي الدور التالي لكنه فشل في تحقيق ذلك ليُنهي اللقاء بالتعادل بعد فوزه علي المغرب و هزيمته من إسبانيا و كلاهما بهدف نظيف ، الكانجارو الأسترالي كان حاضراً في المجموعة الثالثة رفقة فرنسا ، بيرو والدنماراك فخسر من الأول و الثاني و تعادل مع الثالث ليخرج بنقطة يتيمة مودعاً البطولة .
قُنبلة البطولة و المفاجأة الكبري جاءت من هناك من شمال شرق القارة الصفراء فبهدفين للاشئ أخرجت كوريا الجنوبية ألمانيا حاملة اللقب العالمي و ألقت بها خارج السباق ليعود توني كروس و رفاقه من الطاقم الألماني علي متن طائرتهم إلي مطار فرانكفورت في حدث كروي أدهش الجميع و علي الرغم من هذا الفوز خرجت كوريا أيضاً لكن مرفوعة الرأس فحققت ثلاث نقاط عقب الفوز علي ألمانيا و الخسارة من السويد و المكسيك ، المنتخب الأسيوي الوحيد الذي إستطاع العبور إلي الدور التالي هو الكومبيوتر الياياني فحقق فوزاً هاماً علي كولومبيا في الجولة الأولي ثم تعادل إيجابي و نقطة ثمينة من فم أسود التيرنجا السنغالية و ختم المجموعة بهزيمة بهدف نظيف أمام بولندا ليحقق أربع نقاط تساوي بها مع السنغال في كل شئ و صعد بفضل قواعد اللعب النظيف لكن تنتظرة مهمة ثقيلة أمام الشياطين الحمر فالمنتخب البلجيكي خصمه القادم مدجج بالنجوم و صعد يالعلامة الكاملة من ثلاث إنتصارات متتالية .
من ضمن 16 منتخب متأهل لم يصل منتخب إفريقي بالإضافة إلي واحد فقط من أسيا و أخر من أميركا الشمالية و أربعة من نظيرتها الجنوببة بينما الحضور الأكبر كالعادة للقارة العجوز بعشرة منتخبات ، و هنا نجد فارق كبير في الأداء الفني و الإنضباط التكتيكي بين منتخبات أفريقيا و أسيا من جهة و بين نظرائهم من أوروبا و أميركا اللاتينية من جهة أخري و لتقليل هذا الفارق يجب بذل الكثير من الجهد مع تشجيع الفكر الإحترافي و زيادة الإحتكاك بالدوريات العالمية حتي تتغير خريطة العالم الكروية و نري منتخب أسيوي أو إفريقي ينتزع الكأس الذهبية من قلاع منتخبات أوروبا و أميركا الجنوبية