أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد بغدادى يكتب: الرؤية السلوكية ضرورة للتقدم والنهضة

الخميس، 19 يوليو 2018 08:00 ص
محمد بغدادى يكتب: الرؤية السلوكية ضرورة للتقدم والنهضة مشروعات قومية – صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن التساؤل الذى يطرح نفسه الآن أين القيم الإيجابية من خططنا المستقبلية؟ بماذا يشعر المجتمع المصرى خلال عمليات الإصلاح التنموية؟ إذا نظرنا لرؤية مصر 2030، وجدنا أنها تتعامل بكل دقة مع الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والزراعية والتجارية والصحية فى شكل بنود توضح مدى رؤية هذه الإصلاحات فى تحقيق التنمية المستدامة والشاملة.

ومن جهة أخرى نجد أن رؤية مصر 2030 تحتاج لإدراج الأبعاد القيمية والأخلاق التى يجب أن يتحلى بها المجتمع بأسره خلال المراحل المقبلة، حيث يجب أن تجمع رؤية 2030 لتشمل الأبعاد القيمية لكل الإصلاحات التى سوف تقوم بها الحكومات المختلفة بعد ذلك.

فدراسة الجانب السلوكى فى هذه المرحلة من التعمير والإصلاح يعطى دفعة قوية لمعرفة جوانب القوة والضعف، وأيضاً الفرص والتحديات التى سوف تواجه الإصلاحات المختلفة وفقاً لرؤية مصر 2030 .

نحن فى أمس الحاجة لغرس قيم المحبة والسلام والأمانة بين طوائف المجتمع المصرى، نحن فى أمس الحاجة لغرس قيمة احترام الوقت، نحن فى أمس الاحتياج لمعرفة أين الاتجاه الصحيح لمنظومة الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة؟ وأين المجتمع منها؟ نحن فى أمس الاحتياج بتوعية هذا المجتمع بمزيد من المعرفة والعلم وقبول الآخر. فبعد ثورة 2011 ما زالت روح اللا مبالاة تسيطر على المجتمع بشكل يحتاج لمزيد من الدراسة والبحث.

إن دراسة الجوانب السلوكية خلقت من اليابان قوة لا يستهان بها، فلم تنهض طوكيو بسبب التقدم التكنولوجى بقدر ما تقدمت بفضل دراسة العنصر البشرى وسلوكياته الذى أخرج الدولة اليابانية من غياهب الاضمحلال والحروب العالمية إلى نور العلم والتكنولوجيا. أقولها وبكل قوة لسنا بعيدين عن العمليات التنموية الحقيقية، لكننا فى أمس الاحتياج لمزيد من الاقتراب أكثر وأكثر من المجتمع لنعلم جيداً ما الذى يحتاجه هذا الشعب بدراسات علمية متأنية وأدوات بحثية تغنى وتثمن من جوع مثل الاستبيانات واستطلاعات الرأى.

فلم تتقدم بكين إلا عندما اقتربت من طموحات شعبها وعلمت الأجنة فى بطون الأمهات قوة العلم وسلوكيات الإنتاج، هذه السلوكيات التى فرضت نفسها على هذا المجتمع وتربعت بفضله الصين كقوة أسيوية عظمى. واعترف العالم أخيراً بقوة السلوك حينما أعطى جائزة نوبل للعالم الذى درس الاقتصاد السلوكى.

فالاتحاد السوفيتى استطاع منذ الحرب العالمية الثانية أن ينتشر انتشار الهشيم عندما وضع قيمة الاشتراكية موضع التنفيذ فقاد الدول وأصبح معسكراً شرقياً يقاوم المبادئ الرأسمالية بقيادة واشنطون التى استحوذت على المشهد منفردة منذ نهاية التسعينيات.

وفى هذا الإطار لا بد وأن نعطى إجابات لهذه التساؤلات: ما السلوكيات الإيجابية التى افتقدناها؟ وما السلوكيات السلبية التى نود أن نتخلص منها؟ وكيف ندرس سلوك الشعب المصرى من جديد؟ كيف نقاوم الأفكار الهدامة التى تبث وتعطى السم فى العسل؟ ما الذى يجعلنا نكتئب؟ وكيف نستعيد السعادة التى نسيناها؟ أين قيمة الحب؟ أين قيمة العلم؟ أين قيمة الجمال؟ أين قيمة وأدب الحوار؟ أين قيمة الأخلاق؟

الإجابة أن جميع القيم موجودة لكنها منسية فى ظلمات الماديات التى فرضت نفسها بقوة على عالمنا المعاصر. وبالنظر لواشنطون نجد أنها تقوم بدراسة رد فعل الشارع الأمريكى تجاه قراراتها وتقوم بعمل استطلاعات رأى قبل إصدار القرار وبعد إصدار القرار لأن الشعب الأمريكى هو المخاطب بهذه القرارات. إن التقدم الحقيقى والنهضة الشاملة لا تتم إلا عندما نقوم بشكل فعلى بدراسة الجوانب السلوكية المختلفة للمجتمع بمزيد من التقارب والتقرب من هذا الشعب حتى نحقق أهدافنا بسهولة وبناءً على تخطيط مسبق.

إن الرؤية السلوكية يجب أن تلحق برؤية 2030 أو هى قبلها حتى نتعرف على قيمنا وطبائعنا وما الذى نحتاجه من سلوكيات فى المستقبل القريب؛ لنمهد الطريق جيداً لرؤية 2030.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة