لاشك أن الإنسان فى حقيقته هو تأرجح بين الوجود أو الحياة التى من سماتها الفناء والدونية والزوال، والعدم أو الموت الذى يعد الحقيقة المؤكدة التى لا جدال عليها.
الحديث عن الحياة والموت من الموضوعات الشائكة التى تصدرت عقول كثير من المفكرين محاولة منهم إزاحة الستار عن هذه الحقيقة المؤكدة والغامضة فى حياة الإنسان .. حقاً هو موضوع جدير بالاهتمام والمناقشة بوصفه شكل محوراً رئيساً فى تاريخ الفكر الإنسانى.
إذا كان الإنسان ظل يسعى جاهداً من أجل إشباع متطلبات حياته محاولاً تحقيق معنى البقاء والسيطرة، فهو لم يدرك أن الموت هو الموقف النهائى الذى يصطدم به الإنسان ولم يتطرق إلى ذهنه "إن حياة الإنسان فى حد ذاتها ممارسة للموت" لأن عمره ينتقص منه باستمرار، وأنه يعيش للموت.
إذا كانت حياة الإنسان هى الواقع الذى نلمسه، فالموت هو الحقيقة المشطورة التى نعرف نصفها الأول، ونجهل نصفها الآخر.
على أية حال، إن مفارقة الحياة والموت والتى تحمل فى طياتها، كل الاحتمالات المختلفة التى حاول العقل الإنسانى، من خلالها، الوصول إلى الجوهر الحقيقى للحياة والموت، يتجلى لنا إننا إزاء حقيقة متعالية، فالحياة هى أفق شاسعة مجال الرؤية محدود فيه، والموت مازال لغزا ليس بمقدورنا تقديم حقيقة واضحة المعالم بصددها.
وبالتالى، يظل التساؤل قائماً، هل يمكننا أن نتوصل إلى حقيقة هذه المفارقة أم تظل حياة الإنسان هى مجرد تحقيق لرغباته ومتطلباته، وفى الوقت نفسه يظل الموت هو الباب المغلق الذى لا نستطيع رؤية ما وراءه ؟
أخيراُ ، "يبقى الإنسان ضيفاً على هذا العالم..... حتى إذا كان كارهاً لهذه الحقيقة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة