تواجه شركة جوجل حاليا أزمة كبيرة من الاتحاد الأوروبى بسبب نظام تشغيل الأندرويد التابع لها، إذ أفاد أحد الأشخاص المطلعين على المسألة أن منظمى مكافحة الاحتكار بالاتحاد الأوروبى سيفرضون غرامة قدرها 4.3 مليار يورو (3.82 مليار دولار) علىجوجل لاستخدام نظام التشغيل المحمول أندرويد بشكل احتكارى، وإعاقة عمل المنافسين.
والعقوبة المنتظر أن تفرضها المفوضية الأوروبية هى أعلى عقوبة فرضت على شركة لخرق قواعد الاتحاد الأوروبي، ويأتى هذا بعد عام واحد فقط من تنفيذ الاتحاد الأوروبى غرامة 2.4 مليار يورو على جوجل بسبب خدمة التسوق والتأثير على المنافسين الذين لديهم خدمات مشابهة.
جوجل
ويشير تقارير من "إكونوميك تايمز"، إلى أن "مارجريت فاستيجر" رئيس المنافسة فى المفوضية الأوروبية أجرت تحقيقات استمرت 3 سنوات بعد تلقيها العديد من الشكاوى بشأن إجبار جوجل بشكل غير قانونى شركات تصنيع الهواتف الذكية على تثبيت تطبيقاتها، إذ تمنح الشركة الأمريكية نظام التشغيل أندرويد لمصنعى الهواتف مجانًا، ولكنها تقيدهم بـ "اتفاقيات التفرد" التى تجبرهم على تثبيت متصفح الويب ومحرك البحث الخاص بها، إذا كانوا يستخدمون متجر تطبيقات جوجل بلاى.
ويوضح المسئولين أن المفوضية يمكنها فرض غرامة تصل إلى 10% من قيمة المبيعات السنوية لألفابيت الشركة الأم لجوجل، أى ما يعادل 9.5 مليار يورو، ولكن التقارير الحديثة تقول أن الغرامة لن تصل إلى هذا الحد ويمكن أن تتراوح بين 2.4 مليار يورو و سيفرضون غرامة قدرها 4.3 مليار يورو.
اندرويد
ولن تكون العقوبة منحصرة فى الغرامة المالية فقط، بل أن اللجنة الأوربية ستطالب شركة جوجل بإلغاء جميع الاتفاقيات مع شركات تصنيع الهواتف الذكية، والتى تتضمن بنود تجبرهم على تثبيت تطبيقات جوجل مسبقا على أجهزتهم، وإتاحة الفرصة للتطبيقات المنافسة.
ومن المقرر أن يتم تحديد العقوبة فى مؤتمر صحفى فى بروكسل، وتشير جميع التقارير إلى أنها ستكون أكبر غرامة تفرضها الجهة التنظيمية على شركة واحدة، ومع ذلك، يجوز لشركة جوجل الطعن فى الحكم، وهو ما يعنى أنه من الممكن أن يتم تخفيض قيمة الغرامة أو إلغائها بالكامل.
وهذه ليست المرة الأولى التى يغرم فيها الأتحاد الأوربى جوجل، إذ سبق وغرمت مفوضة المنافسة "ماردريتى فيكتويجر" جوجل 2.4 مليار يورو (2.8 مليار دولار ، 2.1 مليار جنيه استرلينى) على تحقيق منفصل فى خدمة مقارنة التسوق الخاصة بها، بالإضافة إلى ذلك، يجرى فريق متخصص تحقيقًا ثالثًا فى نشاط AdSense للإعلان، وإذا ثبت أن هناك احتكار أو تلاعب سيتم تغريم جوجل مجددا.
من الجدير بالذكر أن المفوضية الأوروبية بدأت أولاً التدقيق فى نظام تشغيل أندرويد فى أبريل 2015، بعد شكوى مقدمة من Fairsearch - وهى مجموعة تجارية شملت شركات Microsoft و Nokia و Oracle، وفى هذا الوقت كان يمتلك نظام أندرويد 64٪ من سوق الهواتف فى أوروبا، وفقًا لشركة الأبحاث Statcounter، ومنذ ذلك الحين نمت إلى 74 ٪.
بعد ذلك، قدمت اللجنة ثلاثة ادعاءات محددة حول السلوك المناهض للمنافسة، قائلة إن جوجل تطالب مصنعى أجهزة اندرويد والأجهزة اللوحية بإعداد محرك البحث باعتباره الإصدار الافتراضى وتثبيت متصفح كروم مسبقًا، بالإضافة إلى منع الشركات المصنعة من بيع الأجهزة المحمولة التى تدعمها أنظمة تشغيل منافسة، وإعطاء الشركات المصنعة للأجهزة والشبكات المتنقلة حوافز مالية لتوفير خدمة البحث الخاصة بها كخيار مثبت مسبقًا.
وردا على ذلك، نفت جوجل إلزام صانعى الأجهزة بالتحميل المسبق لأى من تطبيقاته، وادعت أيضًا أن توزيع بحث جوجل ومتجر جوجل بلاى ساهم فى توفير خدماتها مجانًا.
ولا تتبع جوجل نفس السياسة فى جميع البلدان، ففى روسيا قدمت الشركة الأمريكية تنازلات، وهذا بعد أن قدمت شركة محلية شكوى ضدها للحكومة الروسية، وهو ما دفع الشركة لتغيير سياستها، فالآن يتوفر لمستخدمى اندرويد فى روسيا خيارًا بين جو جلو Yandex و Mail.ru كمحرك البحث الافتراضى فى المرة الأولى التى يستخدمون فيها الجهاز.
وشهدت Yandex ارتفاع حصتها بين محركات بحث على الهواتف من حوالى 34 ٪ إلى 46 ٪ منذ التغيير، لكن أحد الخبراء القانونيين قال إن نزاع الاتحاد الأوروبى قد يستغرق وقتًا أطول لحله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة