لم يمهلها القدر الاستمتاع بحياتها الجديدة، التى ظلت تحلم بها كأى فتاة فى مقتبل عمرها، الحلم ظل يراودها حتى أتى أمر الله، وغيب الموت زوجها، بعد مرور سنوات معدودات فقط، على زواجها، لتتحمل قيادة سفينة الأسرة، لا هدف أمامها سوى أن ترسو السفينة إلى بر الأمان، ولما لا؟، فالست نبيهة عبد الفتاح والدة الطالب محمود محمد الرابع مكرر فى الثانوية العامة على مستوى الجمهورية، بملامحها الشقيانة حملت لواء الكفاح بديلا عن والد أبنائها، الذى رحل فى صمت بعد معاناة شديدة مع المرض.
"ست مصرية واعية مدورة بيتها"، جملة رقيقة تصف حال المرأة المصرية التى تعمل على تنشأة جيل يقدر معنى المسؤولية وحب الوطن، وتحقيق أحلامه التى تراوده، رغم كل الأسى والعثرات التى تعترض طريقه، إلا أنه وفى نهاية المطاف يعلن تحقيق حلمه، مستمسكًا بعروته، وكفاحه اللذان لا انفصام لهما.
تروى الست " نبيهة عبد الفتاح والدة الطالب محمود محمد الرابع مكرر فى الثانوية العامة على مستوى الجمهورية "، فى لقاء ببرنامج "ست الحسن"، والذى تقدمه الإعلامية شريهان أبو الحسن، ويذاع على قناة ON E، حجم التحديات التى قابلتها فى حياتها بدًءا من وفاة زوجها، بعد زواجهما بفترة قصيرة، مرورا بمتطلبات الحياة الثقيلة، وانتهاءً بتحقيق حلم لم تتخيله يوما، وهو حصول ابنها "محمود" على المركز الرابع فى الثانوية العامة.
وقالت الست " نبيهة": "زوجى توفى فى 2004، ولم يكمل محمود عامه الرابع، وكنت أساعد زوجى فى بيع الأنابيب كأى ست مصرية من أجل توفير متطلبات الحياة لأبنائى، لكن القدر لم يمهل زوجى طويلا فتوفى نتيجة مرضه بالفشل الكبدى، وتحملت المسؤولية، ولكن أهل قريتى ساعدونى كثيرا، وكانوا يفضلون شراء الأنابيب منى كنوع من أنواع الدعم، مضيفة: "ساعات كنت باطلع الساعة 1 بالليل أو العشاء أو فى أى وقت، لأن شغل "الغاز" مالوش معاد، فكنت مضغوطة جامد وكنت عاوز أبقى أبوهم وأمهم وأوفر المصاريف لولادى".
الإبن البار بوالدته، محمود محمد، الحاصل على المركز الرابع مكرر فى الثانوية العامة، حاول أن يرد جزء ضئيل من تضحيات والدته، وقال فى لقاء مع "البرنامج"، "لما عرفت النتيجة من التليفزيون، ماطلعتش من البيت إلا لما والدتى وصلت، لأرد جزء صغيرا من تضحياتها، كاشفا عن عدم معرفته بالنتيجة فى اليوم السابق لإعلان النتيجة قائلا:" الوزارة اتصلت بينا 25 مرة ولكن مكنش فيه شبكة، وعرفت عن طريق التليفزيون".
ووجه "محمود" رسالة لوالده المتوفى قائلا: "أتمنى أن يكون سعيدا فى قبره، وزرته فى قبره لأخبره بالنتيجة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة