ينتشر فى أسواق شمال سيناء فقط، بعض أكوام البطيخ غير الناضج على طاولات يعرضها باعة الخضروات، ويقبل الأهالى بكثافة على شرائها من الباعة ينادون عليها باسمها وهى "العجر"، ولسان حالهم يقول هى الأفضل لإعداد وجبة "اللصيمة" وهى فتة مكونها الرئيسى البطيخ فى مراحل تكوينه الأولى، ووجبات أخرى تتفنن سيدات سيناء فى إعدادها.
"
محمد السباحى"، أحد باعة "العجر" فى سوق العريش، يحضر يوميا كميات منه ويبيعها فى السوقوقال السباحى، لـ"اليوم السابع"، إنه يجلب العجر من منطقة السكاسكة شرق مدينة العريش، حيث هناك مزارع للبطيخ، بعضها يعتمد على مياه الأبار وأخرى من بطيخ مزروع على مياه الأمطار، مضيفًا أنه وغيره من التجار ينقلون "العجر" بعد شرائه من المزارعين، الذين يقومون بقطعة قبل نضوجه، ويبيعونه فى السوق على الأهالى الذين يقبلون على الشراء.
وأشار أحد باعة "العجر" فى سوق العريش، إلى أن أسعار العجر 5 جنيهات للكيلو، وكل كيلو يتراوح عددها مابين 4 إلى 6 عجرات، موضحًا أن من يشترونه يستخدمونه فى عمل أكلة اللصيمة، وهى أشهر أكلة سيناوية وتعتبر المفضلة عند الأهالى، وتعتمد على "اللبة" وهى قرص العجين المطهى فى الجمر، يقطع للقيمات ويتم على طريقة الفتة مزجه بالعجر، مضيفا أن العجر يتم طهيه بشويه فى النار وتفتيتهن ويضاف إليه الثوم والفلفل الأخضر ويغطى بزيت الزيتون .
ومن جانبها، قالت يسرا عثمان، من سيدات شمال سيناء، إنهم يعتبرون هذا موسم العجر، ووجدوا أنه رغم وجود كل الأصناف فى السوق إلا أن العجر أفضلهم فهو مناسب للمعدة فى رمضان.
وأضافت عثمان، أنها تقوم بطبخه على طريقة البامية، وبنفس الطريقة بعد تقطيعه، متابعة أن للعجر فوائد أخرى، فهم أيضا يقطعونه لشرائح ويتم تخليله، ويتفوق فى طعمه على الخيار المخلل والجزر، وهناك طريقه أخرى للتخليل، وهى حفظه مع المش المالح ويعطى طعم مختلف .
فيما قال أيمن محمود، أحد الشباب، إن الشباب فى شمال سيناء، لديهم عادة مشهورة وهى عمل اللصيمة، التى تعتمد على العجر، وعندما يقومون بجولات بريه، أو الخروج للبحر على الشاطئ لعمل وجبة افطار طبيعية، يحضرون عددا من "العجرات"، ويشعلون النار فيها يشوونها حتى تنضج، ثم فى الجمر يضعون قرص العجين، ويتعاونون فى فتة مكوناتها، ويتناولونها ويعتبرونها أفضل بكثير من اللحوم وغيرها من وجبات حديثه.
وبدروه، قال الحاج أبوحسن، من كبار باعة الخضروات فى سوق الرفاعى وسط مدينة العريش، إن العجر يعتبر أهم ما يباع فى سوق العريش من خضروات، ويتفوق على ماسواه فى الإقبال عليه يوميا، مشيرا إلى أنهم يعتمدون فى شرائه على شباب ومزارعين صغار يحضرونه لهم من المزارع المحيطة بمدينة العريش.
وفى سياق متصل، قال السيد سالم، الذى حرص على شراء كمية من العجر من بائع فى ممر سوق الرفاعى، إنه يقوم بطبخه على طريقة "الكوسة"، وأحيانا هو وأسرته يحتفلون بعمله لصيمة وفتة، ويعتبرونه موسمًا، لافتًا إلى أنه كان وجبة إفطاره لأكثر من 4 مرات خلال شهر رمضان الجارى.
بينما يرى سالمان عيد، أحد المزارعين، أن عادة استخدام البطيخ قبل نضوجه كوجبة غذائية متوارثة، ويسمون البطيخ فى مرحلة قبل النضج وتناسبه ليكون وجبة غذائية وليس فاكهة " عجر"، و"شوى"، والجمع " عجرات وشويات"، وأفضل أنواعه المزروع على مياه المطر، حيث اعتاد الأهالى زراعة البطيخ فى نهاية الشتاء فى الأراضى التى تروى بمياه الأمطار، وعند مراحل اكتمال نموه فى الفترة من أول مايو حتى نهاية يونيو، تجد المزارع يقطف من بين كل 3 أو بطيختين فى مراحل نموها الأول واحدة للتخفيف عنها، ويستفيد منها كوجبة غذائية، وتحولت هذه إلى عادة الجميع بمن فيهم غير المزارعين، وكان المفاجئ أن العجر أصبح خلال السنوات الثلاث الأخيرة يباع فى الأسواق، ودخل على خطوط بيعه أصحاب المزارع التى فيها يتم الزراعة على مياه الأمطار واعتباره مشروع زراعى وكذلك تجار الخضروات وأصبح يباع فى السوق إلى جانب كل الخضروات، بل ويتم جلبه من مزارع من خارج المحافظة بعدما أصبح منتجًا متداولًا تجاريا ويجد إقبالًا.
والتقط منه عبدالمجيد حسان، وهو مدرس من أبناء محافظة الشرقية ويعمل فى العريش، أطراف الحديث بقوله، إنه بعد وصوله لشمال سيناء قبل 15 عاما للعمل فيها، استغرب بادئ الأمر كيف أن الأهالى يقومون بشوى البطيخ على النار وتناوله كوجبة.
وأضاف حسان، أنه تعرف عليه عندما كان يعمل فى إحدى قرى الشيخ زويد، وبعد تذوقه أصبح حريصا على تناوله خلال موسمه، بل ودعوة عليه ضيوفه زائريه، مشيرًا إلى أنه يكتمل طعمه المميز بوجود زيت الزيتون والفلفل.
ولفت حسان، إلى أنه بعد انتقاله للعمل فى العريش، كان يرسل من يحضر له العجر من القرية التى يعمل فيها من أصدقائه، وكانت المفاجأة بالنسبة له أنه خلال الفترة الأخيرة أصبح العجر يباع فى السوق وبكميات كبيرة تمكنه من الشراء وتناوله وجبة مفضلة له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة