"دوار العمدة" بيت الحكم.. عمدة بأسيوط: العُمدية فى عائلتنا منذ 120 سنة

السبت، 09 يونيو 2018 05:00 ص
"دوار العمدة" بيت الحكم.. عمدة بأسيوط: العُمدية فى عائلتنا منذ 120 سنة
أسيوط ـ محمود عجمى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أبا العُمدة".. "يا حضرة العُمدة".. جمل كثيرة ترددت فى العديد من المسلسلات والأفلام المصرية، وكثيرا ما تغنت به الأغانى الشعبية والتى جعلته رمزاً للبلد؛ فدوار العمدة هو بيت الحكم فى القرية الذى يستقبل الشكاوى والخلافات التى نشبت بين الأفراد أو العائلات أو حتى بين الأزواج والعمل على حلها قبل تأزمها‏؛ فكلما كان العمدة محبوباً بين أهالى قريته وبين الخفراء النظامين كان ذلك عاملا أساسيا فى نجاحه واستطاع فرض الأمن والأمان داخل القرية.

 

"اليوم السابع" انتقل إلى قرية نزالى جانوب التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط، والتقى العُمدة "عرفان محمد كامل عرفان" والحاصل على لقب العمدة المثالى من وزارة الداخلية عام 2015، للتعرف على العوامل التى تساعد العمدة فى النجاح وأيضا معرفة أسباب تراجع دور العمدة فى الآونة الأخيرة فى بعض القرى الأخرى.

 

يقول عرفان محمد كامل عرفان، عمدة قرية نزالى جانوب بمركز القوصية بأسيوط، فى حواره مع "اليوم السابع": "إن العُمدية فى عائلته منذ أكثر من 120سنة، حيث توارثها عن أجداده فمنذ 11 سنة وهو عمدة لقرية نزالى جانوب والتى يبلغ عدد سكانها 11 ألف نسمة، حيث كان جده الحاج عرفان حمزة أول عمدة للقرية لمدة 50 سنة، يليه كامل عرفان، ثم والده محمد كامل عرفان؛ مضيفا أن أهالى القرية يقدرونه ويلجأون إليه لحل مشاكلهم سواء كانت نزاعات رى زراعة أو ماليه أو أسرية، فيتم عقد لهم الجلسات فى الدوار والعمل على حلها دون تحرير محضر شرطة بالمركز.

 

وأشار العمدة عرفان إلى أن الأهالى داخل القرية يعرفون بعضهم تمام المعرفة، وذلك نظرا لوجود صلة القرابة والمصاهرة فيما بينهم، والتى تساعدهم على معرفة أى غرباء جدد داخل القرية أو حتى وجود عناصر خارجة على القانون تسعى لمحاولات السرقة، فضلا عن تواصل العمدة مع أهالى القرية يساهم فى فرض الأمن والأمان حيث يعد دور العمدة فى القرية، هو تحقيق الأمن والأمان فى القرية، لأنه الركيزة الأساسية باعتباره واحد من نسيج المجتمع بالقرية يعلم أحوالهم وطباعهم وعاداتهم وتقاليدهم.

 

وأوضح "عرفان" أن تطور عمل العمدة فى الآونة الأخيرة وذلك نظرا لتوسع القرى وتداخلها واتصال أبنائها نسبا وصهرا، بالإضافة إلى المشاركة فى التعاملات من البيع والشراء ما يلزم على العمدة أن يكون على اتصال مع جميع العمد بالمراكز وعلى مستوى المحافظة وذلك للمساعدة فى حل مشكلات أهالى القرية من "طلاق - خصومات ثأرية - الأراضى الزراعية - السكن"، وغيرها من المشكلات التى تحتاج تدخل العمدة والتواصل مع الآخرين لحل المشكلات قبل تأزمها‏.

 

وتابع: غياب الخفير النظامى بالقرية عاملا أساسيا فى انتشار أعمال السرقات بالإكراه وترويع المواطنين، فضلا عن عدم إقامة العمدة داخل قريته بما يؤثر على عدم التواصل مع أهل القرية فى حل مشكلاتهم والنزاعات والخصومات التى قد تؤثر على أمن الأهالى بالقرية؛ ويشير العمدة عرفان إلى أنه لم يحرر محضرا واحد طوال الـ11 سنة توليه العمدية بالقرية، وذلك من خلال تواجده داخل القرية وحل المشكلات التى يمكن حلها فى حينه والانتقال إذا لزم الأمر إلى مكان الحادث أو الواقعة لوأد اى خلاف فى مهده ومنعه من التصعيد، وعقد المصالحات فى المشاجرات بين الأهالى.

 

واستطرد عرفان قائلا: يعمل لدى ما يقارب من 33 خفيرا نظاميا يتم توزيعهم يوميا مع شيخ الخفر على الدركات والمنشآت الحيوية، حيث القرية يوجد بها محطة السكة الحديد لمركز ومدينة القوصية، والمحكمة وغيرها من المنشآت الهامة لما يحقق الأمن العام والأمان للمواطنين، بالإضافة إلى المراجعة اليومية مع شيخ الخفراء دفتر تنفيذ الأحكام كل أسبوع مرة وذلك للتنبيه على الأهالى التى لديها قضايا بعمل معارضة على الحكم داخل المحكمة.

 

وأكد العمدة عرفان إلى أن من أهم عوامل نجاح عمدة القرية، وجود ترابط وتلاحم بين الخفراء ومشاركتهم فى الأفراح والأحزان، بالإضافة إلى عدم قبول الوساطة أو المحسوبية فى حل النزاعات والخلافات بين الأهالى، وأن يعمل العمدة على إعطاء كل مواطن حقه دون مجاملة أحد على حساب الآخر؛ مضيفا أنه يوميا يوجد العديد من المشكلات الصعبة داخل القرية والتى تحتاج بذل مزيد من الجهد والوقت لحلها قبل تحرير محضر داخل مركز الشرطة.

 

ولفت العمدة عرفان إلى أنه يقوم بالتعامل مع المواطنين الغرباء داخل القرية، حيث يتم تكليف شيخ الخفر برصد دخول أو إقامة أى شخص غريب بالقرية، ويتم جمع معلومات عنه واخذ بيانات الرقم القومى، حتى نستطيع ان نحدد اى شخص يتسبب فى ترويع امن اهالى القرية او تعكير صفوهم.


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة