محمود حمدون يكتب : على المقهى

الخميس، 07 يونيو 2018 08:00 م
محمود حمدون يكتب : على المقهى  مقهى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جلس على الطاولة المجاورة للمقهى، أحسست برغبته في الحديث , إذ كان يتململ فى جلسته، يميل برأسه ناحيتى، يعلق على برنامج فى التلفاز بصوت مرتفع.. قلت : أرى كأنك تريد أن تفاتحنى بموضوع ؟
صحيح  , يطلُّ الذكاء من عينيك .
لا داعى للمجاملات , فأنا لا أعرفك.. أظنك كذلك.. ماذا تريد؟
تنحنح قليلاً , بصوت خفيض قال : أتؤمن بالحظ ؟
قلت : سمعت عنه لم أقابله، ربما التقاه كثيرون، غيّر حالهم للأفضل.. لكنه دائما يمر بطريق آخر  .
,بعد أن أجهز على بقايا فنجانه تبسّط في حديثه أكثر, قال: بينما أهرب أنا منه كفرار السليم من الأجرب .
قلت : ماذا تعني ؟ تفرُّ ممن؟
=  من الحظ  .
" أفندم  "؟!! نظرت متفحّصاً بوجهه , أنحاء جسده بحثاً عن دليل لاضطراب نفسي يعتريه أو علامة ظاهرة لتعاطي جوهر مخدر ففشلت , قلت: عُذراً , ماذا تقصد
كثير مثلك، لم يصدقني أحد , الحق أنني , مذ وُعيت على الدنيا , الحظ يلازمني كظلي , حتى لم أعد أحمل هماً لشيء , فكل ما أصبو إليه، أحُلم به يتحقق.
لكن هيئتك لا تدل على ذلك الحظ.. حالك لا يقل تواضعاً عمّن حولنا.. و أومأت برأسي إشارة لروّاد المقهى.
قال : لعلك تقصد المال ؟  علت ضحكته فأثار فزعي , استمر في الضحك حتى اهتز جسده بشدة , قمت من جواره عازماً المغادرة  , اصطدمت بطريقي بشخصين يرتديان البياض , لكل منهما شارب يرتفع لأعلى كقرني شيطان, فطوّقاه من الجانبين, ثم حملاه و انصرفوا  .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة