أكرم القصاص - علا الشافعي

خالد صلاح يكتب: خالص التمنيات بدراما "عفيفة"

الخميس، 07 يونيو 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: خالص التمنيات بدراما "عفيفة"   الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السينما
لا يمكن أن نفرض على الدراما أن تقدم لنا على الشاشة مجتمعا أخلاقيا طوباويا غير هذا الذى نعيش فيه بالفعل، ليس مطلوبا من صناع المسلسلات والأفلام أن يقدموا شوارع نظيفة، وعائلات لا تترك فرضا فى الصلاة، وآباء لا يدخنون، وشبابا مثاليين فى الدراسة والعمل، ومجتمعا خاليا من المخدرات وتملؤه الفضيلة، ويسبح الله شكرا على ما اختصه من نعم، ونظن بذلك أننا نساعد المجتمع على التطهر!! 
 
نحن بذلك نساعد المجتمع على الزيف، ونضرب مصداقية هذه الأعمال الفنية، ونخلق حاجزا هائلا بين الناس وبين الدراما والسينما، لقد كانت نشأة المسرح بالأساس مرتبطة بتربية المجتمعات وتهذيبها وتوجيهها بالترفيه وبالأعمال الفنية الراقية، وبذلك كان الناس يشاهدون أنفسهم على الخشبة، بأخطائهم وخطاياهم، كان المسرح يقدم ما يحدث فى المجتمع، ويقتحم أمراض الناس النفسية والإنسانية والاجتماعية، ويعالج مآسى الناس. 
 
لم يكن مطلوبا من المسرح أن يقدم للناس عالما غير هذا الذى يعيشون فيه، ليجعلهم يتمنون الطهر، ويهرولون نحو المدينة الفاضلة، الدور الذى لعبه المسرح منذ نشأته هو أن يكشف خطايا الناس على خشبة المسرح، ويعرى عذابات الإنسان حتى يخرج كل مشاهد للعرض بحكمة أو بقيمة، الفن يبنى القيم بعرض قصص الباطل، والخيانات، والعذابات، والغدر، حتى يتعلم الإنسان كيف يرسم طريقه وسط خطايا وآلام البشرية. 
 
كان هذا دور المسرح الحقيقى منذ نشأته، لم يكن الفن أبدا خطبة على منبر المسجد، أو وعظا عند مذبح الكنيسة، يبقى للفن نفس الدور والقيمة، ولكن فى إطار من الخيال الرائع، وفضاءات الفن الساحرة. 
 
أنا شخصيا عندى ملاحظات على كثير من الأعمال الدرامية هذا العام، وكذلك ما شاهدناه فى آخر موسمين دراميين، وأنا شخصيا أرفض تماما الإسفاف الشديد أو العرى المبالغ فيه الخارج عن قيمة النص الفنى، لكننى فى الوقت نفسه لا يمكننى أن أطلب من الفنانين من صناع المسلسلات والأفلام السينمائية أن يستشيروا عالما فى الأزهر أو عضوا بالمجمع المقدس قبل كل مشهد، ومع كل تحول درامى، أو أن يجعلوا من مسلسلاتهم حلقات توعية وتنمية بشرية لتحذير الناس من السجائر والمخدرات والسرقة وعرض قائمة الوصايا العشر على حلقات متسلسلة،  نعم نحن نريد للدراما أن تساهم فى بناء المجتمع، لكن بعض مشاهد المخدرات فى المسلسلات والأفلام هى من سبيل النقد والطعن والتسفيه من مدمنى المخدرات، هذه المشاهد هى جزء لا يتجزأ من دور الفن الذى يسلك طرقا مختلفة ليصل بك إلى غاية عليا نبيلة دون أن يصيبك الملل من الخطبة، أو تتوقف عن الذهاب إلى الكنيسة. 
 
أوافق على نظرية  «دور الفن فى بناء المجتمعات» 
 
لكن اتركوا الصنعة هنا للفنانين أنفسهم، وليس لموظفى لجان المشاهدة والمراقبة.
 
المسرح
 
 

مخدرات

خالد-صلاح

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة