فى ذكرى وفاته.. هل كان محمد على كلاى قديسا أم مسلما متطرفا؟

الإثنين، 04 يونيو 2018 04:34 م
فى ذكرى وفاته.. هل كان محمد على كلاى قديسا أم مسلما متطرفا؟ محمد على كلاى
سالي حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى 1964 تحول محمد على كلاى رسميا للإسلام، فى واحد من أكثر أفعاله إثارة للجدل والرفض والغضب بين منتقديه لدرجة أن الصحيفة المحلية فى بلدته "سانت لويس" كانت تصر على الإشارة له باسمه القديم "كاسيوس كلاي".

 

لكن التحول للإسلام نفسه ليس كل ما أثار الجدل بل المنظمة التى انضم لها محمد على وكانت سببا فى تحوله للإسلام إنها منظمة "أمة الإسلام".

 

عندما نسمع اسم "أمة الإسلام" فإن الكثيرين هنا فى مصر لن يخطر لهم أن هذه المنظمة كانت سببا فى تحول الكثير من الأمريكيين الأفارقة للإسلام لكن المشكلة أن المنظمة لها الكثير من التاريخ المضطرب المتطرف لدرجة أن أحد أشهر أعضائها "مالكوم إكس" المسئول عن تحول محمد على للإسلام كان هو نفسه من انشق عنها ولقى مصرعه اغتيالا بسبب ذلك.

 

ما هى "أمة الإسلام"؟

المنظمة بدأت كحركة لحقوق الأمريكيين الأفارقة ولكن بصبغة دينية إسلامية على يد "والاس فارد محمد" عام 1930، وكان فارد محمد ينشر معتقدات غريبة عنصرية ومتطرفة بين المسلمين السود كنوع من العنصرية المضادة فى أمريكا التى كانت لا تزال تحت قوانين "الفصل العنصري".

 

من ضمن هذه المعتقدات أن الإسلام ديانة للسود فقط وليس أصحاب البشرة البيضاء، وأن الله يتجسد فى صورة إنسان هو زعيم المنظمة، وأن كل السود فى أمريكا أبناء قبيلة واحدة تسمى "الشاباز" كانت تعيش فى أسيا قبل أن تنقسم القارة ويكون هناك قارة أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، وكان يروج لكون كل أصحاب البشرة البيضاء ليسوا سوى شياطين.

 

معتقدات غريبة لكن كان من السهل أن يصدقها الكثيرون خاصة وأن الكثير من الأمريكيين الأفارقة لا يعرفون الكثير عن العالم العربى أو الإسلام فى دول أخرى كذلك كانت الجامعات والدرجات العلمية الرفيعة مغلقة أمام أغلبهم.

 

محمد على كلاى تحول للإسلام رسميا فى 1964 بعدما كان تحول سرا لفترة على يد صديقه مالكوم إكس.. لكن لم يتم الاعتراف بدور مالكوم إكس فى هذا التحول لأنه انشق عن المنظمة فى 1963 وأعلن تخليه عن أفكارها العنصرية والمتطرفة وذلك بعدما علم أن زعيم المنظمة فى ذلك الوقت "إليجا محمد" كان على علاقة جنسية بنساء خارج إطار الزواج.

 

وفى نفس العام الذى سافر فيه محمد على كلاى لغانا ضمن جولته الأفريقية سنحت له فرصة لقاء مالكوم إكس لكنه أدار ظهره له ورفض الحديث معه أبدا.

 

لم تعد هناك صداقة مالكوم وعلى، وإن كان أسطورة الملاكمة الراحل ذكر فى كتابه "روح الفراشة" عام 2004 "أدرت ظهرى لمالكوم وهذا واحدا من أكثر الأخطاء التى أندم عليها فى حياتى.. أتمنى لو أستطيع أن أقول له إننى أسف وأنه كان محقا حول كثير من الأشياء.. لكنه قتل قبل أن أحصل على الفرصة".

 

وظل محمد على كلاى جزء من أمة الإسلام معتنقا أفكارها العنصرية والمتطرفة لدرجة أن قال فى لقاء فى التلفزيون البريطانى أن "الرجل الأبيض شيطان لا خير فيه ولا عدالة" وعندما قال له المذيع: "إذن أنت ليس لديك أصدقاء من البيض؟" أجاب: "ليس لدى أصدقاء من البيض أنا أسميهم معارف".

لكن علاقة محمد على كلاى بـ "أمة الإسلام" لم تدم و أعلن انفصاله عنها فى 1974 وقال إنه من الآن فصاعدا مسلم على المذهب السنى، مع ذلك لم تكن تلك أخر محطاته تحول معتقداته الدينية حيث قال فى 2005 إنه على منهج التصوف.

 

ابتعد محمد على عن التطرف والعنصرية مثلما ابتعد عنها صديقه مالكوم إكس الذى اغتياله فى 1965 على يد عناصر من المنظمة التى تصنف حاليا كمجموعة تنشر الكراهية.. بينما ترفض كل المذاهب والمؤسسات الإسلامية حول العالم تصنيف المنظمة كمنظمة مسلمة باعتبارها تؤمن بأن الله يتجسد فى صورة إنسان "هو زعيم المنظمة".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة