سوزان نادى تكتب: حسن فايق أبو ضحكة جنان

الإثنين، 04 يونيو 2018 04:00 م
سوزان نادى تكتب: حسن فايق أبو ضحكة جنان حسن فايق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على دقات الزمن وساعاته على أيامه ولياليه تموج الحياة بالأحداث والصراعات بين البشر التى تصبح على حين غرة وفى غفلة عين ذكريات يتبادلها الموجودون ولكنها لا  تمسى ذكرى فى مهب الريح بل هى جزء أصيل فى كياننا هى التى تشكل وعينا وأفكارنا بل ضحكتنا وأحزاننا فكل ما نمر به هو مترسب فى أعماقنا لا يمحى أبدا  فقط فى انتظار أشاره صغيرة لاسترجاعه والتأمل فيه .

وفى دواخلنا وأعماق نفوسنا هنالك ذكرى أحباء كثيرون شخصيات مميزة  قد تركوا عالمنا المادى تلاشوا كما يتلاشى نجم جميل ساطع فى السماء قد جاءه نداء الرحيل فلبى على الفور هذا النداء ورحل عن عيوننا ولكنه موجود دائما فى قلوبنا وأرواحنا.

حسن  فايق أبو ضحكة جنان لا أحد يستطيع إن يقاوم نفسه من الضحك أمام ضحكاته الجميلة الرنانة التى تثير البهجة والسعادة فى قلوب المشاهدين حتى وهو على فراش المرض كان يتحدث مع المحاور وهو يضحك ، صحيح أنها ضحكة ممتلئة بالدمع والأسى ولكنه على أى حال كان يضحك.

 

ولد حسن فايق فى الإسكندرية عام1898 بدأ حياته وهو فى سن صغير بالعمل فى التجارة فى إحدى محلات أقربائه وكان عمله فى هذه المهنه تحقيق لرغبة والده بأن يصبح تاجر ولكن كان للقدر طريق آخر ورؤية أخره مرسومة لحياته فقد اقتاده ذات يوم مع والده لمشاهدة إحدى عروض الشيخ سلامه حجازى التمثيلية ومالبث أن أنبهر حسن فايق واندهش بالتمثيل والعرض وكأنه وجد كيانه وظل يتتبع عروضهم ويتتبع خطواتهم حتى جائته فكره بعمل فريق تمثيلى خاص به وبدأ فى عرض الفكرة على أصدقائه ولكن منهم من تقبل الفكرة ومنهم من انصرف عنها معترضا.

ولكنه لم ييأس فسمع أن هناك فى مصر فرق من الهواه فترك محل عمله فى التجارة هربا إلى الفن، منضما إلى إحدى هذه الفرق وكانت أسعد أيامه كما يقول حسن فايق أوقات البروفات والبحث عن روايات رائعة لتجسيدها مع أصدقائه فى هذه الفرقة الجديده والتى كانت تتضم حسين رياض وأخرين ورغم انه كان لايتقاضى أجرا وكان يصرف من بعض الأموال التى كانت معه إلا أنه كان سعيد للغاية لا يهتم بما تحمله له الأيام إذا ما انتهى مالديه من أموال.

وبعد سبع سنوات من عمله بدأ أخيرا يتقاضى أجرا وأصبح ممثلا محترفا وبدأ عمله مع يوسف وهبى ولكنه لم يكن يشعر بالراحة معه فكان يوسف وهبى يسند له أدوار مغمورة لم يستطع من خلالها الكشف عن موهبته الحقيقية.

فذهب إلى مسرح الريحانى وطلب أن يعمل معه وبالفعل قام بإداء أدوار فى روايات رائعة منها الستات ميعرفوش يكذبوا, الدلوعة ثم توالت أعماله المسرحية حتى دخل إلى عالم السينما من خلال صديقة المنتج عبد الله فكرى أباظة وكان يعد من الأصدقاء المقربين له فعلم ذات يوم أنه سوف يقوم بإنتاج فيلم لإم كلثوم وقد كان هناك دور معجب به فى الفيلم فذهب على الفور وطلب من صديقة أن يقوم بأداء هذا الدور ومن هنا بدأت أدواره فى عالم السينما.

كان حسن فايق يعتز بأدواره فى المسرح عن السينما فعند سؤاله إيهما أفضل بالنسبة لك وما أحب الأدوار إلى قلبك هل كانت فى السينما أم المسرح رد بمنتهى القوة والحسم أنه كان يحب أدواره فى المسرح فهى أدوار ذات قيمة كبيرة وكانت تعطى له فرصة للكشف عن موهبته الحقيقية أم السينما فأدواره على حد قوله لم تكن موفقه رغم حب الناس الشديد لها وحتى وإن كانت بسيطة ولكنها كانت أدوار وعلامات بارزة فى مخيلتنا جميعا ولا ننساها أبدا فكان دائما يقوم بدور الأب الحنون المبتهج الذى يحاول أسعاد من حوله منها الأب المفلس فى فيلم الزوجة 13 لشادية ورجدى اباظة.. الأب ذا الحب الضائع فى سكر هانم.. الأب والجد الذى يحاول إنقاذ حفيدته فى فيلم خطيب ماما.

قال حسن فايق الذى لم يرانى فى مسرح الريحانى فلم يرانى قط وما أقوى تلك العبارة فهى تعبر عن ظلم شديد كان يشعر به  فرغم رونق السينما و سحر شاشتها فلم تعطى له مساحه كافية لكى يظهر لنا موهبته الحقيقة .

أما عن ضحتكة الشهيرة فقال قد أقتبستها ذات يوم من أحد الباشوات كان حاضرا يشاهد عرضا مسرحيا ويضحك.. بهذه الطريقة ومنذ هذه اللحظة وأصبحت ضحكتى

وعن حياته الخاصة فيقال انه تزوج مرتين ، الأولى من نعيمة صالح وأنجب منها أبنتان عاش معها 40 عاماً ثم الزيجة الثانية كانت من فتاة اسمها حورية صبور، وكانت فى الثلاثين من عمرها، وهاجت فى حينها الأقلام والصحافة لأنه تزوج من فتاه يكبرها بكثير.

كانت نهاية حسن فايق قاسية للغاية فيذكر أنه كان فى محل يشترى بعض المستلزمات وعندما كان يجلس ويحتسى قهوته وقعت القهوة من فمه فأكتشف الطبيب أنه أصيب بشلل نصفى

وعليه أن يلزم الفراش وعاش بهذه الحالة سنوات عديده بين ذكرياته إلى أن توفى عام 1980 ورحل عن عالمنا كوميديان جميل وصورة لفنان قدير مازال ينشر السعاده علينا بأفلامه الجميلة عبر الشاشات..







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة