دندراوى الهوارى

«مين فى المعارضة أفضل من اللى موجودين فى السلطة..؟!»

الأحد، 03 يونيو 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشهد الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يؤدى اليمين الدستورية، أمس السبت، أمام مجلس النواب، مبهج ومفرح ومعبر عن إرادة الأمة، فالشعب اختار نواب البرلمان فى انتخابات حرة ونزيهة، واختار رئيسا للجمهورية عبر الاقتراع الحر، وبشهادة كل من تابع الانتخابات الرئاسية، ثم اختتم المشهد بتوقيع الرئيس على وثيقة انتقال السلطة!!
 
مشهد ديمقراطى، يسجله التاريخ، ويؤكد ثقة الشعب فى الرئيس، باختياره ولاية ثانية، لتنفيذ خططه وبرامجه الإصلاحية الشاملة والواسعة، والهادفة إلى وضع مصر على خريطة المستقبل، والنهضة الكبرى!!
 
ووسط هذا المشهد المبهج، قفز على ذهنى سؤال: مَن من المعارضة يستحق أن يتبوأ رأس السلطة ويقود دولة مثل مصر، وفى ظل ظروف داخلية وإقليمية ودولية أشبه بإعصار تسونامى؟! وبحثت ونقبت عن معارض واحد يمكن له أن ينال ثقة المصريين، ويحقق طموحاتهم، ويلهب حماسهم، وتساءلت من جديد: هل الدكتور محمد البرادعى، أو حمدين صباحى أو عصام حجى أو خالد على أو ممدوح حمزة أو عبدالمنعم أبوالفتوح أو هشام جنينة أو أيمن نور أو حتى عمرو موسى أو أحمد شفيق أو سامى عنان، يصلح واحدا منهم لقيادة البلاد؟!
 
هؤلاء هم المتصدرين للمشهد، بجانب عددا آخر لا بأس به، وإذا بحثت فى السيرة الذاتية لكل هؤلاء، ستفاجأ بأنهم جميعا عاطلون ومحالون على المعاش، ويرون فى الوصول للسلطة فرصة عمل ووظيفة، وليس بغية الإيمان بأفكار وأيدلوجيات تتواءم مع أفكار الشارع، وتعمل بقوة على تقدم وازدهار الوطن.
 
فخذ عندك، الدكتور محمد البرادعى، طوال عمره لم يفكر فى مصر شعبا وأرضا، حتى خروجه من إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجلوسه على مقهى المعاشات فى إحدى حوارى فيينا، هنا خطرت على باله فرصة عمل ثمينة، رئاسة مصر، وعاد الرجل فى 2010 وبدأ التجهيز للحصول على «فرصة العمل الذهبية»، وكانت النتيجة سرطان 25 يناير 2011، وهنا حاول البرادعى أن يجمع مرضى التثور اللإرادى، ونخب العار، ليمنحوه حكم مصر بالتعيين أو عبر استفتاء شعبى وليس بخوض انتخابات حرة، إلا أنه اصطدم بوجود مطامع من «عاطلين» آخرين فى الحصول على فرصة العمل الذهبية، مثل حمدين صباحى وأيمن نور، وعمرو موسى وأبوالفتوح وخالد على فأصيب بصدمة كبرى.
 
وعند اندلاع ثورة 30 يونيو 2011 وجدها محمد البرادعى فرصة كبيرة وأتته من السماء، وآن الآوان ليجلس على مقعد رئاسة مصر، متخيلا أن المجلس العسكرى سيدفع به رئيسا مؤقتا للبلاد، ولكن خاب ظنه للمرة الثانية، وتم تعيين عدلى منصور بصفته رئيسا للمحكمة الدستورية العليا كرئيس مؤقت للبلاد، واختياره نائبا للرئيس، وهو ما يتصادم مع طموحه وأحلامه، فاتخذ من فض اعتصام رابعة حجة، ليهرب ويغادر مصر عائدا إلى فيينا، حيث ليالى الأنس، وحصد المال والشهرة بصفته معارضا مصريا كبيرا.
 
نفس الأمر ينطبق على أشهر عاطل ليس فى مصر، حمدين صباحى الذى اعتبر 25 يناير فرصة ذهبية للحصول على الوظيفة «اللقطة» حكم مصر، دون أن يدرى أن هناك «غول» يتربص بكل السلطات فى مصر، ولديه استعداد لالتهام كل خصومه دون رحمة من أجل الاستحواذ والسيطرة على كل السلطات، متمثلاً فى جماعة الإخوان الإرهابية وذيولها والمتعاطفين معها، وبالفعل سيطرت على الحكم، وللأسف فإن وصول الجماعة الإرهابية وسيطرتها على الحكم جاء بعد أن امتطت ظهور وأكتاف المعارضة.
 
إذن المعارضة المصرية لا تؤمن بأيدلوجيات وليست لديها برامج ورؤى وأهداف وطنية بالدرجة الأولى تعمل على نهضة البلاد، والقدرة على الإدارة، خاصة إدارة الأزمات، وإنما ترى فى السلطة فرصة عمل رائعة وذهبية، ويتقاضون راتبا شهريا، وتسخر لهم مواكب سيارات وحراسة، ويسافرون إلى معظم الدول!
 
وهنا تظهر الفروق الواضحة بين الزعامة الوطنية، وبين الباحث عن فرصة عمل فى قصور السلطة، الزعيم تخلقه المواقف والقرارات الكبيرة، والتفانى فى حب الوطن ومواصلة العمل ليل نهار من أجل رفعة وسمو بلاده دون النظر للعائد، والزعامة من أمثال غاندى ومانديلا، أما الباحث عن وظيفة فهو بالتأكيد موظف، مثله مثل ملايين الموظفين، لا يصلح إلا لإدارة مركز شباب، وليست دولة.
 
ومن يحاول أن يزايد على موقفنا وطرحنا بأننا ضد المعارضة، نقول لهم ونكرر، ونلح فى التكرار، وبأعلى صوت، إننا لسنا ضد المعارضة الوطنية التى تتمتع بشعبية ومصداقية وتأثير فى الشارع، بطول البلاد وعرضها، ولها منابر قانونية وقوية مثل الأحزاب، ولا تتمسح بجماعات متطرفة، وتنظيمات إرهابية مسلحة، ويشغلها دائما استقرار وأمن وازدهار وتقدم الوطن، ولا تبحث عن مصالح شخصية على جثة الوطن، أو ترتمى فى أحضان دول وكيانات معادية، وتتحدث عبر منابر وأبواق إعلامية هدفها إثارة الفوضى فى بلادنا.
 
أعتقد أن الإجابة على السؤال، ومن خلال هذا السرد المبسط قد وضحت، وتأكد أنه لا يوجد معارض واحد أفضل من أى مسؤول فى السلطة، أو حتى يمكن له حمل حقيبة وزارية، أو يتقلد منصب محافظ، بل لن أكون متجاوزا لو أكدت ألا يوجد معارض يصلح لقيادة مركز شباب!!
ولك الله وجيش قوى وشعب صبور يا مصر..!!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة