اهتمت صحيفة "الجارديان" البريطانية بتسليط الضوء على كيفية استقبال الجالية المسلمة فى أمريكا لقرار المحكمة العليا الأمريكية بقانونية مرسوم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بحظر دخول مواطنى خمس دول إلى أمريكا، وقالت إن هذه الخطوة عززت شعور المسلمين بالانعزال كأنهم "مواطنون من الدرجة الثانية".
وقالت الصحيفة، إنه بعد مرور 18 شهرًا تقريبًا والعديد من المعارك القضائية، أعلنت المحكمة العليا أمس الثلاثاء، أن النسخة الثالثة من قرار ترامب قانونية.
وأشارت إلى أن هذا القرار جاء كصدمة للجالية الإسلامية فى الولايات المتحدة، وظهر ذلك جليا بين صفوف الجالية اليمينية والتى تعيش فى واحد من أكثر الأحياء تنوعا فى بروكلين، حيث استقبلوا الخبر بالغضب وعدم التصديق.
ونقلت الصحيفة عن على السبيعى، اليمنى البالغ من العمر 18 عاما قوله إن "بعض الناس لا يفهمون حتى ما يحدث، فيوم يقال إن القرار تم إلغاؤها، ويوم آخر نكتشف أنه سارى".
علي سبيعى
وأضاف، أنه رغم هذا الارتباك، فإن نظام ترامب المثير للجدل، والذى يستهدف المسافرين من خمس دول ذات أغلبية مسلمة، والذى يعد تعزيزا للاسلاموفوبيا بحسب الرافضين له، كان له تأثير على كل فرد في المجتمع.
ونقلت الصحيفة عن أبرار عميش، الأمريكية من أصول ليبية من فيرفاكس فيرجينيا قولها إنها شعرت بألم فى معدتها عندما علمت بشأن تأييد قرار الحظر من قبل المحكمة العليا.
وأضافت الصحيفة، أن أبرار التى اشتركت فى الحملات المناهضة للحظر فى العاصمة واشنطن الأشهر الماضية، تزوجت منذ أيام ولم يستطع أهلها من ليبيا الحضور للمشاركة فى حفل الزفاف بسبب هذا الحظر، وهذا أحزنها للغاية.
أبرار عميش
وأضافت، فى تصريحاتها لصحيفة "الجارديان": "الأمر أصبح وكأننا يجب أن نعيش كمواطنين درجة ثانية، فليس مسموح لنا دعوة عائلتنا فقط لأننا من خلفية معينة، فقط لأننا مسلمون".
وأضافت "الجارديان"، أنه بعد أسابيع من الإدانات الدولية لتبنى إدارة ترامب سياسة فصل العائلات التى تدخل الولايات المتحدة من الحدود الجنوبية، تمثل قصة عميش، وغيرها أعداد لا تحصى من الناس فى جميع أنحاء البلاد، تذكرة بأن الإدارة كانت تفصل العائلات عن العالم الإسلامى لأكثر من نصف عام.
أما فى هامترامك، بولاية ميتشجان، وهى أول مدينة فى الولايات المتحدة تنتخب مجلسًا تهيمن عليه الأغلبية المسلمة، فكان مؤيد المعجارى يائسًا على حد سواء. وقالت الصحيفة إن مؤيدا أمريكيا من أصول يمنية يبلغ من العمر 32 عاما كان يرغب فى أن تأتى شقيقته من اليمن إلى الولايات المتحدة، ولكن مع حالة عدم اليقين، يخشى أن تتعرض هى وأطفالها الخمسة فى هذا الوقت.
المركز الإسلامى فى هامترامك
ورغم أن بعض المراقبين قالوا إن هناك تغيرا فى لهجة البيت الأبيض تجاه المسلمين ظهر فى رسالة الرئيس للمسلمين بمناسبة شهر رمضان، حيث أشاد فيها بالمسلمين الأمريكيين، إلا أن قرار المحكمة جاء ليطيح بهذه النظرية.
وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية سلطت الضوء على وضع مسلمى الولايات المتحدة فى ظل وجود الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب فى السلطة فى تقرير سابق بها، وتحديدا فى مدينة " هامترامك" بولاية ميتشجان، وقالت إن المسلمين فى شهر رمضان هذا العام فى واحدة من أسرع المدن الأمريكية تطورا، وجدوا أنفسهم يعانون من شعور بالنبذ، ولكن فى الوقت نفسه وجدوا أنفسهم على اتصال أعمق بالمجتمع، حيث يواجهون مناخا من الخوف المتنانى من الإسلام أو "الإسلاموفوبيا"، والذى أوجدته رئاسة دونالد.
ونقلت "الجارديان" عن شهيرة إسلام، قولها "نعم أصبحنا منذ فوز ترامب، أكثر حذرا ويقظة، ولكن هذا وحد صفوف المجتمع نوعا ما. وأصبحنا نهتم لأحدنا الآخر، لأننا نعرف أننا أهداف".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة