يتناول كتاب الفتنة الثانية لـ الدكتورة بثينة بن حسين، ما يطلق عليه الفتنة الثّانية أو بالأحرى الفترة الأولى منها، منذ تولّى يزيد بن معاوية الخلافة فى سنة 61هـ إلى زمن وفاته فى 64هـ.
فى هذه الفترة القصيرة ابتدأت الفتنة، لكنّ فى واقع الأمر استعرت نارها بعد موت يزيد على حدود سنة 78هـ واتّخذت أشكالاً متنوّعة، ولم يكن من الممكن أن تُدرس كاملة من بدايتها إلى نهايتها فى كتاب واحد مهما كان حجمه.
ووجّهت الدّكتورة بثينة طاقتها إلى فترة انطلاقها وعلى وجه من وجوهها، هذا الوجه هو مشكلة شرعيّة خلافة يزيد التى أورثه إياها فى آخر حياته أبوه معاوية، وهذا تغير جذرى فى مسار الخلافة الإسلاميّة، فقامت ثورة الحسين بن على ومن بعده ثورة عبد اللّه بن الزّبير، ممتنعين عن مبايعة الخليفة الجديد، وفى وسط كل ذلك ثورة الحرّة فى المدينة.
هذه الفترة، حلّلتها الدكتورة بثينة،بقراءة فى التفاصيل اللاّمتناهية التى زخرت بها كتب التّاريخ القديمة من أمثال تاريخ الطّبرى، وأنساب الأشراف للبلاذرى.
وصدر الكتاب عن منشورات الجمل، وتقول الباحثة فى سبب دراستها للفتنة الثانية بهذا الكتاب: "يعتبر هذا الموضوع موضوعا غير مدروس من قبل الباحثين العرب والمستشرقين، فقد تعرّض المستشرق الألمانى فلهاوزن فى كتابه الصّادر سنة 1902 (تاريخ الدّولة العربيّة من ظهور الإسلام إلى نهاية الدّولة الأمويّة) للفتنة الثّانية التّى سمّاها الحرب الأهليّة الثّانية، ويعتبر كتابه هذا رغم قدمه من أهمّ المراجع التّى تخصّ هذه الفترة لموضوعيّته إلى حدّ يومنا الحاضر، ودرس المستشرقون بعده بعض الجوانب المتعلّقة بالتّاريخ الشّيعى بدون التعمّق فى هذه الفتنة كحركة متنوّعة. وتحاشى المؤرّخون العرب دراسة هذا الموضوع دراسة تاريخيّة لحساسيّته ولتواصل وجود الشّيعة فى العالم العربى والإسلامي».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة