فيديو وصور .. مصريون وفرنسيون: ألبير قصيرى عاش فى باريس "منفيا"

الثلاثاء، 26 يونيو 2018 05:30 م
فيديو وصور .. مصريون وفرنسيون: ألبير قصيرى عاش فى باريس "منفيا"  جانب من الندوة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
استضاف جاليرى تاون هاوس، أمس، حفل إطلاق النسخة العربية من كتاب القصص المصورة "شحاذون ونبلاء" للكاتب ألبير قصيرى وجولو، والكتاب صدر عن دار نشر الفن التاسع وقامت بترجمته الدكتورة منى صبرى.
 
WhatsApp Image 2018-06-26 at 12.24.41 PM
 
وعلى هامش الإطلاق نظم المركز الثقافى الفرنسى سهرة أدبية مع ناشرة الأعمال الأدبية لألبير قصيرى، جويل لوسفيلد، وعدد من الكتاب والمرتبطين بـ ألبير قصيرى وكتاباته منهم بشير السباعى، وكاترين فرحى، والدكتورة حنان منيب، وكريستوف عياد، وإيرين فينوجليو، وقدم السهرة الكاتب أحمد ناجى.
 
وسبق المناقشة قراءة لمقتطفات من أعمال ألبير قصيرى مختارة من قبل بيير جازيو، بالتعاون مع المخرج حسن الجريتلى. 
 
WhatsApp Image 2018-06-26 at 12.24.37 PM
 
وفى البداية قال الكاتب أحمد ناجى، إن الجميع يعرف أن ألبير قصيرى، غادر مصر فى الأربعينيات، لكنه كان قبل مغادرتها كان واحدًا من أبرز الفاعلين فى الجماعة السريالية (الفن والحرية)، وتساءل "ناجى" عن سبب اختيار اللغة الفرنسية لتكون المعبرة عن الجماعة، مع أن الإنجليز هم الذين كانوا يحتلون البلد فى ذلك الوقت؟
 
WhatsApp Image 2018-06-26 at 12.24.38 PM
 
وقد أرجعت الكاتبة كاترين فرحى، ذلك، إلى أن الإنجليز لم يكونوا مهتمين بنشر ثقافتهم، على عكس الفرنسيين، ورأت أنه بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر، عادت العلاقة بين المصريين والفرنسيين لتصبح أكثر "لطفًا" على حد قولها، وأوضحت أنه يجب أن ندرك أنه رغم غلبة الثقافة الفرنسية على جماعة "الفن والحرية" لكن وجدت بداخلها ثقافات أخرى عربية وإيطاليها وغيرها، وعلينا أن نعرف أن "اللغة الفرنسية هى عطية الحداثة فى العالم".
 
ومن جانبها تكلمت الباحثة الفرنسية إيرين فينوجليو، عن السخرية فى كتابات ألبير قصيرى قائلة، درست اللغة العربية واللهجة المصرية، ووجدت أن اللغة الفرنسية التى يكتبها ألبير قصيرى خاصة به، ومن لم يفهم "اللهجة المصرية" لن يفهم كتابات ألبير قصيرى، فكلها قائمة على حوار الشارع المصرى بخياله وواقعه.
 
ومن جانبه قال المترجم الكبير بشير السباعى، إن الجماعة السريالية فى مصر، كانت تحتوى مصريين وأجانب، يكتبون بأكثر من لغة ويهتمون بالقضايا الاجتماعية، مثل المرأة وتحريرها، والعادات والتقاليد، ونقد المرجعية فى الثقافات التقليدية.
 
وقال الصحفى كريستوف عياد، تعرفت على ألبير قصيرى فى تسعينيات القرن العشرين، وكان هدف المقابلة هو كتابة مقالة صحفية عن قصيرى وأعماله، لكننا صرنا أصدقاء بعد ذلك، التقيته خمس أو ست مرات، حسب ظروفه، وكان رابط الحوار دائما فى كل هذه اللقاءات هو الحديث عن مصر.
 
WhatsApp Image 2018-06-26 at 12.24.42 PM
 
وقال "عياد" لاحظت عدة أشياء يمكن من خلالها فهم شخصية ألبير قصيرى، منها أنه كان يعيش فى باريس بإحساس الشخص "المنفى" وليس بإحساس المغترب، أو الذى اختار غربته، كان يشعر بكثير من الألم، ويكفى أن تأتى سيرة مصر واللغة العربية، حتى يتحول إلى شخص آخر ويدب فيه النشاط فجأة، فى الحقيقة كان مهتما بكل ما يحدث فى مصر.
وعن سؤال هل كان ألبير قصير ناصريا، أجاب كريستوف عياد، أنه لا يمكن قول ذلك "صراحة" لكن عندما كان ألبير قصيرى يتأمل حال مصر فى تسعينيات القرن العشرين، كان يقول "إن تراث ناصر  قد قضى عليه فى مصر".
وأضاف "عياد" أنه رغم احتفاظ ألبير قصيرى بالشخصية الجادة، الكتومة التى لا تظهر مشاعرها بسهولة للآخرين، لكننى أتذكر أننى زرته مرة وكان معى كاتب برتغالى يريد أن يتعرف على قصيرى، وقد اضطررت وقتها أن آخذ معى "طفلتى" التى لم تتجاوز الـ 6 أشهر، وقد ضاع معظم اللقاء وألبير قصيرى يلعب مع الطفلة أكثر مما يهتم بالكاتب البرتغالى.
    
أما "جويل لوسفيلد" ناشرة ألبير قصيرى، فأكدت أنها تعرفت على  قصيرى عندما كانت تكتب مقالة صحفية عن الكتاب المصريين الذين يكتبون بالفرنسية، وقالت إنها "قرأت كل كتبه، وجذبتها أفكاره، واهتمامه بالروح أكثر من "المال"، كما أن لغته مبتكرة وجديدة وتخصه وحده ومحتفظة بمصريتها رغم الحروف الفرنسية، لذا قررت أن تنشر له، وأخذته فى جولة داخل فرنسا، رغم معارضته الشديدة.
 
وقالت الدكتورة حنان منيب، إن ألبير قصيرى، لم يحصل على الجنسية الفرنسية، رغم بقائه أكثر من 60 عاما فى فرنسا، وأنه لم يندم على ذلك أبدا، سوى مرة واحدة، عندما كان فى تونس للمشاركة فى مؤتمر وهناك دخل كل الكتاب إلى مدينة تونس، بينما ظل هو فى انتظار التأشيرة التى تأخرت بعض الشىء، غير ذلك لم يفكر فى هذه الجنسية من الأساس، لكن الشىء الوحيد الذى ندم عليه قصيرى، هو أنه فارق "طفولته" .
 
وأكدت "منيب" أن ألبير قصيرى كتب نفسه من خلال شخصيات روايته، وأن شخصية الدكتور جوهر الفيلسوف فى "شحاذون ونبلاء" هى أقرب الشخصيات إلى  طبيعة ألبير، وهو ما أكده بشير السباعى، كما رأى أن شخصية "يكن" فى الرواية هى لواحد من أصدقاء قصيرى اسمه "فولاذ يكن"  من مواليد 1906، وهو ابن الشاعر ولى الدين يكن، وعمه السياسى المصرى عدلى يكن، وقد التقى مع "ألبير قصيرى" فى ثلاثينيات القرن العشرين، وقد انحدرت حياته بعد ذلك ومات فى سنة 1947 بسبب جرعة مخدرات زائدة. 
 
يذكر أن ألبير قصيرى ولد يوم 3 نوفمبر 1913 فى القاهرة فى حى الفجالة وتوفى يوم 22 يونيو 2008 فى باريس فى الفندق المتواضع الذى أقام فيه لأكثر من ستين عاماً والذى يقع فى قلب منطقة سان جرمان دى بريه، كتب ألبير قصيرى 8 روايات تُرجمت إلى حوالى خمسة عشر لغة واختار أن يبرز بسطاء القاهرة فى عمل أدبى يمدح البساطة والكسل، كفلسفة للحياة.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة