رحل المهندس خالد عبد العزيز، وجاء وجه شبابي جديد ليقود منظومة العمل الشبابي والرياضي بمصر، الدكتور أشرف صبحي يتمتع بخلفية علمية وعميلة رصينة في هذا المجال حيث بدأ مسيرته في وكالة الأهرام ثم شغل منصب رئيس هيئة استاد القاهرة ثم نائباً لوزير الرياضة السابق عام 2014 إلا أنه استقال بعد عامين تقريباً من شغله هذا المنصب .
الوزير الجديد حصل على بكالوريوس التربية الرياضية من جامعة حلوان عام 1989 ثم الماجستير في الإدارة الرياضية ثم درجة الدكتوراه من جامعتي أوتاوا الكندية وجامعة حلوان، ثم أصبح الأكثر ترشحاً وجدارة بمنصب وزير الشباب والرياضة بحكومة الدكتور مصطفى مدبولي الحالية والذي عيّن 12 وزيراً جديداً وكان أبرزهم الفريق محمد أحمد زكي وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي واللواء محمود توفيق وزيراً للداخلية والفريق يونس المصري وزيراً للطيران المدني والدكتور محمد معيط وزيراً للمالية.
وجوه جديدة تعني سياسات جديدة لقيادة منظومة الإصلاح والتغيير في بلدنا الحبيب ، وفي اجتماع شامل لكافة موظفي الشباب والرياضة يوم الثلاثاء الموافق 19 يونية الجاري بمسرح الوزارة ، ألقى الدكتور أشرف صبحي كلمة رنانة عقبها حوار متبادل مع الموظفين حيث ركز الاجتماع على 5 ملفات ساخنة على مكتب الوزير الجديد .
أولها دمج القطاعين الشباب والرياضة، ومنذ عقود طويلة من الفصل ، نال كل قطاع مسمى مستقل مثل المجلس القومي للشباب وأخر للرياضة، وزارة دولة للشباب وأخرى للرياضة ، ثم تم دمجهما في وزارة واحدة عام 2014 ليصبح المهندس خالد عبد العزيز وزيراً لكلاهما، ولكن بقي الدمج على الورق أي لا يزال كل قطاع محتفظ بهيكله الإداري وميزانيته ومشاريعه مستقلة كلاً على حدة بل هناك ازدواج في عدة أجهزة وخاصة تلك الخاصة بمكتب الوزير مثل الإدارة العامة للعلاقات العامة والخارجية وسكرتارية الوزير والإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية .
الرجل المناسب في المكان المناسب.. جملة نكررها عادةً عندما يُكلَف شخص ما بمنصب يستحقه، لفترة طويلة ساد الركود في حركة القيادات داخل وزارة الشباب والرياضة خلال شغل المهندس خالد عبد العزيز هذا المنصب، ومع وصول الوزير الجديد ظهرت الرغبة القوية في التغيير بالأفق، بل بدأ التغيير بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية في مكتب الوزير نفسه، ليمثل حركة القيادات ملفاً هاماً على مكتب الوزير الجديد ، ويصبح استبعاد الغير أكفاء أمراً حتمياً .
وفي منعطف طرق ، يأتي تمكين الكوادر الشبابية المؤهلة والمدربة بمواقع القيادة في أجندة الوزير الجديد وهو ما يأمل به العديد من الطامحين للإصلاح والتغيير بالوزارة ، بل ويطرح تساؤل حول مبادرة أطلقها معاون الوزير منذ أيام " مسابقة الموظف المبدع " التي تهدف لتلميع وإظهار الكوادر المبدعة والمؤهلة للقيادة خلال الفترة القادمة، فهل ستؤتي أوكلها أم هي مجرد مشروع تقليدي سيلقى ذات المصير الذي آلت إليه المشروعات المقترحة سابقاً .
وتمثل مشروعات وبرامج الوزارة ملفاً ساخناً على مكتب الوزير الجديد ، وعند تحليل أغلب تلك البرامج سنجد أغلبها لم يشهد تغيير في المضمون والمسمى لسنوات ويظل جدواها مثار جدل مثل " قطار الشباب" وخطة تطوير المنشآت التابعة للوزارة خاصة مراكز الشباب والبرامج الثقافية المنفذة والتي يستفيد منها عدد ليس ملحوظ من شباب مصر مقارنة بالعدد الإجمالي الذي يتجاوز العشرين مليون .
مراجعة تلك البرامج وإعادة هيكلتها أو إطلاق أخرى جديدة يمثل تحدي كبير يستلزم تمكين الكوادر الشبابية المبدعة والمؤهلة بتلك المؤسسة والتي يمثل الشباب المعيّن من حاملي الماجستير والدكتوراه وأوائل الخريجين الطليعة الأولى وحجر الزاوية الأهم لتلك الكوادر .
ترشيد النفقات ملفاً رابعاً شديد الأهمية ، مع تزايد الضغوط الاقتصادية على كاهل ميزانية الدولة والمواطن ، تزداد الحاجة الملحة لخفض نفقات الوزارات والأجهزة الحكومية والتي تجبرهم على تقليص المشروعات والبرامج المنفذة أو إلغاء بعضها ترشيداً للنفقات وهي سياسة عامة وتوجه شامل لدى الحكومة المصرية .
وأخيرا .. التواصل مع العالم الخارجي يمثل الملف الأخير ، فرص عدة تنتظر الوزارة للتعاون مع شركاء محليين ودوليين واستغلال تلك الفرص يطرح تساؤل خلال الفترة المقبلة ، بل وتتطلب تعيين مسئولين أكفاء وذو جدارة في ملف العلاقات الدولية والخارجية لتطوير شراكات وبروتوكولات تعاون مع كافة الجهات المعنية بالعمل الشبابي والرياضي .
الدكتور أشرف صبحي ، الوزير الجديد .. يقع على عاتق سيادتكم مسئولية تنمية الشباب والرياضة، ودائماً التحديات يقابلها فرص لمجابهتها، نرجو من معاليكم ووضع الرجل المناسب بالمكان المناسب وقيادة العمل الشبابي والرياضي بما يخدم مصالح الأمة المصرية.