د. محمد سعيد حسب النبى يكتب : الدلاى لاما

الأحد، 24 يونيو 2018 06:00 م
د. محمد سعيد حسب النبى يكتب : الدلاى لاما الدلاى لاما

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

كتب الزعيم الروحى للتبت "الدلاي لاما" عن اعتقاده فى الحياة فقال: "الغرض الحقيقى للحياة هو السعادة، فما نطمح إليه من صميم وجودنا هو الشعور بالرضا، ولقد اكتشفت أنه كلما اعتنينا بسعادة الآخرين، ازداد لدينا الإحساس بالسعادة، ذلك أن ترسيخ المشاعر الودودة بداخلنا تجاه الآخر يشعرنا باطمئنان النفس، ولما كان وجودنا غير مقتصر على الجانب المادى فقط ، فمن الخطأ أن نقصر كل آمالنا فى السعادة على الارتقاء الظاهرى وحده، بل إن السبيل إلى السعادة هو تحقيق السلام النفسى" .

عجيب أمر هذه الكلمة، والأعجب أن ينشغل بها الفلاسفة وعلماء النفس والمفكرون والروحانيون والماديون والمتدينون.. بل والبسطاء والعلماء.. والفقهاء ليسوا من هؤلاء ببعيد، فما سر هذه الكلمة التى أقضت مضاجع الناس واستعبدت فكر كثير منهم، ولا ندهش إذا عرفنا أن مادة السعادة تدرس فى معظم البيئات التعليمية الراقية فى أكبر جامعات العالم، فمدرسة "ولينجتون كوليدج" بالمملكة المتحدة تدرس مادة السعادة وعلم النفس الإيجابي، وجامعة "كامبريدج" تدرس مادة علم النفس الإيجابى وعلوم السعادة، وكذلك جامعة "هارفارد" الأمريكية تعقد دورات تدريبة في السعادة، وتعمل هذه الدورات على تعزيز فهم الأشخاص لأهدافهم في الحياة، ثم تساعدهم في رسم خطوط عريضة لتحقيقها، ليصل المتدرب في النهاية إلى النجاح، فيستشعر الرضا نتيجة بلوغه السعادة الناجمة عن النجاح، أو يستشعر النجاح فى الوصول إلى السعادة.

 

ولا يبتلع كثير من الفلاسفة والمفكرين فكرة انتظار السعادة لتُلقى علينا من السماء أو تهدى إلينا من الأرض، وإنما هي عملية إرادية تخضع لك فيها السعادة من خلال عمل جاد ناجح، وإيمان قوى راجح، وخيال فتى جامح،  فلا يرتقب أحد أن تُتحسَّن ظروفٌ، أو تختلف أوضاعٌ، أو تتحول مسارات، وإلا فلن تطرق السعادة بابك لا بعد شهور ولا سنوات.

ولتخض معى تجربة تتوج بها نفسك بالسعادة، فعندما تهمّ بعمل ما، عليك أن تؤمن بيقين أنك ناجح، ولتسترجع خبرة سابقة لك حالفك فيها النجاح والتوفيق، واستدع كل أحداثها، وسترى ابتسامة علتْ وجهك دون أن تشعر، رسخ السعادة التى استشعرتها من هذه الذكريات فى نفسك، وقل سيكون هذا شعورى، ولتقيد هذه المشاعر فى عقلك الواعى، واستبعد أي ذكرى تراودك من أحداث الماضى خالفك فيها النجاح، فأحداث الماضى كمنطاد أحباله بيديك، إن شئت صاحبته أينما حللت وارتحلت، وإن شئت قطعت رباطه وغادرت.

كرر هذه التجربة لتقوّي مراكز الشخصية الإيجابية لديك، فتعزز شعور السعادة وتستنهض حلاوة الرضا، ويضحى قدرك سعيداً؛ فتُكشَف لك حُجب الوجود.. فتراه سعيداً.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة