إذا كنت من متابعى مباريات كرة القدم، وبالأخص كأس العالم، فمن المؤكد أن شغف متابعته ينعكس على انفعالاتك المختلفة خلال مشاهدة المباريات سواء كانت هذه لمباريات للفريق أو المنتخب الذى تشجعه، أو لباقى الفرق التى يدفعك حبك لكرة القدم لمتابعتها.
لكن هل فكرت فيما قبل فى تأثير هذه الانفعالات على أطفالك، وهل ركزت فى سلوكياتك خلال متابعة المباريات، خاصة أن الأطفال عادة ما يركزون على ردود فعلك وسلوكياتك المختلفة لأنك تمثل القدوة الاساسية لهم، لذلك فعلينا مراعاة بعض الضوابط أثناء مشاهدة المباريات لنقل انطباع سوى عند الأطفال عن الرياضة.
وعن السلوكيات التى علينا تجنبها أمام أطفالنا قالت الدكتورة فاطمة على استشارى الطب النفسى للأطفال وتعديل السلوك إن عادة ما تشهد جلسات مشاهدة المباريات خاصة كرة القدم التعصب الزائد الذى ينتج عنه بعض السلوكيات الخاطئة والتى تترك بالطبع علامات فى شخصية الأطفال وتمنحهم انطباعا خاطئاً عن ثقافة التشجيع وعن الرياضة بشكل عام، لذلك فأول ما علينا أن نعلمه لأطفالنا هو ثقافة تقبل الهزيمة وأن الكرة مجرد لعبة بها الفائز وبها الخاسر فلابد من التحلي بالروح الرياضية.
وتابعت الدكتورة فاطمة أن التعلم من الأخطاء ثانى شىء علينا تعليمه لأطفالنا، فحال الهزيمة لابد من التحليل ومعرفة أسباب الخسارة وتحديد نقاط القوة والضعف لتفاديها فى المباراة المقبلة ما يؤثر على طريقة تفكيره بشكل عام فى حياته، لافتة إلى أن هناك من يعانون من اضطرابات نفسية تؤدى إلى إصابتهم بصدمة واكتئاب إذا واجهوا الخسارة من الفريق الآخر.
وأخيرا علينا مراعاة ما يخرج من ألفاظ أثناء التشجيع والتحكم فى الانفعالات التى تظهر فى الصوت العالى وتعبيرات الجسد العصبية فحال الفوز أو الخسارة فتكون الفرحة متزنة ويكون الغضب غير مبالغ فيه، حتى يتعلم الطفل كيف يتحكم فى انفعالاته وعدم إزعاج من حوله ممن لا يهتمون بمتابعة المباريات.
وأخيرا شجعت الدكتورة فاطمة الأهالى على استغلال حالة التكاتف الجماعى لدعم منتخبنا فى مباريات كأس العالم بتعليم أطفالهم قيمة الانتماء للوطن بشكل عام ولفريق بعينه بشكل خاص، الأمر الذى سيجعله قادرا على الاختيار والتفكير النقدى والتحليل المنطقى لمعرفة أسباب الفوز أو الهزيمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة