فى وداع "ياهو ماسنجر".. كيف شهد على قصص حب وفراق وغربة المصريين؟

الأربعاء، 20 يونيو 2018 08:38 م
فى وداع "ياهو ماسنجر".. كيف شهد على قصص حب وفراق وغربة المصريين؟ ياهو ماسنجر من 1998 إلى 2018
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بحماس شديد والكثير من الترقب والشغف تمضى ثوان أو دقائق والعيون معلقة بشاشة الكمبيوتر، تنظر تحديدًا إلى الرمز التعبيرى الواقف أمام رمز "ياهو" وتراقب تحوله من الرمادى الباهت إلى الأصفر الزاهى وتحول عيونه المغمضة إلى أخرى مفتوحة مع ابتسامة عريضة. هذه اللحظات من الانتظار الشهى مر بها الملايين حول العالم قبل زمن الهواتف الذكية والإنترنت فائق السرعة، حين كان الـ"ياهو ماسنجر" بوابة ملايين الشباب للتواصل مع الإنترنت والحديث مع أصدقاء افتراضيين وحقيقيين فى جميع أنحاء العالم، وارتبط هذا البرنامج وكل تفاصيله بذكريات مرحلة ليست بالقصيرة من حياتهم.
 
yahoo-messenger-47
 
ورغم تراجع اهتمام الشباب بـ"ياهو ماسنجر" فى زمن الهواتف الذكية إلا أن الكثير منهم شعر بالحزن حين أعلنت شركة "واث انك" مالكة التطبيق أنها ستغلقه يوم 17 يوليو المقبل.
 
وكان "ياهو ماسنجر" من أوائل برامج المراسلة الفورية عبر الإنترنت، ظهر للنور للمرة الأولى فى 9 مارس 1998 ولاقى رواجًا كبيرًا بين المستخدمين خاصة الشباب منهم، حتى أنه سحب البساط من تحت أقدام تطبيق "آى سى كيو" الذى انطلق فى 1996، ولم ينافسه إلا برنامج "هوتميل ماسنجر".
 
الانتشار الواسع لياهو ماسنجر جعله جزءًا حيويًا من ذكريات آلاف الشباب الذين ما إن فتشوا فى ذكرياتهم معه حتى وجدوه شاهدًا على الكثير من اللحظات المهمة فى حياتهم بين الحب والفراق والونس فى الغربة، والمواقف الطريفة أيضًا بينهم وبين الأصدقاء أو حتى الأسرة.
 

"أنا استخدمت ياهو ماسنجر عشانك"

لم تكن الواجهة سهلة الاستخدام والرموز التعبيرية الجذابة هى سبب استخدام "محمد. ح" لياهو ماسنجر وإنما ميل القلب "كنت طول الوقت بستخدم الهوتميل حتى أعجبت ببنت تستخدم ياهو ماسنجر، وفى هذه اللحظة فقط عملت إيميل ياهو وسجلت فى الماسنجر لأكلمها هى فقط منه"، لم تكن القصة بهذه البساطة التى تبدو بها العبارة فيحكى "محمد": قضيت سنتين من عمرى تقريبًا أفتح ياهو ماسنجر طول وقت وجودى فى البيت ولم يكن عندى عليه إلا شخصية واحدة فقط هى البنت التى أحبها. كنت أرفع صوت سماعات الكمبيوتر جدًا لأسمعه حين تأتى رسالة منها، لكن رسائلها كانت نادرة جدًا لأنها لم تكن تبادلنى المشاعر وكانت مترددة بعض الشيء".
 
2
 
يضيف: من شدة تعلقى بالموضوع كنت أقرب سماعات الكمبيوتر من السرير حين أنام لأنتبه واستيقظ إن أرسلت لى رسالة وأنا نائم. وخلال سنتين كنت أقابلها فى أى فعالية وأتحدث معها، وبعد أن أنهى كلامى أخبرها "أنا موجود على ماسنجر ياهو لو عايزة تبعتى لى حاجة" لكن للأسف طوال سنتين لم أتلق منها أى رسالة والإعجاب ظل من طرف واحد للأبد.
 
ورغم مرور عدة سنوات على القصة إلا أن ذكرى ياهو ماسنجر لدى "محمد" لا تزال مرتبطة بصورة "وردة الزنبق" الشهيرة التى كانت البنت تستخدمها كصورة لها فى الماسنجر، ويضيف: "حتى اليوم عندما أرى الصورة أكتئب وأشعر أننى أخطأت حين قضيت عامين من حياتى فى انتظار رسالة لم تصل أبدًا".
 

"من لندن إلى القاهرة.. حول"

لم تغير تطبيقات التراسل الفورى شكل التواصل الاجتماعى وحده وإنما غيرت أيضًا ملامح الغربة، فعندما تقارن "بسمة" بين فترة خطوبتها وحكايات والدتها عن فترة الخطوبة فى الثمانينيات تكتشف فرقًا كبيرًا، فبينما كانت الخطابات المكتوبة وشرائط الكاسيت شاهدًا على لوعة شوق والدها الذى يكافح لأجل لقمة العيش فى الكويت، لوالدتها فى القاهرة، كان "ياهو ماسنجر" هو الشاهد على 3 سنوات من الشوق بينها وبين خطبيها فترة إقامته فى المملكة المتحدة البريطانية للحصول على "الماستر".
 
تقول بسمة: كانت أمى تحكى عن لحظة وصول ساعى البريد، وانتظارها الخطابات بالأيام وتفكيرها الطويل فى الكلام الذى تكتبه لوالدى فى الخطاب، فضلاً عن مشاورتها مع شقيقتها حول ما تكتبه له، و"اللى يصح واللى ما يصحش تكتبه" خوفًا من أن يقع الخطاب فى يد شخص آخر، أو تتطفل عليه عيون الوسيط بينهما، وكيف كانت المكالمة الشهرية بينهما "يوم عيد" رغم قصرها الشديد لارتفاع تكلفتها. 
 
لكن بالنسبة لى كانت هذه التفاصيل مختلفة، كان قلبى يخفق بشدة لمجرد رؤية صورته واسمه يظهر "أونلاين"، وابتكرت حيلة فى البرنامج لأجل التنبيه الصوتى المصاحب لدخوله بشكل مختلف عن أى شخص آخر، وفى فترة استخدمت إيميل خاصا له وحده كى لا يزعجنا أى أحد بالكلام حين أتحدث معه وكى أضع صورتى الشخصية بحرية عليه.
 
رغم أن الفرق شاسع بين خط اليد الذى يفضح الشوق والارتباك، وطبعة أحمر الشفاه على الخطاب والصوت الذى يمكن الاستماع إليه مرارًا على شرائط الكاسيت، وبين الرموز التعبيرية الملونة والخطوط الجامدة وزر التنبيه Buzz على شكل قبلة إلا أن "بسمة" ترى أن المشاعر واحدة وتقول "بالعكس فى الجواب فرصة التصنع والتفكير وترتيب الكلام أكبر عن الكلام المباشر أونلاين" وتضيف: رغم أن الكلام إلكترونى والبعض يراه جامدًا لكن الإحساس وراءه كان يصلنى جدًا. 
 
35026579_215951619204905_6902856603314159616_o
 
تزوجت بسمة منذ 5 سنوات لكنها إلى الآن تشعر بالامتنان نحو تلك السنوات من حياتها "كنت بحس إنى مراهقة لما أسرق دقيقتين كلام معاه برة المواعيد الرسمية اللى بابا حاططها"، وتشعر بالامتنان أيضًا لذلك التطبيق الذى تعتبره "هون علينا كتير من الغربة".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة