أكرم القصاص - علا الشافعي

غادة همام أبو عمر تكتب: أين كنتم؟!

الأربعاء، 20 يونيو 2018 12:00 م
غادة همام أبو عمر تكتب: أين كنتم؟! فتاة تفكر – أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أين كنتم يا حواة القلوب الطيبة التى تهتكت حنوا وإشفاقا ؟! أين كنتم يا أصحاب الألسنة التى كثيرا ما تتشدق بهذه الكلمة "الغلابة" ؟! وهم بريئون منكم.

 

لا أنكر وجود هؤلاء الفقراء ولا أقصد أن أقسو عليهم وأعلم معاناتهم، ولهم الله ولن ينساهم، ومصر وحكومتها لا تدخر جهدا فى رفع الكثير من عنائهم، وتقدم الكثير والكثير، ولا تنساهم، وما يجرى لن يكون إلا فى صالح إعادة توزيع الدعم ليصل إلى مستحقيه الفعليين، وهو الهدف المنشود، والحق أحق أن يتبع.

 

لكنه جدير أن أتساءل؛

أين كنتم من هؤلاء الغلابة؛ حينما كانوا يموتون يوميا بفيروس سى بعد التخبط بين أرجاء المستشفيات المكدسة بآلاف المرضى وقلة أسِرَّتها وضعف إمكانياتها، ومن لديه المقدرة كان يعانى التكلفة الباهظة للعلاج الخاص ومافيا معدومى الضمير من الأطباء، ونحتسب كل من توفى لمرضه بفيروس سى عند الله شهيدا.

أين كنتم حين كان يموت البعض فقرا وعوزا، وتجمع بعض الجمعيات الخيرية تبرعاتها؛ لا من أجل الفقراء بقدر ما هو للتربح من وراء هدف زائف، فهل قضوا حينئذ على الفقر أو انتهى الفقراء ؟!

أين كنتم عندما كان يقتتل هؤلاء الغلابة، ويرفع السلاح الأبيض بينهم، وكثيرا ما كانت تجرى حوادث وإصابات فى الطوابير أمام أفران الخبز ؟!

أين كنتم حين كان يغرق الشباب فى البحر مهاجرين للبحث عن فرصة عمل؟! أليسوا هؤلاء غلابة أيضا ؟!

أين كنتم حين كانت الأنفاق مفتوحة ليخرج منها خيرات بلدنا ودعمها بموافقة الدولة؟!

أين كنتم حين تزاوج رأس المال والسياسة، وتخصخص الاقتصاد الوطنى والقطاع العام وشركاته المملوكة للدولة لصالح رجال الأعمال وكبار الساسة ؟!

ولم أسمع منكم هذه الكلمة، ولم يكن الغلابة فى حسبانكم حين كنتم تجمعون الفكة وتسحبون أرصدتكم وتجمعون الدولار، وحين أضربتم واعتصمتم وفجرتم محولات الكهرباء، ومن لم يشارك منكم فى العمليات الإرهابية فكان يدعمها من أجل إرهاب السائحين، ثم ترفعون هاشتاج "مصر غير آمنة"، وتتهمون حكومتها بقتل ريجينى إلى أن توقفت السياحة.. ألم تعتصر قلوبكم لفقد هؤلاء لأعمالهم وضيق عيشهم وعسر حالهم إلى أن انضموا إلى قائمة الغلابة ؟؟!!

عجبا لكم يا من ترفعون راية البراءة وتزيفون الحقائق، وتبا لكم يا من تكتمون الحق وتلبسون الحق بالباطل وأنتم تعلمون.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة