أكرم القصاص - علا الشافعي

صور.. "الكادحون فى مصر".. عبد الحميد ابن الشرقية يصنع المشغولات اليدوية

السبت، 02 يونيو 2018 05:06 م
صور.. "الكادحون فى مصر".. عبد الحميد ابن الشرقية يصنع المشغولات اليدوية الكادحون فى مصر
كتبت - منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وراء كل نجاح قصص كفاح لصاحبها والمحيطين له، ولعل المثابرة على الجهد والوقت والتعب، وتواجد الرغبة والإصرار على استكمال المشوار، فدائما تكلل النهايات والحكايات بالفرح والنجاح.

من داخل مدينة العاشر من رمضان، تلك المدينة التى تخرج منها ثلث صادرات مصر، هناك الكثيرون الذين مكنتهم قدراتهم الشخصية على اختيار طريق موازى للنجاح بعيدا عن العمل داخل المصانع أو انتظار الوظيفة، فشقوا طريقهم للعمل  الحر وإقامة مشروعات صغيرة لهم، مستخدمين إمكانياتهم الشخصية وقدراتهم الفنية، حتى باتوا أصحاب نماذج للنجاح.

 داخل معرض ضد الغلاء الذى نظمه مجلس أمناء مدينة العاشر من رمضان ، وقف عبد الحميد السيد رمضان مع زوجته وأبنائه الأربعة يعرضون مشغولات خشبية يدوية.

لأول وهلة لا يمكنك أن تتخيل أن هذه المنتجات مصنوعة يدويا، ولا حتى أنها مصنوعة فى مصر، قد يقفز فى ذهنك للوهلة الأولى أنها استيراد لكن حين تقترب منها وترى تفاصيلها ستتأكد أنها محلية الصنع وأنها صنعت فى مصر وبأياد مصرية 100% وبمعدات بسيطة.

وقف عبد الحميد يروى لـ"اليوم السابع" قصة نجاحه وكله فخر بما حقق وبكثير من التفاؤل، قائلا:"فى البداية بدأت على قدى أجمع فضلات الخشب من الورش وأصنع منها أشكالا بسيطة وأجمعها وأبيعها، ولاقت قبولا عند الكثيرين، وكانت تباع بسرعة البرق وأصبح لى زبون يهوى هذه الأشكال المميزة والغريبة، المصنوعة باليد".

حين يتحدث عبد الحميد،  تظن أنه خريج جامعة أو مهندس لدقة القطع والفنيات الموجودة بإنتاجه من المشغولات اليدوية، لكنك ستصدم حين تعرف أنه حاصل على شهادة محو الأمية، وكان يعمل فى أحد مصانع العاشر من رمضان على ماكينة "أركت"  لكنه خرج من الشركة وقرر أن يبدأ مشروعا له ولأولاده.

عبد الحميد كان يتقاضى راتبا شهريا يصل إلى 2000 جنيه، ويأتى من إحدى قرى محافظة الشرقية مركز أبو كبير يوميا إلى العاشر، واليوم يجمع مشروعه ما يقرب من 5 آلاف جنيه، بدأه بمبلغ زهيد لا يتجاوز الـ300 جنيه، واليوم وصل رأس ماله 250 ألف جنيه.

بدأ بـ300 جنيه يجمع فضلات وبواقى الأخشاب وصنع منها وسائل تعليمية تفوق المستوردة من الصين، وألعاب البازل، واخترع ماكينة أركت يدوية، تمكنه من إنجاز كثير من الأشكال المتنوعة، التى وصل عددها لـ60 شكلا، له هو فقط الملكية الفكرية لها، فهى اختراع عفوى مبدع مبتكر.

عبد الحميد كلما تقدم للحصول على قرض لتكبير مشروعه ، تطالبه الجهات بكتابة دراسة جدوى لمشروعه وهو لا يعرف كيف يعده فهو غير متعلم، لكنه بالفطرة أنجز مشروعا على أرض الواقع ولديه تجربته المميزة ، ويريد القرض لشراء ماكينة أركت إيطالية تمكنه من إنتاج الكثير من القطع، لأن الماكينة اليدوية تمكنه بالكاد من إنتاج 20 قطعة من كل شكل من الأشكال الـ65 التى اخترعها وتقوم وزارة التضامن وإدارة الأسر المنتجة بمحافظة الشرقية بمساعدته فى تسويق المنتج بأخذه منه وبيعه بالأجل، وكلما سعى للمشاركة فى أى معرض لا يجد أى تسهيلات لمشاركته، مؤكدا أن هذه الجهات تتعامل مع مؤسسات وليس أفرادا وهو فرد يعمل هو وأسرته فقط .

عبد الحميد أطلق على مشروعه مسمى "المستقبل للمشغولات اليدوية" تيمنا بمستقبل مهنته، له ولأولاده الصغار وزوجته الذين وقفوا يوزعون القطع والآيات القرآنية اليدوية بالمعرض، و يؤمن أن من لديه فكرة وطموح يثابر عليه، سيأتى يوم عليه ويجنى ثمار نجاحه.

على بعد خطوات من عبد الحميد وأسرته بمعرض ضد الغلاء بمدينة العاشر من رمضان ، وقفت الحاجة بدرية فايز النمرواى ، هى وابنها إيهاب تعرض ماشيات سجاد بجوار ماكينة سرفلة.

بمجرد أن تنظر إليها يمكنك أن ترى ملامح الست المصرية "الجدعة" التى تحمل هم بيتها وأسرتها، بتلقائية شديدة، فتحت الحاجة بدرية قلبها لـ"اليوم السابع" لتحكى قصة كفاحها هى وزوجها.

 الحاجة بدرية جاءت من البحيرة مع زوجها بحثا عن لقمة العيش، فاستقرا فى القاهرة لمدة 10 سنوات، رزقت خلالها بثلاثة أبناء أكبرهم 21 عاما، وأصغرهم 11 سنة،  ضاقت لقمة العيش عليهم، فبحث زوجها عن عمل بأحد مصانع العاشر، وعمل بأكبر مصانعها فى السجاد، ومنذ 15 عاما انتقلت الأسرة بالكامل معه إلى العاشر من رمضان. 

وتكمل الحاجة بدرية، حكايتها قائلة:" إنه حين كان يعمل زوجها فى إحدى شركات السجاد كنا نأخذ بواقى السجاد من الشركة ، ولأن الظروف لم تكن تساعدنا ، كان أحد زملاء جوزى فى العمل يعطينا حتى نبيع ونسدد ثمن ما نأخذه، وبدأنا بشراء ماكينة سرفلة بقرض بـ5 آلاف جنيه من أحد البنوك ووصل رأس مالنا حاليا 250 ألف جنيه.

 وتقول الحاجة بدرية :" كنا نسرفل قطع البواقى من السجاد ونعرضها للبيع فى السوق الأسبوعى للمدينة يوم الجمعة ، حتى قررنا استئجار محل لعرض المنتجات فيه وكبر المحل حتى أصبحنا نعرض الأدوات المنزلية والسجاد بكل أنواعه".

وعن المشاركة مع زوجها لمواجهة أمور الحياة وفتح باب رزق لها ولأولادها، تقول الحاجة أم أيهاب - كما يناديها جيرانها فى المعرض - أنها دائما تتشاور هى وزوجها فى كل كبيرة وصغيرة تخص عملهم، ويأخذ زوجها دائما بمشورتها، قائلة:" جوزى ما بيعملش حاجة من غيرى وكل ما تطرأ فكرة فى دماغى أقولها له ونطورها سويا فالحياة مشاركة وأكل العيش يحتاج مننا الصبر".

الستر والصحة والأمان هى أقصى أحلام الحاجة بدرية، والوقوف بجانب الزوج حتى تعيش الأسرة فى أمان، وتقول: " بلدنا حلوة وفيها رزق بس إحنا كمان لازم نكون حلوين ونصبر شوية عشان نعيش كلنا".


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة