كان أعزكم الله يلهج لسانه دائما بعبارة يرددها آناء الليل وأطراف النهار: "خفّ تعوم " تحذيراً للمارقين ، تنبيهاً للغافلين ، تربية للنشء .
فلمّا أقبل يوم توارت فيه الشمس خلف سحب سوداء خجلاً من رؤيته هبّت ريح باردة رغم أن الصيف كان بمنتصفه ..
هنا وقف صاحبنا ينظر حوله ملوّحا بيديه مردّداً مقولته الخالدة "خفّ تعوم" لكنها تاهت وسط عويل الريح الشديد فأجفل للمرة الأولى بحياته انطلق عدواً وسط بركة من مياه آسنة تتوسط الشارع منذ سنوات لا يتجاوز ارتفاعها قصبة ساق طفل دون الثالثة .
تلك اللحظة تعثّر في جريه سقط على وجهه تسرّب الماء العطن لحلقه فسدّ عليه منافذ الهواء دقيقة أو أكثر قليلاً إلاّ و قد علت فقاقيع فوق رأسه كانت تنفجر في بقبقة غريبة بينما كان يحتضر جهد استطاعته حاول النطق بحكمته الأثيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة