أكرم القصاص - علا الشافعي

د. محمد سعيد حسب النبى يكتب: طاقة التفوق

الإثنين، 18 يونيو 2018 05:00 م
د. محمد سعيد حسب النبى يكتب: طاقة التفوق محمد سعيد حسب النبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

فى العام 1954 حقق "روجر براينستر" رقماً قياسياً فى العدو، حيث كان أول رياضى يعدو مسافة ميل فى أقل من 4 دقائق، وقد كان هذا الأمر مستحيلاً فى نظر كثير من الرياضيين، ولم يُقبِل على القيام بهذه المحاولة إلا النذر اليسير من العدائين، ولكن بعد إنجاز "روجر" أقبل عديد من العدائين على هذه التجربة، وفى غضون 10 سنوات فقط بلغ عدد الذين أنجزوا مثل رقمه بل وتفوقوا عليه قد تخطى 350 عداءً؛ فقد أيقنوا أنه ما دام هناك من استطاع فعل ذلك الأمر؛ فالكل قادر عليه، وسيصل لاشك يوماً إليه، وبذلك فقد بثت تجربة "روجر" روح المنافسة والثقة للتغلب على مخاوف الفشل وقهرها.

كم من عراقيل غُرست فى أذهاننا، أعاقتنا عن ممارسة حياتنا على الوجه الذى نرتضيه منها، وكم من أصنام فكرية عُبِدت، ولم نستطع الفكاك عنها، وحرى بنا أن ندك عراقيل المستحيل، ونحطم أصنامه دون خوف أو قلق؛ لنحقق ما بدا لنا بالأمس محالاً، فالنجاح ممكن، والتفوق أكيد، والنبوغ ميسر لطالبيه.

إن التفوق والنبوغ طاقة ديناميكية تدفع النابهين من البشر لإنجاز النجاح وتحطيم العقبات؛ فالناجحون بارعون فى تخطى العوائق، والمخفقون بارعون فى اختلاق الأعذار. والعجيب فى الأمر أن الفرص التى تُيَسر للناجحين لم تكن فى كثير من الأحيان مثالية كما يحلو الظن للمتفرجين فى هذه الحياة؛ وإنما تلمع تلك الفرص فى فضاء حياتنا بين لحظة وأخرى فيتلقفها البارعون قبل أن تغيب بين طيات الأيام. بل وفى أحيان كثيرة ينتزع الناجح فرصة نبوغه كلاعب فطنٍ يقتنص الكرة ليسددها بركلة سحرية فى المرمى ليضج الجميع بين منبهر ومندحر.

على الآملين فى التفوق والسائلين عن دربه، أن يخلقوا إطاراً ذهنياً إيجابياً لما يُقدمون عليه من مهمات، وفيما يقومون به من أداءات، وليدرؤوا ضلالات الفشل التى تقود فى النهاية إلى قصور الرؤية الذهنية؛ فتجذب صاحبها للوراء، أو تجرفه لقاع سحيق من الفشل واليأس. إن الأطر الذهنية إيجابية كانت أم سلبية ترتبط بشكل وثيق ومتناغم مع سلوكياتنا التى ترمى إلى النجاح أو الإخفاق.

لاشك أن القدرة على تلمس هذه الغايات ليست أمراً سهلاً يسيراً؛ ولكنها الطريق الأقوم لتكوين الشخصية الإيجابية البناءة والفاعلة، والتى لا تقف عند حد بناء الذات؛ ولكنها تمتد لتضيء السبيل للآخرين ليقتدوا ويهتدوا، فتصير العدة والعتاد الملهم للقوة، والحافز للقدرة على الاستمرار وتحقيق النجاح، فقد غرستْ بذور الأمل فى تربة الآخرين حتى أضحى التفوق الغاية القريبة والمصير الأكيد.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة