رسائل رئاسية انطلقت واضحة المعانى محددة الاتجاه وتحمل فى طياتها الخطوط العريضة للعمل فى الفترة المقبلة، وفى مقدمتها "بناء الإنسان المصرى والارتقاء به" على المستوى القومى بإطلالة جديدة لملفات قضايا التعليم والصحة والثقافة والتأمين النفسى والمادى بكوكبة من المشروعات والبرامج الكبرى على المستوى القومى والدولى تفى بغرض بناء الإنسان أو إعادة صياغته لإيقاظ القدرات الصامتة وصناعة المستقبل للنهوض بالدولة الأم لحمايتها من أى غزو موجه لها داخليا أو خارجيا وكذا الأعاصير الموجهة والمحملة بالأفكار الخبيثة من أهل الغاوية. فبناء الحضارة لأى دولة يبدأ ببناء الإنسان الذى كرمه الله وسجدت له الملائكة منذ بدء الخليقة بغية استمرارية الحياة وإعمارها.
لذا نراعى نقاطاً فى إعادة الصياغة الإنسانية للمواطن المصرى وكما أشارت القيادة السياسية فلابد من تحرك القوى الداعمة وتوحيد الجهود حتى يحقق المرء (الجماليات الإنسانية) المنشودة المرتكزة على (الدور القيمى واحترام آدمية الغير وحقوقهم) فى التعامل مع كل مواقف المجتمعية، فلا (يتاح للجاحد اصطياد مكانة العابد) وقيس على ذلك السلبيات التى تجرع آلامها المواطن المصرى محليا أو دوليا وزادت حدتها بعد ثورات الخراب العربى التى حطمت دولا شقيقة وتشتت شعوبها. لذا فإن إعادة بناء الإنسان هى من وجهة نظرى التأقلم والتكيف مع البيئة التى يعيشون بها بمفهومها الشمولى والتطورى، والخروج بمعايير المقاتل لقوى الشر المترصدة وترويضها واستيعابها ليتم التغلب عليها بدون أى خسائر مادية أو معنوية، فالكثير من الدول خاضت العديد من التجارب الخاصة ببناء الانسان واستثمار العامل البشرى وخاصة بعد اأزمات التى مرت بها وأصبحت قوة لا يستهان بها فى العالم بأسرة وخير مثال يحتذى به التجربة اليابانية (لإعادة صياغة العقول البشرية) والصين وتحويل التضخم السكانى من عبء يثقل كاهل الدولة إلى مورد هام من مواردها الهامة، والتى تركز عليه فى منظومتها الاستثمارية الضخمة التى غزت العالم الخارجى، ومن هنا يأتى دور الدولة لتشيد هذا الصرح الإنسانى الفعّال واعتباره هدفا قوميا لأنه لا يقل أهمية عن (بناء الدولة) بإعادة الصياغة الإستراتجية لاستثمار هذا المورد الفعال بإطلاق حزمة من الخطط والبرامج ومسارات محددة للتربية الدينية والأخلاقية للأجيال الحديثة وإعادة تدوير البيئى للمواطن الحالى من خلال برامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى والكرامة الإنسانية والتأمين النفسى له لندفع بعجلة الوصول إلى التنمية المستدامة المرتقبة من منظور تقدمى مغلف بفكر واعٍ محايد متطور مؤمن بأهمية الدور الإنسانى والعملى له مصوب نحو تحقيق مستقبل مشرق لكنانة الله وتحصينها من أى تطرف فكرى وأخلاقى. وأخيرًا "طول ما ربنا معانا هو حامى البلد دى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة