أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد بغدادى يكتب: العلاقات الأمريكية الكورية وعلامات استفهام كثيرة

الأحد، 17 يونيو 2018 09:00 م
محمد بغدادى يكتب: العلاقات الأمريكية الكورية وعلامات استفهام كثيرة  ترامب وكيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى خطوة ليست بالمعتادة، وفى لقاء هو التاريخي من نوعه، وفى مشهد هو الاستثنائي، سجل التاريخ اللقاء الذى جمع بين ترامب وكيم أون في دولة سنغافورة فى سابقة فريدة، خاصة بعد سلسلة التصريحات النارية التى أطلقها الزعيمان خلال الأشهر القليلة الماضية، فالعداء قائم بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية منذ الحرب الكورية بين عامى 1950 و1953 ولم يسبق أن اجتمع رئيس أمريكي بزعيم كوري شمالى منذ تأسيس الكوريتين. فالكراهية هي لغة الخطاب المستمرة بين واشنطون وبيونج يانج، وسوء الظن هو المسيطر على المشهد منذ الحقبة السوفيتية بين الدولتين. 
فهناك علامات استفهام تدعو لمزيد من البحث والدراسة والتقصي لماذا التقارب الأمريكي الكوري في هذا التوقيت؟ لماذا ستتخلى بيونج يانج عن برنامجها النووى؟ من الذى أقنع بيونج يانج بهذا الخيار؟ لماذا كل هذا الهدوء من زعيمين يبدو على شخصيتيهما عكس ذلك؟ لماذا انخفضت نبرة الصوت في التصريحات التى أدلى بها كلاً من ترامب وكيم أون؟ وما حجم الضغوط التي قادتها واشنطون لإرغام بيونج يانج على التنازل عن برنامجها النووى من ناحية والتخلى أيضاً عن عزلتها العالمية؟ فلطالما أثارت بيونج يانج الجدل حول علاقتها بالعالم الخارجى وعزلتها وحالة الريبة التى تلقيها دائماً فى الأخبار العالمية. فكانت كوريا الشمالية الضلع الثالث من محور الشر الذى يضم إيران والعراق؛ فهل تشهد هذه الجزيرة تقارباً مع الولايات المتحدة والغرب ويتم تغيير شكل الخريطة الكورية بالكامل بعد سنوات عجاف من القطيعة الدولية أم أن هناك سطور أخرى. 
 
فجأة ودون أدنى بدايات ومقدمات، أعلنت بيونج يانج منذ أيام وقف التجارب النووية بالكامل، وإغلاق أحد أكبر مواقع التجارب النووية فى الشمال وهى التجارب التى أثارت المخاوف بين جيرانها خاصة اليابان وكوريا الجنوبية والصين وبعض الدول الأسيوية، وبدا وكأن الحكومة تقدم تنازلات لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، حتى قبل أن تبدأ المفاوضات الكورية الأمريكية. والواقع أن العالم يتساءل ما الذى دفع بيونج يانج إلى التراجع والموافقة على وقف برنامجها النووى بعد أيام ليست بالطويلة من التهديدات المتبادلة مع واشنطن، التى وصلت إلى تبادل السب والقذف بين كيم جونج أون وترامب، حتى وصل الأمر بالمحللين إلى القول إن العالم يقترب من حرب عالمية نووية ثالثة، وحبس العالم أنفاسه منذ بضعة أشهر انتظارا لحرب جديدة فى القارة الأسيوية، ثم يقرر كيم أون زيارة بكين وهى أول رحلة له على الإطلاق منذ أن قاد كوريا الشمالية فى 2011، ويعلن بعدها أنه وافق على عقد قمة مع دونالد ترامب لتعلن واشنطن على الفور ترحيبها بهذا القرار، ليتنفس العالم الصعداء وتتراجع التهديدات عن المنطقة؛ فى خطوة استباقية لعودة بيونج يانج للمجتمع الدولي والحظيرة الدولية. 
 
ومن ثم تنقشع التهديدات النووية لكوريا الشمالية التى وضعت العالم بأسرة على شفا الهاوية فى وقت من الأوقات، ويذهب برنامجها النووى بلا رجعة، فما الذى دفع كوريا الشمالية إلى التخلى عن قدراتها النووية؟ وهل اشترطت إزالة القواعد الأمريكية من سول؟ وأرجع المحللون أسباب ذلك ؛ إلى أن كوريا الشمالية طالبت بالحوار المباشر مع الولايات المتحدة، خاصة منذ تولى كيم جونج إدارة البلاد، وكان تصعيدها العسكرى ضد واشنطن سبب رفض الولايات المتحدة الحوار المباشر معها وتلميحها دائماً بضرورة تغيير النظام فى بيونج يانج؛ مما أفقد الأخيرة توازنها وسعت لخوض مفاوضات موسعة مع واشنطن وسول. ووفقاً لهذه الرؤية نجد أن كيم جونج أون حصل على تعهد أمريكي بعدم تغيير النظام فى بيونج يانج ومعاملة كوريا باعتبارها صديقاً لواشنطن، والسبب الآخر هو ضغوطات بكين المستمرة والتى تسعى جاهدة بقوة لإقامة علاقات استراتيجية مع واشنطن، ومن الواضح أيضاً أن الضغوط الصينية لم تكن على المستويات السياسية فقط وإنما كانت اقتصادية أيضاً؛ لأن الصين هى التى تزود بيونج يانج باحتياجاتها من الطاقة وهى «نافذتها الوحيدة» إلى العالم خلال العقود السابقة. وبسلسلة الأحداث الأخيرة وقراءة المشهد جيداً يمكننا القول إن واشنطن لا زالت هى الفاعل الرئيس والمحورى على الساحة الدولية وتقلب المجتمع الدولى كيفما شاءت ووقتما تشاء طبقاً للمفردات الأمريكية ولمصالحها المختلفة. والتساؤل الآن ماذا تريد أمريكا بعد انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني وتسوية الخلافات مع بيونج يانج؟. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد داؤد

تحليل سياسي قوي

لقد تكمنت من كشف ملابسات القضية مع اضافة بسيطة مني أن السياسة شد وجذب فاليوم نحن معاً وقد يكون الغد لا يعرف أحدنا الآخر

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد داؤد

تحليل سياسي قوي

لقد تكمنت من كشف ملابسات القضية مع اضافة بسيطة مني أن السياسة شد وجذب فاليوم نحن معاً وقد يكون الغد لا يعرف أحدنا الآخر

عدد الردود 0

بواسطة:

رنا شريف

أحسنت . برافو عليك

العلاقات الامريكية الكورية ليست بالجيدة رغم ما حدث من تضامن واشنطون وبيونج يا نج الا ان مصالح البلدين التقيا في هذا التوقيت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة