احتفت وسائل إعلام أسترالية بخبر الإعلان عن معرض جديد لكنوز توت عنخ أمون في سيدني عام 2021 قبل أن تعود مقتنيات الفرعون الذهبي لمصر.
وقالت شبكة ABC الأسترالية إن سيدني ستكون واحدة من 10 مدن فقط حول العالم تستضيف أكبر معرض لمقتنيات توت عنخ أمون بعد جولة أمريكا.. وتستعد وزارة المالية ووزارة الثقافة في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية لضخ 50 مليون دولار في ميزانية متحف أستراليا من أجل تطوير قاعات المتحف حتى تتناسب مع عرض 150 قطعة نادرة من كنوز الملك توت عنخ أمون ويتوقع أن يبلغ عدد الزوار 800 ألف زائر.. وتقول إن أستاذة المصريات في جامعة سيدني، كونستانس لورد "الناس مهووسين بمصر وسوف يظلون كذلك.. إنها قصة رائعة قصة الفرعون الصغير.. هناك 5000 قطعة تقريبا عثر عليها في مقبرته كلها من الذهب حتى الأدوات التي كان يستخدمها توت عنخ أمون في حياته العادية".
شبكة ABC الأسترالية ومعها صحيفة سيدني مورنينج هيرالد، روجتا إلى أن المعرض في أستراليا سيضم قطعة أثرية لم تسافر خارج مصر من قبل هي قلادة "الأوسيخ" الذهبية، ولكن الأستاذة إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف أنكرت في تصريح لـ"اليوم السابع" هذه المعلومة وقالت إن القطعة ليست من القطع الرئيسية في كنوز توت عنخ أمون وهي قلادة ذهبية وجدت في مقابر كثير من الملوك وليست حكرا على توت عنخ أمون وحده.
القلادة الذهبية
أما عن عدد القطع فهي 166 مع الأخذ في الاعتبار أن كثير منها أجزاء من نفس القطع الأثرية مثل الشطرنج يمكن أن تعتبره شئ واحد لكنه يضم عدة قطع ولذا فإن المعروضات الأثرية هي 130 قطعة تقريبا بحسب تصريح رئيس قطاع المتاحف.
في السنوات الأخيرة كانت هناك أصوات معارضة لفكرة خروج الأثار المصرية للعرض في الخارج مع أن الأمر ليس جديدا، ومقتنيات توت عنخ أمون نفسه حيث كانت هناك سلسلة معارض منذ عام 1961 وحتى 1967 وكانت بعنوان "كنوز توت" وشملت الجولة وقتها 34 قطعة ذهبية سافرت لمتاحف "فيلادلفيا وكونتيكت وتكساس ونبراسكا وإلينوي وواشنطن وكاليفورنيا وميريلاند وأوهايو وغيرها.
كذلك كان هناك معرض في متاحف اليابان في الفترة بين 1965 و 1966 أي بالتزامن مع الجولة السابقة وشملت متحف طوكيو الوطني ومتحف كيوتو والمركز الثقافي في فوكوكا.
في عام 1967 كان هناك معرض في فرنسا شمل 45 قطعة في الفترة من 17 فبراير إلى 4 سبتمبر وجاء لزيارة المعرض الصغير أكثر من مليون و240 ألف زائر.
كذلك كانت هناك جولة أخرى شملت عدة دول وعلى نحو موسع في الفترة بين 1972 -1981 وكانت البداية في المتحف البريطاني بلندن وشمل المعرض 50 قطعة بينها 17 لم تكن عرضت من قبل خارج مصر، وافتتحت الملكة إليزابيث نفسها المعرض زاره أكثر من 30 ألف شخص في الأسبوع الأول فقط وحققت الجولة البريطانية 800 في 6 أشهر وعائدات بلغت 600 ألف جنيها استرلينيا ذهبت من أجل جهود إنقاذ معبد فيلة، والتي تمت برعاية اليونيسكو وقتها.
وبعد الجولة البريطانية تحرك المعرض لزيارة أمريكا بعد زيارة رسمية من الرئيس الأمريكي وقتها ريتشارد نيكسون الذي طلب شخصيا من الرئيس الراحل أنور السادات أن يسمح بإرسال القطع الأثرية لأمريكا وأن تشمل الجولة مدينة أمريكية إضافية حتى يصبح عدد المدن الأمريكية التي تستضيف المعرض أكبر من عدد المدن السوفيتية التي كانت ستستضيف المعرض بعد أمريكا في 1976.. وزار المعرض في أمريكا من نوفمبر 1976 إلى سبتمبر 1979 أكثر من 8 ملايين زائر بالإضافة إلى عائدات تخطت 10 مليون دولار ذهبت لأعمال تجديد وصيانة في المتحف المصري.
ومن المواقف الطريفة في هذه الجولة أن مواطني مدينة سان فرانسيسكو عاصمة ولاية كاليفورنيا نظموا مظاهرة كبرى أمام بلدية المدينة غضبا وتساؤلا حول السبب الذي جعل مدينتهم ليست ضمن الجولة التي تشمل 6 مدن فقط، فاضطر مسؤولون من كاليفورنيا والحكومة الأمريكية للسفر والتفاوض مع إدارة المتحف المصري لإضافة سان فرانسيسكو كمحطة سابعة.
وكان معرض سان فرانسيسكو هذا بحد ذاته سببا في عودة أسطورة لعنة الفراعنة حيث نشرت الصحف الأمريكية وقتها أن الشرطي جورج إي لابراش، تعرض لأزمة قلبية صغيرة أثناء ساعات العمل الإضافي كحارس لكنوز توت عنخ أمون فقام برفع قضية في المحكمة ضد مدينة سان فرانسيسكو بدعوى أنها السبب في إصابته بلعنة الفراعنة.
بجانب الجولات الشهيرة السابقة كانت هناك معارض صغيرة لفترات أقصر استمرت بشكل شبه سنوي في دول الاتحاد السوفيتي وأمريكا وبريطانيا وكندا وألمانيا الغربية وكل هذا في الفترة بين 1973 وحتى 1981
ونلاحظ هنا أن الأصوات المعارضة لخروج القطع الأثرية المصرية ظهرت تحديدا مع الجولة التي بدأت في 2005 وحتى 2011 بعنوان "توت عنخ أمون والعصر الذهبي للفراعنة" وكانت الجولة تشمل معارض في متاحف أمريكية عديدة في جورجيا وإنديانا وكولورادو وتكساس وواشنطن ومينيسوتا بجانب متحف تورنتو في كندا.. ولم يحدث قبل هذه الجولة أن كانت هناك معارضة في لخروج الأثار من مصر.. فهناك العديد من الدول تعرض أثارها في الخارج كنوع من الترويج السياحي لها مثل إيطاليا واليونان.
معارض التقليد
مصر تأخذ عائدات سياحية ودعاية ضخمة من عرض القطع الأثرية في الخارج لكن هناك معارض بديلة قد لا تحصل منها مصر على شئ مثل "المعارض التقليد" وهي موضة بدأت في عام 1924 أي بعد عامين فقط من اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون والمعرض كان برعاية الصحفي البريطاني أرثر ويجال الذي عرض قطع مقلدة تشبه القطع الأصلية معرض الامبراطورية البريطانية في ويمبلي، ومن بعده أصبحت هناك معارض دائمة للأثار المقلدة مثل معرض دورشيستر في إنجلترا لقطع توت عنخ أمون وهناك أيضا معرض لاس فيجاس في نيفادا بأمريكا، وهذه المعارض تمت بدون الحصول على موافقة مصر حيث كان يتم نسخ مقتنيات توت عنخ أمون وعرضها في المتاحف الخاصة لأن قوانين الملكية الفكرية لم تكن مطبقة وقتها فلم تكن هناك حماية تمنع نسخ قطع من كنوز الملك توت.
أما مصر فكانت في تلك الفترة أيضا أقامت معرضا لقطع مقلدة ولكن لهدف غير التربح وهو تقليل تدافع وتزاحم الزوار على المتحف المصري لرؤية القطع الأصلية لحمايتها.
مكاسب مصرية
ويذكر أن وزير الأثار الدكتور خالد عناني كان صرح لليوم السابع سابقا بأن مصر ستحقق 3 مكاسب مهمة من عرض الأثار في الخارج فمن جهة هي وسيلة قوية للدعاية السياحية التي كانت راكدة في الفترة الماضية، بالإضافة إلى أنها تجلب الملايين من الدولارات التي تساعد في أعمال التنقيب الأثري مما يساعد على اكتشاف مزيد من الأثار، ومكسب ثالث من هذه المعارض وهي أنها دليل على قوة مصر واستقرارها السياسي والأمني بما يكفي لجعلها قادرة على إرسال كنوزها حول العالم بالتعاون مع شركاء دوليين.
عدد الردود 0
بواسطة:
فاروق
سياسه خاطئة .
كنوز توت عنخ آمون يجب أن تبقى فى مصر . ومن يريد رؤيتها ياتى لها ، لا ان تذهب له ويراها مقابل ١٠ او ٢٠ دولار . هذه درة تاج الآثار يا ساده . فلا ترخصوها