من منا لا تغمره السعادة عندما يسمع جملة " احنا سمينا المولود على إسمك " ، ومن منا لا يستاء عندما يخطأ أحد لفظ اسمك عمداً او سهواً ، او من اعتاد ان يناديك باسم أحد اخوتك ، لتصححه له على الفور ، حيث ان الأسماء هى أولى الأشياء فى شخصية المرء التي لا تقبل الخطأ ، ومن منا لا يشعر بالتقدير عندما يُشار لاسمه فى محفل عام من شخص مسئول فى محيط عمله مثلاً او أى محفل آخر .
انها " فلسفة الاسم"
بضعة أحرف تمثل عنوانك وسيرتك ، ماضيك وحاضرك ، آتيك القريب ومستقبلك ، اعمالك وأهوائك وما تنطوى عليه شخصيتك ، فإن أردنا ان نختصر كل هذه التركيبة المعقدة لاختذلنا ذلك الكيان الإنساني العجيب فى ذلك اللفظ الذى هو اسمك ، الذى لا تخطأه أبدا وان أخطأت لفظ اسم كل ما هو حولك ، والذي ليس بمقدور احد ان ينتزعه منك ولو انتزعوا منك كل شىء .
إرتباط الانسان باسمه ارتباطاً أبدياً لا ينفك حتى بالموت ، والأبعد من هذا أنه سوف يتبعك للعالم الأخر ، حقاً انها كلمة تستحق منا الاهتمام .
قد يكون الانسان غافلا عن قدر اسمه حتى ينال اول تكريم فى حياته ، أو عندما يُدرج اسمه ضمن قوائم المتفوقين والفائزين ، وعلى النقيض ، من أُزيلت أسمائهم من سجلات التشريف والتقدير ، قاسية جدا تلك العقوبة التى وُقِعت على اسماء بعض الزعماء برفع أسمائهم من ميادين وشوارع ومؤسسات ، ليجنوا ثمار فسادهم وسوء إدارتهم ، بل والامر الأقسى من ذلك ان تعيش باسم مستعار مثل لاجىء فى بلاد غريبة ، وهذا ما يسمى بفقد الهوية .
ان لكل إنسان نصيب من اسمه ، قد يكون مرجعه ، كرامة ذلك الاسم ، ليتنا نتعامل مع أسمائنا بقدر كرامتها ، او قوة الكلمة وتكرارها والتى لها مفعول السحر على أصحابها ، باكتساب جزء من صفة الاسم ، او المضى على خطى صاحب الاسم الذى سُميت به ، كما قال السهروردى الصوفي " ان التشبه بالكرام فلاح " للاسم طاقة عظيمة فان حسِن الاسم سعد به صاحبه واسعده ومن خاب اسمه اورثه البلاء والسخرية وأحياناً الفقر .
اجريت دراسة بريطانية عن أهمية الأسماء ومدى تأثيرها على الأشخاص ، لوحظ ان اغلب من يعانون من عقد وأمراض نفسية واخفاقات فى الحياة هم من يحملون اسماء غريبة شاذة ، اذ انهم تعرضوا فى طفولتهم لسخرية بعض زملائهم ومتاعب ومضايقات من البعض الآخر لذلك وجب على الوالدين تسمية ابنائهم بأسماء غير منفرة ولائقة ، كثيرا من الوالدين أطلقوا على ابنائهم اسماء قميئة املا منهم فى دفع سهام الحسد عنهم او ان يتمتع ابنائهم باعمار أطول !!
والاغرب من ذلك أشخاص لا يعلمون معانى أسمائهم !! ( ما هو أصل الاسم طالع موضة ) والأعجب من ذلك وتلك من يتخلون عن أسمائهم ويفضلون أسمائهم متبوعة بأسماء ابنائهم تاركين هويتهم لأشخاص اخرين ، وحتى ولو كانوا ابنائهم !!!
أجمع علماء الاجتماع ان أحب كلمة للإنسان هى اسمه ، فحيوا بعضكم بأسماء بعض فان أفضل تحية هى التحية المصحوبة بالاسم ، عير ذلك هى تحية ناقصة باردة ، ومن اعتاد تكرار اسمك هو شخص يعلم قدرك جيدا .
لكل منا قصة لاسمه ومن تخلوا عن أسمائهم اضطرارا او طواعية كما فى الأوساط الفنية والأدبية وغيرهم ، غالبا ما يأخذهم الحنين لاسمهم الاول .
حفظ الله أسمائكم ، حفظ الله مصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة