بعد انتشار موجة الألعاب التى يمكن أن نطلق عليها ألعاب الموت والتى كانت آخرها لعبة الحوت الأزرق التى حصدت العديد من الأرواح، اتضح أن الخطر يحاوط الأبناء من كل الاتجاهات، فهو لا يتمثل فقط فى الألعاب، ولكن أيضا فى المشاهد المرئية التى يشاهدها الطفل، خاصة الكارتون الذى كان من المفترض أنه وسيلة للترفيه عن الطفل، إلا أنه أصبح وسيلة لجذب الأطفال إلى طريق مجهول لما يحتوى عليه من مشاهد عنف يقلدها الأطفال، ومنها كارتون "التنين الأزرق" الذى حذرت منه النائبة سحر عثمان مؤخرًا لتسببه فى انتحار أطفال ومنها طفلة المرج.
كارتون التنين الأزرق
ويبقى السؤال مرة أخرى كيف يمكن للآباء حماية أطفالهم من مشاهدة الكارتون الذى يحتوى على مشاهد عنف يستجيب لها الأطفال بصورة سلبية؟
وهنا يجيب الدكتور مدحت عبد الهادى، خبير العلاقات الأسرية والصحة النفسية، موضحا أن الحل الوحيد لحماية الأبناء من السقوط ضحايا للكارتون الذى يحتوى على مشاهد العنف يكمن فى الآباء، وذلك بتخصيص وقت كاف لهم ومتابعتهم بصفة مستمرة وإعطاء المساحة الكافية للسماع لهم حتى يشعروا بوجود عائلتهم ولا ينجرفوا خلف هذا المشاهد.
وأشار عبد الهادى إلى أن هناك الكثير من الآباء ينشغلون عن أبنائهم بالعمل ويهملون رقابتهم وأحيانا أخرى يتركون رعايتهم لأقاربهم وهو ما يشعر الطفل بخلل الجو العائلى، مما يجعله يتجه لهذه المشاهد ويندمج معها لأنه لا يجد رقابة عليه، مؤكدا أنه لا بد من توعية الآباء لتكريس كل وقتهم لجهدهم وعدم إبداء أى أمر آخر عليهم حتى وإن كان بوضع قانون للتأكد من أهلية الآباء لتربية أبنائهم.
وأضاف عبد الهادى أنه يجب أن يطبق الآباء سياسة الرقابة الوالدية مع أبنائهم، للتأكد أنها لا تضر أبناءهم عن طريق مشاهدة الأم ما يريد الطفل مشاهدته قبله حتى تضمن المشاهد وأنها خالية تماما من المشاهد والكلمات والألفاظ غير اللائقة، وحتى تكون الوعى الكاف الذى يجعلها تجيب على تساؤلات ابنها حول ما يشاهده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة