قبل أيام معدودة من عيد الفطر المبارك والتجهيزات التى اعتادت الأسر المصرية عليها من شراء الكحك والبسكويت والترمس وغيرها من الأكلات التى توارثناها جيلا بعد جيل فى هذه المناسبة، نجد أن الأعياد بشكل عام فى مصر مرتبطة بالأكل، فكما ذكرنا عيد الفطر والمرتبط بالكحك والبتيفور والبسكويت والغريبة والترمس والسودانى نجد أيضا عيد الأضحى المرتبط باللحوم إلى أن أصبح يطلق عليه الصغار عيد الأكل.
وفى عيد شم النسيم نجد الرنجة والفسيخ والملوحة هم أبطال هذا العيد وجزء من العادات الموروثة للشعب المصرى بشكل عام، فضلا عن البيض الملون والبصل الأخضر، وفى الوقت ذاته نجد أن عيد الغطاس تظل العادة الموروثة هو تناول القلقاس والقصب والبرتقال واليوسفى، وفى عيد الميلاد نجد التورتة هى الأساس لإطفاء الشموع وفى سبوع المولود الجديد نجد الفتة والمكسرات والحلوى هى الأشياء المقدمة فى هذه المناسبة.
ولم يقتصر الأمر على الأعياد والمناسبات السعيدة فحسب ولكن المآتم أيضا ارتبطت بالأكل رغم حالة الحزن التى تعم على الكافة فقد اعتادت الأسر المصرية على إعداد المأكولات وأبرزها الفتة خلال أيام استقبال العزاء لتقديمها للمقبلين عليهم، وفى حال الذهاب إلى المقابر تظهر المعجنات والبلح والبرتقال وغيرها من الأكلات التى يتخذها زائر المقابر لتوزيعها على المتواجدين من الأهل والأصدقاء والمارة أيضا وأصبحت مع الوقت عادة موروثة.
وفى هذا الإطار توضح الدكتورة هالة حماد أخصائية علم النفس لـ "اليوم السابع" سبب ارتباط الأكل بالأعياد والمآتم فى مصر، قائلة "احنا شعب زراعى من أيام الفراعنة والزراعة تحتاج التجمع ولمة العائلات والأقارب للرى وغيرها من مهام الزراعة، ومن هنا بقينا شعب بيحب اللمة".
وأضافت أن الشعب المصرى شعب كريم بطبعه وهو الطبع الذى يظهر فى الكثير من الأوقات فجميع المصريين أيا كانت ظروفهم المادية إذا جاءهم ضيف استقبلوه وتقاسموا اللقمة معه، ونجد أيضا المواطنين فى الشوارع يوزعون المياه والعصائر على المارين وقت الإفطار، وفى بلاد الفلاحين يظهر بشدة خاصة فى الأفراح والمآتم فنجد أن العائلات والجيران يذهبون إلى العائلة التى لديها مناسبة سواء كانت حزينة أو سعيدة بأكلات متنوعة ليتناول المجتمعين فى المناسبة منها، وهو ليس دليل على الكرم فحسب ولكن على التعاون أيضا.
أما عن عيد الفطر فكانت لمة العائلة والجيران فى منزل كل منهم يوميا لإعداد الكحك هى الفرحة الحقيقية لتجمعهم على شىء واحد، وهى العادة التى اقتصرت حاليا على شراء الكحك من المحال التجارية وتقديمها للزائرين.
وأنهت دكتورة علم النفس حديثها بقولها "اللقمة بتدفى البطن والقلب وتزود المودة واللمة بتأكل ولذلك فى كل مناسبة سواء كانت حزينة أو سعيدة وبها تجمع من الأهالى تجد الطعام الضيف البارز وسط الجميع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة