إنتهت 3 سنوات من العمل فى نظرية أطلقها فى العنان العالم البريطانى "نيكولاس ريفيز"، والذى أكد أنها تنص على وجود غرفة خلفية لأحد جدران مقبرة الملك توت عنخ آمون يرجح أنها مقبرة الملكة نفرتيتي، وهو ما تم التأكد بعد فحوصات وأعمال الرادارات الأجنبية المختلفة من عدم صحته تماماً، حيث أعلنت وزارة الآثار، أنه بعد عدة أشهر من الدراسات، أثبتت نتائج الأبحاث الجيوفيزيقية التى أجرتها البعثة العلمية بجامعة البوليتيكنيك بتورينو بإيطاليا عدم وجود أية غرف خلف جدران مقبرة الملك توت غنخ أمون.
وصرح بذلك دكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن رئيس البعثة الإيطالية الدكتور فرانشيسكو بورشيللى سوف يسرد نتيجة هذه الدراسات و الأبحاث التى قام بها و فريق البحث العلمى الخاص به المكون من علماء من مؤسسة "جيوستودو أستير" و"ثرى دى جيوماجينج" خلال المحاضرة العلمية التى سوف يلقيها فى تمام الساعة الخامسة والنصف مساء اليوم فى المؤتمر الدولى الرابع للملك توت عنخ آمون، موضحاً أن أن بورشيللى قد أشار فى التقرير العلمى الذى سلمه إلى اللجنة الدائمة للآثار المصرية بوزارة الآثار أن الدراسات الخاصة بقراءات المسح الرادارى الأفقى و الرأسى الذى قامت به البعثة داخل المقبرة أثبتت عدم وجود أية غرف أو حتى دلائل على وجود أية أعتاب أو حلوق لأبواب غرف مما يتعارض مع النظرية التى افترضت وجود ممرات أو غرف ملاصقة أو داخل حجرة الدفن الخاصة بالملك توت عنخ آمون.
والجدير بالذكر أن تفاوت نتائج الدراسات الخاصة بقراءات أجهزة الرادار GPR التى أجرتها بعثة علمية يابانية و أخرى أمريكية خلال عامى 2015 و 2016 للوقوف على صحة النظرية التى أطلقها عالم الاثار البريطانى نيكولاس ريفز عام 2015 عن وجود غرفة دفن الملكة نفرتيتى خلف حجرة الدفن الخاصة بالملك توت عنخ آمون، كانت قد أثارت جدلا واسعا بين علماء الآثار فى مصر والعالم والذين انقسموا بين مؤيدين و معارضين، الأمر ا سلذى دفع الوزارة الى مناقشة الامر برمته خلال المؤتمر العالمى الثانى للملك توت عنخ آمون فى مايو 2016 و الذى حضره نخبه رفيعة من علماء الآثار فى مصر والعالم و الذين بدورهم أقروا القيام بعمل مسح رادارى ثالث ذو تقنية علمية متقدمة مختلفة لحسم الجدل العلمى فى الموضوع و التأكد من صحة النظرية من عدمه قبل إتخاذ أية إجراءات عملية فى هذا الشأن.
وكانت قد إختتمت مؤخراً البعثة الإيطالية لكلية بولى تكنيك بجامعة تورينو، أعمالها فى المسح الرادارى على مقبرة الملك توت عنخ أمون بمحافظة الأقصر، والتى يتم إجرائها بإشراف الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، وبمتابعة الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار السابق، بهدف التأكد من صحة الافتراضات والأراء التى أثيرت فى السنوات السابقة بشأن وجود فجوات داخل المقبرة، وكشف مصادر مطلعة بآثار الأقصر، أن أعمال المسح الرادارى تمت على مدار الـ7 أيام الماضية تمت بإستخدام 4 أجهزة رادار حديثة ذات ترددات مختلفة، أشرف عليها الدكتور فرانكو بورتشيلى قائد البعثة الإيطالية من كلية بولى تكنيك، وعدد من خبراء المسح الرادارى للجدران التاريخية، وشارك فيها كل من الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار السابق، ونيكولاس ريفز عالم المصريات البريطانى صاحب النظرية بوجود كشف آثرى خلف جدران المقبرة يتوقع أنه لمقبرة الملكة نفرتيتي.
وتعود بداية البحث لـ 13 أغسطس 2015، حين أكد الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار وقتها، أنه سيتواصل مع عالم المصريات البريطانى نيكولاس ريفز لمعرفة الحقائق والأدلة العلمية التى استند إليها للإعلان عن أن الملكة نفرتيتى مدفونة داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون بوادى الملوك، وفى 28 سبتمبر 2015، قام عالم المصريات البريطانى بمعاينة مقبرة توت عنخ آمون، لاكتشاف مقبرة نفرتيتى بالبر الغربى، وتم عقد مؤتمر صحفى فى 1 أكتوبر 2015 لعرض بحثه حول مقبرة نفرتيتى، والتى يتوقع وجودها فى إحدى الحجرات الجانبية لمقبرة الملك الذهبى توت عنخ آمون، يوضح من خلاله أدلته على وجود المقبرة فى هذا المكان، وبنى عالم المصريات البريطانى نظريته على أنه يوجد مدخلان وراء جدران مقبرة توت عنخ آمون الواقعة فى وادى الملوك التى تضم مومياوات غالبية ملوك الأسرة الـ18 (1550- 1292 قبل الميلاد) والأسرة الـ19 (1292- 1186 قبل الميلاد)، ففى الجهة الشمالية من المقبرة يقع مدخل قد يوصل إلى مقبرة نفرتيتى التى ماتت قبل وفاة الفرعون الصغير بعشر سنوات.
ويقول الخبير السياحى محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحى بالأقصر، أنه كان يتابع أعمال المسح التى جرت خلال السنوات الماضية، مؤكداً أن مختلف الرادارات تمت بصورة مميزة خلف جدران المقبرة، ولكنه يجرى التأكد منها قبل العمل رسمياً فى الوصول إليها حيث أنه يتوجب على الوزارة العمل بصورة تليق بالآثار المصرية وتحافظ على كافة تفاصيل المقبرة التاريخية للملك توت عنخ آمون.
ويضيف محمد عثمان لـ"اليوم السابع"، أنه حال ظهور الكشف الآثرى الجديد بمقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون سيعيد للأذهان الضجة العالمية التى حدثت فى 1922 عقب إكتشاف هاوارد كارتر العالم البريطانى للمقبرة، وكيف ساعد ذلك الحدث وقتها فى زيارات تاريخية لمصر من مختلف ملوك وأمراء وقيادات دول العالم أجمع لمتابعة الإكتشاف العظيم، موضحاً أن الوزارة تسعى للوصول لأعلى درجات الإستفادة من أعمال البعثات الأجنبية المختلفة التى تعمل فى عملية البحث عن نظرية نيكولاس ريفز، وهو المطلوب بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة.
ومن جانبه أوضح الدكتور محمد أسماعيل المشرف على اللجان الدائمة والبعثات الأجنبية بالوزارة، أن أعمال المسح الرادارى هذه جاءت فى إطار حرص وزارة الآثار على المصداقية العلمية وتلبية لتوصيات المؤتمر العلمى الذى عقد فى 2016 بمقر المتحف المصرى الكبير لمناقشة تلك الافتراضات، حيث كان المؤتمر قد أوصى بضرورة إجراء مسح رادارى ثالث بعد خروج أعمال المسح الرادارى الأول والثانى بنتائج مغايرة غير متطابقة.
وأضاف إسماعيل، أن أعمال المسح إستمر على مدار أسبوع كامل وتم بعدها دراسة وتحليل ما توصل إليه فريق العمل من نتائج حتى تُعلن بين الأوساط العلمية والأثرية بشكل مفصل، كما أكد أن الأعمال الجارية جاءت بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية والحصول على كافة الموافقات الأمنية اللازمة، مشيرا إلى أن الأجهزة الرادارية المستخدمة تعد من أحدث الاجهزة المتعارف عليها فى هذا المجال كما انها تعمل بشكل آمن لا يمثل اية خطورة على الآثر، مشددا على أن الأعمال الجارية تقتصر على المسح الرادارى فقط.
وكانت قد أجرت وزارة الآثار عمليات بحث ومسح رادارى مختلفة على جدران مقبرة الملك توت عنخ آمون فى السنوات الثلاثة الماضية، منها أعمال مسح لفريق عمل يابانى بقيادة العالم "وتنابي" حيث تم التأكد من وجود مواد عضوية وجزء من المعادن وعتب ومداخل للحجرة، وأظهرت الصور التى التقطها العالم اليابانى "وتنابى" وجود غرفتين خلف جدران مقبرة توت عنخ آمون واحدة فى الجانب الغربى وأخرى فى الشرقى كذلك وجود مواد عضوية ومعادن،
وتم عمل مسح ثانى لفريق يابانى قال عن "باتى نابى" الخبير اليابانى المتخصص فى المسح الرادارى، أنه ثبت وجود فراغ فى الحائط الشرقى الخلفى للمقبرة وتم تصوير ما يحويه ذلك الفراغ، مؤكداً أن جهاز الرادار وعملية المسح التى يقوم بها لا تضر نهائياً الجدران التاريخية بمقبرة توت عنخ آمون، لكونه مصمما خصيصاً للعمل دون الإضرار بما حوله أبداً.
وحول تلك المهمة يقول عالم المصريات البريطانى "نيكولاس ريفز"، أنه بنى فى نظريته أنه يوجد مدخلين وراء جدران مقبرة توت عنخ آمون الواقعة فى وادى الملوك التى تضم مومياوات غالبية ملوك الأسرة الـ18 (1550- 1292 قبل الميلاد) والأسرة الـ19 (1292- 1186 قبل الميلاد)، ففى الجهة الشمالية من المقبرة، يقع مدخل قد يوصل إلى مقبرة نفرتيتى التى ماتت قبل وفاة الفرعون الصغير بعشر سنوات، موضحاً أنه من عشاق الحضارة المصرية القديمة، ويقوم بعمل زيارة واستكشافات عديدة على مر السنين بمصر، وتلك النظرية الحديثة هى خيط هام جداً فى الحضارة المصرية، ولو نجحت سيحقق نجاحاً بالغاً فى علم الحفريات والمصريات.
وأوضح عالم المصريات البريطانى لـ"اليوم السابع"، أنه يعتقد تماماً أنه قد تكون مقبرة "توت عنخ آمون" ما هى إلا قبر صغير فى مقبرة "نفرتيتى" لأنه توفى فى سن مبكرة ولم يكن قد شيدت مقبرة له بعد، وقد توفى توت عنخ آمون عن 19 عاما فى العام 1324 قبل الميلاد بعد حكم قصير من تسع سنوات.
.jpg)
وزارة الآثار تضع كلمة النهاية لنظرية "نيكولاس ريفيز البريطاني" بمقبرة توت عنخ آمون
.jpg)
الوزارة تعلن عدم وجود أية غرف خلف جدران المقبرة
.jpg)
مرور 3 سنوات من أعمال أجهزة الرادار GPR اليابانية والأمريكية والإيطالية
.jpg)
البعثة الإيطالية أثبتت عدم وجود أية شيء خلف جدران المقبرة
.jpg)
البعثة الإيطالية تأكدت من عدم وجود غرف أو دلائل على وجود أية أعتاب أو حلوق لأبواب
.jpg)
مقبرة "توت عنخ آمون" ما هى إلا قبر صغير فى مقبرة "نفرتيتى"
.jpg)
جانب من متابعة الدكتور ممدوح الدماطى لأعمال البعثات الآثرية
.jpg)
البعثة الأمريكية خلال فحص جدران مقبرة الملك توت عنخ امون
.jpg)
البعثات خلال المسح الرادارى لجدران مقبرة الملك توت عنخ امون
.jpg)
المقبرة خلال الاعمال الليلية للبعثات الاجنبية
.jpg)
العالم البريطانى نيكولاس ريفيز يتحدث لليوم السابع
.jpg)
صاحب النظرية خلال لقاؤه مع اليوم السابع