أحمد إسماعيل المحروقى يكتب: لم نخلق لنشقى

الأربعاء، 09 مايو 2018 09:00 م
 أحمد إسماعيل المحروقى يكتب: لم نخلق لنشقى سبحه -أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

* "مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى" (طه)                                       

ما أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن على الرسول الكريم والمسلمين ليشقوا فى الحياة من كثرة أحكامه ولكنه لسعادتهم فى الدنيا والآخرة.

فالعمل بالقرآن الكريم يمنع الإنسان من عمل المعاصى، التى تحول حياة الإنسان من حياة جميلة خلقها الله سبحانه وتعالى لينعم بها خلال فترة حياته إلى تعب وشقاء وسخط على الناس وعلى الدنيا.

فالقرآن الكريم يمنعنا من الاقتراب من المعاصى سواء كانت صغيرة أو كبيرة .. والصغيرة قبل الكبيرة  .. لان الاعتياد على المعصية الصغيرة مع الوقت والاستمرار تصبح كبيرة .. وربما تصبح كبيرة من الكبائر .

فالقرآن أمرنا بالرضا سواء فى السراء أو الضراء ... فربما ما كنا نظنه أنه ضرر يكون هو فى الأصل نعمة من الله أرسلها إلينا لننجو من أمر آخر أراد الله بحكمته إبعاده عنا لينجينا من هلاك دنيوى أو هلاك فى الآخرة.

والقرآن أمرنا بالبعد عن الفاحشة .. حتى لا تختلط الأنساب وتخرب الديار وينهار البناء الأسرى ... فليلة العرس تسمى بليلة البناء .. أى بناء أسرة تعمر الأرض وتعبد رب الكون .. فكم من بيوت تهدمت لعدم طاعة الله سبحانه وتعالى وعدم البعد عن الفواحش .

وأمرنا القرآن الكريم بالبعد عن الظلم .. فالظلم ظلمات يوم القيامة .. والظلم يؤدى إلى القهر .. والإحساس بالقهر يحول الفطرة السليمة للإنسان إلى كره الخير للآخرين، ويترتب على ذلك التحول قيام الإنسان بعمل ما يحرمه الله على عبادة فيبدل حالة من حال إلى حال وبالتالى ينهار المجتمع ... فالمجتمع الذى يستحل ما حرمه الله يصبح مجتمع غير آمن فتعم فيه المعصية ويستباح التعدى على الأموال والأعراض وتنهار القيم الأخلاقية للإنسان الذى هو فى الأصل خليفة الله فى الأرض وبالتالى تبور الأرض الطيبة التى خلقها الله سبحانه لنا لنعمرها ونعيش فيها .

فالله سبحانه وتعالى أمرنا بأشياء كثيرة ونهانا عن أشياء كثيرة .. وذلك ليس لشقائنا وإنما لاستمتاع كل منا بحياته كيفما قدرها الله له .. فكل منا يسر الله له حياة مختلفة عن حياة الآخرين ووضع لنا فيها مسببات السعادة ومسببات المعاناة ليختبر قدرة كل منا على الرضا بما قسمة الله له .. وبناء على نتيجة نجاحنا فى الاختبار الربانى ستكون متعتنا وفرحتنا فى الآخرة .

فمنا من يقول أعطنى حلاوة الدنيا أولاً ظنا منه أنها هى أصل المتاع ... لأنه ظن أن متاع من حوله بما ليس فى يده هو حرمان اختصه به الله سبحانه تعالى ونسى قول الله سبحانة وتعالى ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخرةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً﴾ ... وأنساه الشيطان أن حسن التعامل مع ما قدر لنا فى الحياة الدنيا هو مفتاح الجنة.

فالطريق إلى الصراط المستقيم الذى نعبر به إلى دار الخلد يتم بناؤه بالقرآن الكريم و اتباع أحكامه التى وضعها الله سبحانه وتعالى لنا ليرشدنا إلى طريق الاستمتاع بحلاوة الدنيا والفوز بالآخرة.

اللهم هون علينا متاعب الدنيا .. ومتعنا بحلوها .. وهون علينا متاعبها .. و ارضنا بما قسمته لنا ولو كنا نظنه بجهلنا أنه قليل .. وأحسن ختامنا .. وارزقنا حسن عبادتك وشكرك ... اللهم آمين







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة