الحمار حيوان أليف، يعيش بصورة برية فى وديان وصحارى أفريقيا وآسيا وبراريها، هو الرفيق الدائم للإنسان، حامل المشقة، ويتواجد فى كل الحضارات والثقافات كحامل للمقتنيات ووسيلة للركوب.
ويحتفل العالم فى الثامن من مايو من كل عام فى يوم 8 مايو، بـ"اليوم العالمى للحمار"، وهو احتفال هدفه الدّفاع عن هذا الحيوان الأليف والدعوة إلى مزيد العناية به وإبراز مساهمته فى اقتصاد الدول، وخلال التقرير التالى نوضح عدد من أشهر "الحمير" التى اشتهرت فى العديد من الأديان والثقافات المختلفة ومنها:
الحمار الفرعونى
الإله ست
ارتبط الحمار بالإنسان المصرى القديم، وقد استعان به الفلاحون المصريون فى عملیات درس الحبوب وفصلھا عن الأعشاب، وفیما يتعلق بعملیات النقل بواسطة القوافل عبر الصحارى، كان يحمل البضائع والحمولات الثقیلة، لأن الجمال لم تكن قد عرفت بعد.
ويتبین أن المصريین كانوا يأنفون من امتطائه، بل لم يحاولوا ركوب الجیاد إلا نادرا، حتى خلال العصر الإغريقى. وقد اعتبر الحمار رمزا للإله "ست"، الذى كان يمثل روح الشر خلال العصر المتأخر. وكانت التضحیة تتم، خلال بعض المراسم الدينیة، بواسطة الخنزير، والحمار.
حمار عزير
حمار العزيز
"فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس"، (البقرة 259)، هذه الآية الكريمة تبدو توضيحا بسيطا لقصة النبى عزير أحد أنبياء بنى إسرائيل وحماره، وهى تدور حول خروج عزيز فى الصباح إلى البستان، وفى طريقه مر على قرية خالية من البشر (خاوية على عروشها)، فأبدى اندهاشه من وضعها بعدما كان يعيش فيها الناس، فأحب الله أن يجعله عبرة وأن يعلمه عظمته وقدرته فقبض روحه، وأعاده للحياة بعد مائة عام، ولما أفاق من موته قال له الملك انظر الى طعامك وشرابك لم يتغير ولم يفسد، ثم قاله له انظر إلى حمارك. نظر عزير إلى حماره فإذا بعظامه قد بليت وصارت نخرة، فنادى الملك عظام الحمار فأجابت وأقبلت من كل ناحية، حتى صارت هیکلا عظميا، ثم صارت حمارا قائما على حوافره، وبعدها عاد عزير إلى قومه كاشفا معجزة ربه.
حمار المسيح
المسيح
"قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ" (متى21: 5) (زكريا9: 9)، وهذا النص الإنجيلى، يصف القصة التاريخية الدينية، والذى توضح أن المسيح ركب على أتان (أنثى الحمار) أو جحش أثناء دخوله القدس، ورغم أنه كان من عادة الملوك أن يركبوا الجياد، لكن المسيح لم يشأ لتواضعه أن يركب جوادًا، بل ركب أتانًا وجحشًا ابن أتان.
حجا وحماره
جحا وحماره
جحا شخصية فكاهية انتشرت فى كثير من الثقافات القديمة، ونسبت إلى شخصيات عديدة عاشت فى عصور ومجتمعات مختلفة، وفى الأدب العربى وجدت شخصية جحا إذ يعد من أقدم شخصيات الهزلية، ومعظم القصص المعروفة فى الأدب العالمى تنسب له.
واشتهرت شخصية حجا الرجل "الأحمق" أو الذى يدعى الحماقة، وحماره كان شريكا له فى جميع حكاياته، ومن بين تلك الحكايات، "كان جحا راكباً حماره حينما مر ببعض القوم وأراد أحدهم أن يمزح معه فقال له: يا جحا لقد عرفت حمارك ولم أعرفك، فقال جحا: هذا طبيعى لأن الحمير تعرف بعضها".
مروان الحمار
لقب أطلق على الخليفة الأموى مروان بن محمد، وهو آخر خلفاء بنى أمية فى دمشق، تولى الخلافة بعد حفيد عمه عبد الملك: إبراهيم بن الوليد، الذى تخلى عن الخلافة له، كان مروان لا يفتر عن محاربة الخوارج، وعرف بمروان الحمار. كما يعرف بمروان الجعدى نسبة إلى مؤدبه جعد بن درهم، وضرب فيه المثل فيقال "أصبر فى الحرب من حمار"، وقيل أن الخليفة كان معجبا بالحمار وبصبره وذكائه وبقدرته على التحمل والتجلد، فاتخذه شعارا وانتسب إليه بالاسم.
حمار الحاكم بأمر الله
الحاكم
الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، عرف تاريخيا بمواقفه وتصرفاته المتناقضة والغريبة، فيذكر بأن كان يركب على بغلة (أو حمار) رمادى ويطوف فى شوارع القاهرة والفسطاط ليلا متنكرا بين العامة يستمع لشكاوى الناس ويفتش على المكاييل والأسواق، وبحسب بعض المراجع، وأمر بقتل جميع كلاب الشوارع التى كانت ليلا تجرى خلف حماره وتنبح كعادة الكلاب فى كل مكان.
حمار الحكيم
حمار الحكيم
هى رواية ألفها توفيق الحكيم عام 1940، تمتاز هذه القصة بساطة أسلوبها وتصويرها أحداث واقعية بطريقة لا تخلو من الطرافة وذلك من خلال ذكره كيف اشترى حمارا صغيرا من أحد الفلاحين لمجرد أنه أعجب بشكله مع ذكره المواقف الطريفة التى حدثت معه عندما اشترى هذا الحمار الصغير وإقامته فى الفندق وإدخال الحمار إلى غرفته من دون أن يشعر أحد بذلك وذلك بعد أن دفع بعض النقود لأحد الخدم وركز توفيق الحكيم فى روايته على ذكر أحوال الريف المصرى وما فيه من الفقر وقلة الاهتمام بأمور الصحة والنظافة عند أهل الريف فهم بحاجة إلى توعية و إرشاد وقارن توفيق الحكيم فى روايته بين الريفى المصرى والريفى الفرنسى وذلك حتى يبين لرفيقه الفرنسى أسباب تدنى وضع الريف و قد تأمل توفيق الحكيم أن يتحسن الوضع مع مرور الوقت ذلك من خلال تحسين وضع المرأة الريفية وبين توفيق الحكيم فى نهاية الفرق بين المخرج السنمائى وكاتب الرواية بطريقة مبسطة وسهلة ومقنعة إضافة للوصف الرمزى لموت حماره الصغير.
الحمار الديمقراطى
الحمار الديمقراطى
سنة 1828 اختار المرشح الديمقراطى لخوض سباق الرئاسة آنذاك أندرو جاكسون شعار "لنترك الشعب يحكم"، وسخر منافسه الجمهورى كثيرا من هذا الشعار ووصفه بأنه شعبوى ورخيص، فما كان من جاكسون إلا أن اختار حمارا رمادى اللون جميل المظهر وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية وقاده وسط القرى والمدن المجاورة لمسكنه من أجل الدعاية لبرنامجه الانتخابى "الشعبوى" ضد منافسه الذى كان يظهر على أنه نخبوى وليس قريبا من هموم الناس، وبعد ذلك تحول الحمار إلى رمز سياسى للحزب الديمقراطى بشكل واسع النطاق، لكنه لم يستخدم كشعار رسمى للحزب سوى سنة 1870.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة