الحمار المصرى المظلوم.. ناشطون بيئيون يحتفلون بيومه العالمى.. ويحذرون: مافيا التجارة غير الشرعية فى جلود الحمير تنذر بكارثة.. الأعداد تقل بشكل ملحوظ.. ورئيس اتحاد الفلاحين: البدائل الحديثة همشت دوره رغم أهميته

الإثنين، 07 مايو 2018 02:31 م
الحمار المصرى المظلوم.. ناشطون بيئيون يحتفلون بيومه العالمى.. ويحذرون: مافيا التجارة غير الشرعية فى جلود الحمير تنذر بكارثة.. الأعداد تقل بشكل ملحوظ.. ورئيس اتحاد الفلاحين: البدائل الحديثة همشت دوره رغم أهميته حمار فى مصنع للطوب
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى 8 مايو من كل عام تحتفل منظمات الرفق بالحيوان حول العالم باليوم العالمى للحمار، ضمن فعاليات أسبوعه العالمى الذى يتم الاحتفال به فى مايو من كل عام منذ سنة 1983 لنشر الوعى بأهمية هذا الحيوان الأليف للعالم، لا سيما فى المناطق النائية والفقيرة فى العالم التى لا تعتمد عليه فقط فى الأنشطة الزراعية وإنما أيضًا كوسيلة مواصلات.
 
وفى مصر يحتفل الناشطون البيئيون بهذا اليوم منذ العام الماضى، فى ظل تحديات كبيرة يواجهها هذا الحيوان المهم اقتصاديًا وزراعيًا وبيئيًا، فيما تحتفل به الجمعية الخيرية لرعاية الدواب فى مصر منذ العام 2012، أما هذا العام فينظموا العديد من الأنشطة للاحتفال بالأسبوع واليوم العالمى للحمير، كان بينها زيارة نظمتها الجمعية الخيرية لرعاية الدواب مع الناشطة البيئية دينا ذو الفقار أمس الأول لأحد مصانع الطوب التى تستخدم الحمير فى العمل.
 
 

الجمعية الخيرية لرعاية الدواب: الحمار حيوان مهمش رغم أنه مذكور فى القرآن 

وقالت الدكتورة هويدا الحضرى رئيس الجمعية الخيرية لرعاية الدواب فى مصر، إن الحمار حيوان مهمش تمامًا كأنه غير موجود رغم أنه مذكور فى القرآن وهو أكثر حيوان يتحمل ويعمل وهناك درجة احتياج عالية له، ولذلك تفكيرنا ورسالتنا أن نرفع الظلم عن هذا الحيوان المهمش الذى يعامل بمنتهى القسوة وبجهل بطبيعته.
 
فريق جمعية رعاية الدواب يفحص حمار
فريق جمعية رعاية الدواب يفحص حمار
 
وأضافت لـ"اليوم السابع": ثقافتنا فى مصر أن الحمار ليس له أهمية، لا يفهم ولا يحس ونتعامل معه بمنتهى الإهمال والتجاهل رغم أهميته الشديدة لصاحبه ولمجالات كثيرة مهمة، والانتهاكات بحق الحمير فى مصر كثيرة، وواضحة وضوح الشمس ففى الشوارع كثيرًا ما نرى عربات كارو بحمولة ثقيلة جدًا يجرها حمار ضعيف وصاحبه لا يكتفى بالحمولة الثقيلة جدًا وإنما أيضًا يضربه بالسوط بقسوة شديدة، وفى مصانع الطوب يعتمدون عليه فى نقل الطوب من وإلى الفرن ويعمل من 8 إلى 10 ساعات يوميًا على أرض غير ممهدة وفى درجة حرارة عالية جدًا وظروف صعبة للغاية.
 
الدكتورة هويدا الحضرى تتفقد أحد الحمير
الدكتورة هويدا الحضرى تتفقد أحد الحمير
 
وتابعت: الانتهاك الأخطر للحمير هو الإتجار غير المشروع فى جلوده خارج الكوتة التى حددتها وزارة التجارة، فهذه المافيا تؤثر على عدد الحمير فى مصر، وعلى الرغم من أنه لا توجد إحصائيات ولا أرقام بأعداد الحمير منذ عام 2009، والتى قالت فيها الهيئة العامة للخدمات البيطرية إن عددهم يبلغ 1.5 مليون حمار، إلا أن العدد يقل جدًا وملحوظ بالعين المجردة ففى الأسواق فى القرى فى مناطق كثيرة من مصر لاحظنا تراجعًا كبيرًا فى الأعداد والفلاحون بدأوا يشتكون ارتفاع سعر الحمار وصعوبة العثور عليه، فضلاً عن شكاوى سرقة حميرهم، ويجب على الدولة أن تتصدى لهذه التجارة غير الشرعية التى تضر بالاقتصاد المصرى على المدى الطويل، وتسبب الكثير من المشاكل على عدة أصعدة.
 

ناشطة بيئية: تجارة جلود الحمير وتصديرها للصين نكبة اقتصادية وزراعية

 
تتفق معها الناشطة البيئية دينا ذو الفقار، التى قالت لـ"اليوم السابع": المجتمعات المحلية فى مصر سواء المصانع والمشاريع الصغيرة أو الفلاحين يعتمدون اعتمادًا كليًا على الحمار المصرى، وما يحدث للحمار هو انتهاك تام خاصة على صعيد تجارة الجلود للصين فهى نكبة اقتصادية واجتماعية وزراعية لمصر، فالصين نفسها كان تعداد الحمير عندها 11 مليون وبسبب الإقبال على الجلد وصل العدد إلى 3 ملايين، فلجأوا إلى الاستيراد من دول فى إفريقيا وآسيا، وأسعار الجلود تصل إلى 336 دولارًا للجلدة الواحدة فى المزاد، وبالطبع الأسعار ارتفعت.
 
الناشطة البيئية دينا ذو الفقار خلال الزيارة
الناشطة البيئية دينا ذو الفقار خلال الزيارة
 

ما سر هوس الصين بجلود الحمير؟

وكانت شبكة "بى بى سى" حذرت فى تقرير نشرته أكتوبر الماضى من أن الحمير تواجه أزمة عالمية بسبب الطلب الكبير على جلودها فى الصين، حيث يتم استخدامها لصنع الأطعمة الصحية والعلاجات التقليدية، مشيرة إلى أن لجوء الصين للاستيراد أثر سلبًا على عدد هذه الحيوانات فى إفريقيا رغم ما تمثله من أهمية فى مجالى النقل والزراعة.
 
جيلاتين الحمار
جيلاتين الحمار
 
ويرجع سر الهوس الصينى بجلود الحمير إلى استخراج "الجيلاتين" من جلود الحمير، الذى يستخدم كجزء من العلاجات الطبية الصينية التقليدية، حيث يؤمن الصينيون بأنه فعال فى الحفاظ على نضارة المرأة وشبابها وأنه يعزز القدرة على التحمل كما يستخدمه البعض لزيادة القدرة الجنسية.
 
 

التوك توك بدلا من الحمار

"أعداد الحمير أيضا تناقصت بشكل ملحوظ للعين فأصبحنا نرى الفلاحين يستبدلون الحمير بالتوك توك والتروسيكل رغم خطورة استخدامهما على البيئة بسبب العوادم فضلاً عن استهلاك السولار" بهذه العبارة استكملت دينا ذو الفقار حديثها، مناشدة وزارة الزراعة بالاهتمام بالسلالات المصرية، وأضافت قائلة ما يقوم به من جهود ودور لا يقوم به غيره، فالحمار المصرى "مايتعوضش"، ، كما أن جينات السلالة المصرية غير مسجلة فى بنوك الجينات، كما ناشدت ذو الفقار وزارة التجارة بوقف تصدير جلود الحمير، والدولة بالتصدى لمافيا التجارة غير الشرعية فى جلود الحمير والباب الخلفى لها تربية السباع لتبرير وجود حمير مذبوحة بحجة إطعام لحومها للسباع ولكن الحقيقة هى أنها تذبح للإتجار بجلودها وتهريبها فى شحنات الرخام ومن وقت لآخر يضبط المطار محاولات لتهريبها.
 
 

رئيس الاتحاد العام للفلاحين: الحمار صديق للبيئة 

بدوره، يرى محمد فرج - رئيس الاتحاد العام للفلاحين - أن البدائل الحديثة همشت دور الحمار الذى كان العماد الرئيسى لعمل الفلاحين، بالتالى أصبحت أعداده أقل، خاصة فى مناطق الدلتا التى كانت تعتمد عليه بشكل أكبر، فبالتالى بدأ الفلاح يلجأ للبدائل خاصة مع ارتفاع أسعار الأعلاف الخاصة به.
 
ويضيف: استخدام الحمار فى الزراعة وأعمال الفلاحة مفيد جدا للبيئة، مثلاً على سبيل المثال توزيع السماد البلدى باستخدام الحمار يجعل المحصول يزيد لكن الفلاح يستخدم الآلات الحديثة لسرعة إنجاز المهمة دون النظر للآثار السلبية لها.
 
محمد فرج رئيس الاتحاد العام للفلاحين
محمد فرج رئيس الاتحاد العام للفلاحين
 
وعن احتفالية هذا العام باليوم العالمى للحمار قالت الناشطة البيئية دينا ذو الفقار: احتفلنا يوم السبت الماضى بيوم الحمار العالمى فى مصنع للطوب وسأنظم احتفالاً آخر بهذا اليوم غدًا الإثنين (8 مايو)، حيث أشترى علامات فسفورية للصقها على العربات الكارو لمنع حوادث السيارات وصدمهم على الطريق، وأدعو كل الناس لشرائها ولصقها على العربات الكارو التى يقابلونها كأقل خدمة نقدمها لحماية الحمار المصرى.
 
وأضافت الدكتورة هويدا الحضرى: كل سنة لدينا أسبوع للحمير فى شهر مايو وليس فقط احتفال يوم 8 مايو، حيث نخرج بقوافل كبيرة إلى أماكن بعيدة مختلفة عن مناطق عملنا كالوادى الجديد وسانت كاترين وغيرها، ولكن هذه السنة لظروف خاصة لم نتمكن من ذلك فاكتفينا بتكثيف عملنا فى المناطق التقليدية مثل مصانع الطوب.
 
 
مصنع للطوب
حمار يجر حمولة فى مصنع للطوب
 
وعن الجمعية الخيرية لرعاية الدواب قالت: تأسست فى مصر عام 2002 وهى تابعة لجمعية The Donkey Sanctuary فى إنجلترا، نتعامل مع الحيوانات العاملة خاصة الحمير والبغال فى جميع أنحاء الجمهورية، وحاليًا نعمل بشكل أساسى فى قرى الجيزة والقليوبية وبنى سويف إلى جانب قوافل تخرج إلى مختلف المحافظات كالبحر الأحمر والأقصر وأسوان وأى مكان فيه الحيوانات تحتاج لرعاية ودعم.
 
أضافت: عمل الجمعية كله يتم من خلال عيادات متنقلة تتضمن فريقًا مكون من طبيب بيطرى ومساعد وسروجى، تذهب فى مواعيد دورية إلى أماكن محددة كمصانع الطوب، حيث نغطى 120 مصنعًا ونقدم للحمير فيها الخدمة الطبية البيطرية مجانًا بالكامل، بالإضافة إلى تركيب وصيانة السروج المناسبة وتقليم الحوافر لأن غالبية مشاكل الحمير والدواب بشكل عام فى الحوافر فإذا كان طويلاً لا يتمكن من المشى.
 
تركيب fly sheet لحماية الحمار من الذباب
تركيب fly sheet لحماية الحمار من الذباب
 
وتابعت: الجمعية بينها وبين معظم كليات الطب البيطرى فى مصر بروتوكول تعاون لتدريب الطلاب عمليًا وهذا التدريب يكون معتمد من الكلية، كما تدرب الجمعية الأطباء البيطريين سواء المستقلين أو العاملين فى المديريات البيطرية، حيث تدربهم على أساليب وتقنيات العلاج الجديدة.
مجموعة من فريق جمعية رعاية الدواب
مجموعة من فريق جمعية رعاية الدواب
 
وأكملت قائلة: هناك مستوى آخر للتدريب تقدمه الجمعية، وهو تدريب أصحاب الدواب، حيث نعلمهم كيف يهتمون بالحيوانات وكيف يقوموا بالإسعافات الأولية لهم وما هو الغذاء المناسب والحمولة المناسبة وأهمية استخدام سروج بخامات جيدة ومقاسات مناسبة منعًا لإيلام الحيوانات ولتسهيل الحمولة عليها، كذلك لدينا برتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم لزيارة المدارس وتعليم الأطفال أهمية الرفق بالحيوان وأهمية الدواب بشكل خاص وضرورة توفير حياة كريمة وظروف عمل مناسبة لهم.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة