سيناريوهات الوضع الإيرانى حال انهيار الاتفاق النووى اليوم.. التيار الإصلاحى سيتلقى ضربة قوية.. وطهران تعيد أنشطتها النووية الحساسة.. وترفع من أجهزة الطرد المركزى.. والمتشددون يقوضون سياسات روحانى ويبتزون أوروبا

الثلاثاء، 08 مايو 2018 05:22 م
سيناريوهات الوضع الإيرانى حال انهيار الاتفاق النووى اليوم.. التيار الإصلاحى سيتلقى ضربة قوية.. وطهران تعيد أنشطتها النووية الحساسة.. وترفع من أجهزة الطرد المركزى.. والمتشددون يقوضون سياسات روحانى ويبتزون أوروبا الاتفاق النووى ينتظر قرارا ذريا من الرئيس الأمريكى
إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ساعات قليلة وسوف يعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قراره النهائى بشأن الاتفاق النووى المبرم بين إيران والقوى الدولية فى عام 2015، وسط تكهنات واحتمالات قوية أن يعلن انسحاب بلاده من الاتفاق الذى يراه الأسوأ فى تاريخ بلاده، ويترقب العالم كله نتائج قرار الانسحاب المحتمل فتداعياته ستلقى بظلالها على الجميع لاسيما وأن طهران باتت لاعبا مؤثرا فى العديد من الملفات وتمددت أذرعها فى جهات عدة، الأمر الذى يدفعنا إلى بحث وتحليل تداعيات القرار على الداخل الإيرانى وتفاعلاتها الإقليمية مع جيرانها. لذا يواصل "اليوم السابع" رسم السيناريوهات المتوقعة.

 

الخيار الأمريكى المحتمل

الاحتمال الأقوى اليوم الذى يفرض نفسه على القرار الأمريكى المحتمل هو الإنسحاب، وهناك عوامل داخل الولايات المتحدة، تقوى من هذه الفرضية منها  عزل ترامب مسئولين لم تتماشى أرائهم مع توجهاته، بل وانحاز بعضهم لفكرة الإبقاء على الاتفاقية النووية وعلى رأسهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وعين ترامب بدلا منهم صقور فى إدارته على غرار وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومى جون بولتون المعارضين الشرسين لطهران، إضافة إلى تقديم البيت الأبيض موعد الإعلان، حيث كان من المقرر أن يعلن عنه السبت المقبل.

 

324d604b-aa34-4893-8aaa-f4562340f6a1
الرئيس الأمريكى

 

أولا الخطة النووية لإيران للرد على الانسحاب

حتى الساعة تسير تصريحات مسئولى طهران إلى العودة للمربع الأول فى الملف النووى، ففى أكثر من مناسبة هددت طهران أنها مستعدة على اتخاذ قرارات نووية لن تتوقعها واشنطن، لذا من المتوقع أن تعود إيران إلى ممارسة أنشطتها النووية الحساسة والإسراع من وتيرتها، وبالنسبة لمخزون اليورانيوم ففى عام 2015 كانت إيران تمتلك يورانيوم عالى التخصيب بنسبة وصلت إلى 20%، واقتضت بنود الاتفاق النووى الحد من أنشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة تقف عند درجة تخصيب 3.67%، والتخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب.

 

وعليه وبما أن الاتفاق سينهار وفقا للفرضية، سوف ترفع طهران مخزونها من اليورانيوم بعد أن خفضت المخزون بنحو 98% إلى 300 كيلوجرام لمدة 15 عاما بموجب الاتفاق، كما أنها من المتوقع أن تعيد تركيب أجهزة الطرد المركزية الأعلى كفائة لتصل إلى الرقم السابق لها قبل إبرام الاتفاق، فقد كانت تمتلك نحو 20 ألف جهاز قبيل توقيع الاتفاق، وألزمتها بنوده إلى تخفيض عددها إلى  5060 جهازا للطرد المركزى الأقدم والأقل كفاءة فى منشأة نطنز لمدة 10 سنوات.

 

قادة الحرس الثورى والمرشد الأعلى
قادة الحرس الثورى والمرشد الأعلى

 

وفى السياق نفسة فإن إيران ايضا فى حال انسحاب الولايات المتحدة وانهيار الاتفاق، ستكون قادرة على إعادة تشغيل منشأة أراك التى تعمل بالماء الثقيل، حيث يحتوى الوقود المستنفد منها على بلوتونيوم يمكن استخدامه في صناعة قنبلة نووية، لكن الاتفاق عطل من وتيرة إنتاج المياه الثقيلة، فضلا عن عرقلة عمليات المراقبة والتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

من المستفيد من الانسحاب الأمريكى المحتمل؟

وفقا لمحللين فان انهيار الصفقة سيصب فى صالح الدولة الإيرانية المعسكر المحافظ والمتشددين على وجه الخصوص والذى رفض الصفقة منذ بدايتها ويرى أن من مصلحتهم أن يبقى مناخ العداء والمؤامرة يحكم العلاقات التى تربط الجمهورية الإسلامية بالغرب لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هذا المنطلق، فى حال انسحب أمريكا من الاتفاق سيستغل هذا التيار الموقف الاستغلال الأمثل، فعلى سبيل المثال سيتصدر "الخطاب التعبوى" الذى برعت فيه إيران منذ انتصار الثورة المشهد من جديد لإشعال حماس الجماهير الإيرانية الغاضبة من الولايات المتحدة ودعوتها للالتفاف حول الدولة الإيرانية ودعمها فى صراعها مع "الشيطان الأكبر"، سيدفع هذا التيار نحو إعادة الإنسجام والوحدة الوطنية وتنحية الخلافات وصراع الأجنحة والتيارات السياسية جانبا، والتركيز على إجهاض مؤامرة الأعداء ضد الجمهورية الاسلامية، وهو ما نادى به مؤخرا الزعيم الإصلاحى والرئيس الأسبق محمد خاتمى.

 

 لن يتوقف الأمر عند هذا، بل سيتعزز القبضة الأمنية أكثر من أى وقت مضى، فالإدارة الأمريكية بقيادة ترامب وصقوره التى صرحت أكثر من مرة بمساعيها لإسقاط النظام، لذا متوقع أن ترفع طهران من مستوى الجهورية الأمنية فى كافة القطاعات لاسيما وأن بعض المحافظات شهدت احتجاجات متفرقة فى ديسمبر الماضى.

 

على المستوى الخارجى، يرى التيار المحافظ أنه من أجل احتواء تهديدات الإدارة الأمريكية لإيران هى مد جسور التقارب والتعاون أكثر من أى وقت مضى مع كلا من روسيا والصين، أكثر حتى من الأوروبيين الذين يرون أنهم ظلوا عاجزين أمام انتهاك الولايات المتحدة للاتفاقية النووية، فضلا عن الترويج والتشكيك فى مصداقية واشنطن وعدم احترامها للعهود والمواثيق.

 

 

منشات نووية
منشات نووية

 

إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تمارس إيران ابتزازا على أوروبا لانتزاع امتيازات اقتصادية، وقد تزيد من ضغوطها لعقد صفقات تجارية، ومنح طهران استثمارات كبرى كى تظل فى الاتفاق الذى يتمسك به الشركاء الأوروبيون.

 

أما الفريق الذى سيخرج من معركة النووى خاسرا سيكون المعسكر الإصلاحى والمعتدل، فالرئيس الإيرانى ربط مصير حكومته وبرنامجه بالاتفاق، فمن ناحية سيؤثر انهيار الاتفاق على شعبية الرئيس، وسيشكل الاتفاق فرصة كبرى للمعسكر المحافظ لتشويه صورة التيار الإصلاحى، وستقوم على ذلك استراتيجيته فى هزيمة هذا التيار فى الانتخابات الرئاسية المقبلة 2021، والذى من المتوقع أن يلعب بورقة مرشح قوى تردد كثير اسمه فى الساحات الدولية، وهو الوزير محمد جواد ظريف.

 

كما أنه فى حال عودة العقوبات الاقتصادية وتشديد العقوبات الدولية على طهران عقب خروج الولايات المتحدة من الاتفاق سيجعل الجماهير الإيرانية تلقى باللوم على روحانى وسيوجه ضغوطا أكثر من ذى قبل بسبب الوضع الاقتصادية الذى سيتدهور بشكل أكبر مما سيؤدى إلى استفحال أنشطة الحرس الثورى الاقتصادية التى حاول روحانى أن يحد منها من خلال جذب استثمارات أجنبية تحل محل شركات الحرس الثورى وتقوض نفوذه فى المجال الاقتصادى والسياسى أيضا. وقال دبلوماسى غربى فى طهران "بالنظر إلى شبكة أعماله الواسعة ونفوذه السياسى والعسكرى، فإن الحرس الثورى الإيرانى سيعود سريعا إلى تفادى العقوبات كما ظل يفعل لسنوات فى الماضى".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة