لبنان يذيب 9 سنوات من الثلج.. اللبنانيون ينتخبون برلمانا جديدا لأول مرة منذ 2009.. إقبال كثيف وزوال للتحالفات التقليدية.. وزير الداخلية: نشهد عرسا ديمقراطيا.. واشتباكات بين مناصرى تيار المستقبل وحزب الله

الأحد، 06 مايو 2018 11:01 ص
لبنان يذيب 9 سنوات من الثلج.. اللبنانيون ينتخبون برلمانا جديدا لأول مرة منذ 2009.. إقبال كثيف وزوال للتحالفات التقليدية.. وزير الداخلية: نشهد عرسا ديمقراطيا.. واشتباكات بين مناصرى تيار المستقبل وحزب الله انتخابات لبنان
كتبت شيماء بهجت ـ وكالات الأنباء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد تسع سنوات على آخر انتخابات برلمانية شهدتها لبنان، يعود اللبنانيون اليوم إلى صناديق الاقتراع، فى انتخابات عامة لن تقلب على الأرجح ميزان القوى فى البلاد، لكن يُنظر إليها على أنها مهمة للاستقرار الاقتصادى، فى ضوء اتجاه كل الأنظار لعملية التصويت التى قد تؤدى نسبة المشاركة فيها إلى تغيير النظرة للقوى السياسية التقليدية المهيمنة على البلاد، وفى مقدمتها حزب الله.

وخلال الشهور الماضية، نجح لبنان إلى حد كبير فى التغلب على العاصفة الإقليمية الناجمة عن الحرب المستمرة منذ سبع سنوات فى سوريا المجاورة، التى اجتذبت قوى إقليمية ودولية للعمل على الأرض السورية، وأطلقت موجات كثيفة من اللاجئين، ولكن رغم هذا التغلب على تعقيدات الجوار، فإن لبنان مر بأزمات داخلية منذ أن أجرى آخر انتخابات.

6
انتخابات لبنان

ومع انطلاق التصويت اليوم اصطف الناخبون عند مراكز الاقتراع فى مختلف أنحاء الدولة، منذ الصباح الباكر، للإدلاء بأصواتهم وفق قواعد تصويت جديدة لا تزال تحافظ على نظام تقاسم السلطة الطائفى فى البلاد.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة صباحا أمام الناخبين البالغ عددهم وفق لوائح الشطب أكثر من 3.7 مليون شخص، ليبدأ بعدها ظهور النتائج تباعا خلال الساعات التالية لانتهاء التصويت.

627276-01-02
انتخابات لبنان

وانتشر مندوبو الأحزاب والمرشحين، منذ الصباح الباكر، أمام مراكز الاقتراع البالغ عددها 1880 مركزا، موزعة على 15 دائرة انتخابية، وشهد بعضها إقبالا كثيفا من الناخبين، حسبما نقلت الوكالة الفرنسية، وأحاطت بها إجراءات أمنية مشددة مع وضع الأجهزة الأمنية والعسكرية بين 20 و30 ألف عنصر فى حالة جاهزية كاملة، وفق وزارة الداخلية اللبنانية.

 

آراء الناخبين فى الانتخابات الجديدة

وعلى صعيد آراء الناخبين فى عملية التصويت التى انطلقت صباح اليوم الأحد، قالت تيريز (60 عاما) قبل دخولها إلى مركز اقتراع فى بيروت: "هذه أول مرة أنتخب فيها، وجئت لأشجع دما جديدا، لأن لا أحد يعجبنى فى هذا البلد".

أما فى منطقة صور جنوبى لبنان، قال جلال نعنوع (26 عاما): "جئت لانتخب من أجل التغيير، ولنأتى بنواب جدد إلى البرلمان، لأنه إذا لم تغير الناس سيبقى وضعنا كما هو وربما أسوأ".

وتعبر شرائح واسعة من اللبنانيين عن خيبة أمل من تكرار الوجوه ذاتها، وخوض القوى التقليدية نفسها المعركة، علما بأنها لم تنجح على مدى عقود فى تقديم حلول للانقسامات السياسية والمشكلات الاقتصادية والمعيشية التى يعانى منها لبنان، لكن قانون الانتخاب الجديد أعطى فرصة لناشطى المجتمع المدنى أو الأحزاب الصغيرة للترشح، ما أثار حماسة عدد كبير من الناخبين، وإن كان خبراء ومحللون يتوقعون ألا يتخطى عدد المقاعد التى سيحصدها هؤلاء أصابع اليد الواحدة.

 

وزير الداخلية اللبنانى: بلادنا تشهد عرسا ديمقراطيا كبيرا

وعلى صعيد وجهة النظر الرسمية، قال وزير الداخلية والبلديات اللبنانى نهاد المشنوق، إن لبنان يشهد عرسا ديمقراطيا كبيرا اليوم، لافتا إلى أن تزاحم اللبنانيين منذ الصباح الباكر يؤكد إصرارهم على الديمقراطية.

وأضاف "المشنوق"، عقب إدلائه بصوته صباح اليوم فى مدرسة رياض الصلح بمنطقة رأس النبع بالعاصمة بيروت، أنه أعطى صوته التفضيلى لرئيس الوزراء سعد الحريرى كما وعد من قبل، ويذكر أن وزير الداخلية مرشح للانتخابات اللبنانية على لائحة المستقبل لبيروت المدعومة من تيار المستقبل.

إجراءات أمنية مشددة
إجراءات أمنية مشددة

 

عدد المرشحين فى الانتخابات

الانتخابات الجديدة التى يشهدها لبنان يتنافس فيها 597 مرشحا، بينهم 86 امرأة، فى 77 لائحة، للوصول إلى البرلمان الموزع مناصفة بين المسيحيين والمسلمين فى البلد الصغير ذى التركيبة الطائفية الهشة والموارد المحدودة.

الانتخابات البرلمانية اللبنانية
الانتخابات البرلمانية اللبنانية

 

اللوائح تشهد زوال التحالفات التقليدية

وتظهر اللوائح التى تخوض الانتخابات زوال التحالفات التقليدية التى طبعت الساحة السياسية منذ العام 2005، لجهة الانقسام بين فريقى 8 آذار الذى يعد حزب الله المدعوم من إيران أبرز أركانه، و14 آذار بقيادة رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة الحالية سعد الحريرى.

وتجرى الانتخابات فى ظل توافق سياسى بدأت ملامحه فى أكتوبر 2016، مع الاتيان بالرئيس ميشال عون، رئيسا للجمهورية بعد حوالى سنتين من الفراغ فى سدة الرئاسة، ثم بـ"الحريرى" رئيسا للحكومة. وكان الرجلان على طرفى نقيض منذ أكثر من عشر سنوات.

ويقول أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة اللبنانية الأمريكية فى بيروت، عماد سلامة، لـ"فرانس برس" إن "التحالفات البرلمانية بعد الانتخابات ستشبه التحالفات الانتخابية الحاصلة اليوم، بمعنى أنه ليس لها طابع أيديولوجى محدد بقدر ما هى قائمة على أساس المنفعة".

ويضيف أستاذ العلوم السياسية: "المنفعة ستشكل التحالفات المختلفة بدلا عن فريقى 8 و14 آذار، لن تكون هناك تكتلات واضحة المعالم أو تحالفات طويلة أو ثابتة، بل بلوكات متحركة يتم اعتمادها بحسب كل موضوع".

ويقول الخبير فى الشؤون الانتخابية سعيد صناديقى: "لن يكون هناك تغيير جذرى فى نتائج الانتخابات عن العام 2009، أو كتلة طاغية على أخرى، لأن الانقسام العامودى بين 8 و14 آذار لم يعد موجودأ".

الانتخابات النيابية فى لبنان
الانتخابات النيابية فى لبنان

 

اشتباكات تستبق انتخابات لبنان بين مناصرى المستقبل وحزب الله

وقبل ساعات قليلة من فتح صناديق الاقتراع بالانتخابات النيابية اللبنانية صباح اليوم، اندلعت اشتباكات فى بيروت بين مناصرين من تيار المستقبل من جهة ومناصرين من حركة أمل وحزب الله من جهة أخرى، ما تسبب فى إصابة شخصين إثر تبادل لرشق الحجارة والعصى بين المناصرين، قبل أن يتمكن الجيش اللبنانى من ضبط الأمور قبل تفاقمها.

وأصدر تيار المستقبل بيانا قال فيه، إن "الاحتكاك حدث أمام مكاتب تيار المستقبل فى سبيرز، بين مسيرة لشبان من حزب الله وحركة أمل، ومناصرين للمستقبل كانوا يهتفون للتيار، تخللها رشق مكاتب المستقبل بالعصى والزجاجات، ما تسبب فى إصابتين طفيفتين".

وأضاف البيان: "حرص تيار المستقبل على احتواء ما حصل فى حينه، وتفادى أى استفزاز قد يعكر صفو الاستحقاق الانتخابى، والتأكيد من قبل مناصريه أن الرد سيكون فى صناديق الاقتراع".







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة