د. مجدى الجعبرى يكتب: أبعاد الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى الإيراني

الأربعاء، 30 مايو 2018 07:00 م
د. مجدى الجعبرى يكتب: أبعاد الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى الإيراني

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى الإيرانى فى صالح الدول العربية؟ هل الانسحاب الأمريكى من الاتفاق مناورة لنقل السفارة الأمريكية الى القدس؟هل الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى حماية لإسرائيل من التمدد الإيراني؟

فى يوليو 2015 تم التوصل إلى الاتفاق النووى مع ايران والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، وذلك بين إيران والدول الست الكبرى، الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا ، ويتضمن الاتفاق رفع العقوبات الدولية المتعلقة بالبرنامج النووى الإيرانى مقابل تفكيك إيران لبرنامجها النووى ، وتسمح خطة العمل المشتركة بأن يتم متابعة برنامج ايران النووى السلمى بما يتماشى مع المعايير الدولية للحد من انتشار الأسلحة النووية .

ويتضمن الاتفاق زيادة مدة إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لتصنيع قنبلة نووية حتى عشر سنوات كحد أقصى بدلا من شهرين، وخفض عدد أجهزة الطرد المركزى بنسبة الثلثين خلال عشر سنوات، والسماح بتشغيل 5000 جهاز فقط لتخصيب اليورانيوم بنسبة 3,67 % خلال فترة 15 عاما، وخفض المخزون الإيرانى من اليورانيوم الضعيف التخصيب من 10 آلاف كيلو جرام إلى 300 كيلو جرام على مدى 15 عاما.

ويرى الرئيس الأمريكى أن الاتفاق لا تتوافر فيه أية ضمانات لفترة ما بعد انتهاء صلاحية الاتفاق فى عام 2025، وانه فى غضون سبعة أعوام سيصل الاتفاق لنهايته، وسوف تتحرر إيران منه ويكون بمقدورها إنتاج أسلحة نووية، بالإضافة الى أن الاتفاق لا يحمل بعدا إقليميا ولا ينطوى على أية نقاط تكبح الطموح الإيرانى للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، وهذا يعد أمرا غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة، لذا قرر الرئيس الأمريكى الانسحاب من الاتفاق.

غن استمرار سريان الاتفاق النووى سوف يؤدى الى خلق حالة من السباق النووى فى المنطقة، نتيجة السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بموجب الاتفاق الموقع بين الدول الست الكبرى وإيران، حيث ان القيود المفروضة على برنامج إيران النووى بموجب الاتفاق تتيح لإيران بعد عشر سنوات من الاتفاق ، استبدال أجهزة الطرد المركزى بأجهزة حديثة تعمل على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات يمكن استخدامها ليس فقط كوقود للمفاعلات للأغراض الصناعية او الطبية او البحثية، بل إلى مستويات أعلى يمكن استخدامها كنواة لرأس نووية ، وبما يعزز من قدرة طهران على بناء قنبلة نووية قبل نهاية الاتفاق ، وهذا بدوره سوف يؤدى الى خلل فى توازن القوى بالمنطقة .

وفى ديسمبر من عام 2017 ، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، إعتبار القدس بشقيها الشرقى والغربى عاصمة لإسرائيل ، والبدء بنقل سفارة بلاده إليها ، كما أعلن مسئول أمريكى فى فبراير الماضى انه من المتوقع أن يتم فتح سفارة الولايات المتحدة لدى إسرائيل فى القدس خلال شهر مايو الجارى، وقد تم رصد التحضيرات الإسرائيلية لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حيث تم استبدال لافتات مرورية بأخرى جديدة تشير لموقع السفارة الأمريكية الجديدة، وقد يكون اختيار هذا التوقيت للإعلان عن الانسحاب من الاتفاق النووى الايرانى لإرضاء بعض دول المنطقة وتمرير نقل السفارة الى القدس.

إن احتمالات الحرب تتزايد بين ايران وإسرائيل فى ظل تصميم إيران تحويل سوريا إلى قاعدة أمامية لعملياتها العسكرية، وتصميم إسرائيل على منعها من تحقيق ذلك، وقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو أن إيران تسعى لنشر أسلحة خطيرة فى سوريا، واعتبر تحويل سوريا إلى قاعدة متقدمة للصواريخ الموجهة بدقة خطا أحمر، وان ايران تجد فى سوريا مركزا رئيسيا لعملياتها العسكرية المباشرة ضد إسرائيل، لذا قد يكون الانسحاب من الاتفاق النووى وفرض عقوبات جديدة على ايران بهدف إضعاف قدرات إيران فى مواجهة اسرائيل وإجبارها على الخروج من سوريا للحفاظ على أمن اسرائيل.

إن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووى الايرانى وطلبها اعادة التفاوض ووضع شروط جديدة تضمن منع ايران من تحقيق حلم انتاج قنبلة نووية ، أو فرض عقوبات جديدة أشد صرامة فى حالة عدم الدخول فى مفاوضات جديدة بشان الاتفاق ، هو فى المقام الأول لضمان امن اسرائيل وحمايتها من التمدد الايرانى ، كما أنه يخدم مصالح الدول العربية ويجعل ميزان القوى فى صالحها، وهو فى الغالب مناورة تشغل الرأى العام العربى والعالمى لحين نقل السفارة الأمريكية الى القدس .







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة