أعلنت السعودية، اليوم الخميس، وصول مواطن كان محتجزا فى جوانتانامو بعدما سلمته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى الرياض، ليصبح بذلك أول معتقل يغادر هذا السجن العسكرى فى عهد الرئيس دونالد ترامب.
وخفضت عملية نقل أحمد الدربى الذى اعترف بتورطه فى التخطيط لهجوم وقع فى 2002 واستهدف ناقلة نفط فرنسية فى اليمن عدد الموقوفين فى هذا السجن فى كوبا إلى 40.
وصرح المتحدث الرسمى برئاسة أمن الدولة بأنه "فى إطار الجهود الرامية لاستعادة السعوديين الموقوفين خارج المملكة، فقد تم بتوفيق الله تعالى استعادة المواطن أحمد بن محمد بن أحمد الدربى من معتقل خليج جوانتانامو ووصوله إلى المملكة عند الساعة 11.55 مساء الأربعاء".
وأفاد البيان الذى نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أنه "تم إبلاغ ذويه بوصوله وترتيب وتوفير جميع التسهيلات للالتقاء بهم" مشيرا إلى أنه سيخضع "للأنظمة المرعية بالمملكة التى تشمل استفادته من برامج مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية".
لكن الانباء عن نقله تزامنت مع إعلان البنتاجون أن وزير الدفاع الأمريكى جيم ماتيس أرسل إرشادات للبيت الأبيض بشأن الكيفية التى يمكن من خلالها أن يستقبل غوانتانامو نزلاء جدد وهو أمر تحدث عنه ترامب مرارا.
وفى فبراير 2014، وقع الدربى على اتفاق للإقرار بالذنب اعترف فيه بالتخطيط والمساعدة والدعم للهجوم الذى استهدف "ام فى ليمبورغ" وأسفر عن مقتل بحار بلغارى وإصابة عشرة أشخاص بجروح والتسبب بتسرب نفطى كبير فى خليج عدن، وحكم عليه بالسجن 13 عاما من تاريخ الاعتراف.
لكن الاتفاق تضمن بندا ينص على أنه سيكون بإمكانه بعد قضائه أربعة أعوام إضافية فى غوانتانامو اكمال باقى مدة عقوبته فى مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، وهو مركز فخم فى العاصمة السعودية يتم فيه تقديم الاستشارة وإعادة تأهيل فيه المتطرفين السابقين.
ولم يصل أى معتقلون من جوانتانامو منذ العام 2008، لكن ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية بملء المنشأة بـ"الأشخاص السيئين" قائلا إنه "لا بأس" بإرسال المشتبه بهم الإرهاب فى الولايات المتحدة إليه لتتم محاكمتهم.
وفى يناير، وقع ترامب على أمر تنفيذى يلغى توجيها أصدره سلفه باراك أوباما فى 2009 ولم يؤت ثماره لإغلاق غوانتانامو.
وقالت الناطقة باسم البنتاغون ساره هيغنز إن توصيات ماتيس للبيت الأبيض تقدم "لمقاتلينا إرشادات لاختيار المعتقلين لنقلهم إلى غوانتانامو فى حال يشكل الشخص تهديدا مستمرا وكبيرا لأمن الولايات المتحدة".
ولم يقدم البنتاجون أى تفاصيل إضافية بشأن التوصيات فيما لم يتضح ما سيكون تأثيرها، من جهته، رفض مجلس الأمن القومى التابع للرئيس التعليق على الأمر، ويرجح أن تواجه أى محاولة لنقل معتقلين جدد إلى جوانتانامو سلسلة من التحديات القانونية.
وقالت مديرة منظمة العفو الدولية فى الولايات المتحدة دافنى ايفياتار إنه "نظرا إلى تاريخ التعذيب والاعتقال المخالف للقانون والغياب التام للعدالة هناك، يجب ألا يتم نقل أى معتقلين جدد إلى غوانتانامو على الإطلاق".
وأعطى أمر ترامب التنفيذى الصادر فى يناير ماتيس ورؤساء وكالات أخرى 90 يوما لتقديم توصيات بشأن السياسات المتعلقة بالمعتقلين فى فترة الحرب وإن كان يجب نقلهم إلى غوانتانامو.
وناقش المسؤولون العسكريون الأمريكيون بشكل مفتوح مصير معتقلى تنظيم داعش، وتحديدا المقاتلين الأجانب الذين تحتجزهم مجموعات مقاتلة مدعومة من الولايات المتحدة فى سوريا، وقال ماتيس الاثنين إن قوات سوريا الديموقراطية التى تحارب تنظيم داعش تحتجز أكثر من 400 شخص.
وأضاف أنه "متأكد للغاية بأن لا شئ يجرى هناك (فى جوانتانامو) لا يتوافق مع" معاهدات جنيف المرتبطة بطريقة التعامل مع سجناء الحرب.
وفى إطار اعترافه، قدم الدربى أدلة ضد معتقل آخر فى غوانتانامو هو عبد الرحيم النشيرى الذى يواجه عقوبة الإعدام بتهم التخطيط للهجوم على "ام فى ليمبورج" والهجوم الذى استهدف المدمرة "يو اس اس كول" فى اليمن وأسفر عن مقتل 17 شخصا.
وبدلا من محاكمتهم أمام المحاكم المدنية الأميركية، يمثل النشيرى وغيره من سجناء جوانتانامو أمام ما يعرف باللجان العسكرية التى تم تأسيسها لمحاكمة موقوفى جوانتانامو.
وبين من تجرى محاكمتهم عدد ممن يشتبه بتورطهم فى التخطيط لاعتداءات 11 سبتمبر 2001، بمن فيهم العقل المدبر لها خالد شيخ محمد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة