قصة بطل "اللص والكلاب".. سرق منزل أم كلثوم"واستولى على مقتنيات أمير الشعراء

الأحد، 27 مايو 2018 05:30 ص
قصة بطل "اللص والكلاب".. سرق منزل أم كلثوم"واستولى على مقتنيات أمير الشعراء صورة للسفاح كما وردت بكتاب سفاح مصر
كتب أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم تكن الحيل الكثيرة التى استخدمها السفاح محمود أمين سليمان، إلا وليدة ذكائه وعبقريته التى جعلته فى ستينيات القرن الماضى وأحداً من أكثر المجرمين شهرةً وارتباطاً بأهل الفن، وليس أدل على تلك العبقرية، سوى قدرته على مصاحبة الكلاب، حتى لا تفضح أمره أثناء تنفيذه جرائمه، والتى فى الحقيقة لم تكن صحبة بالمعنى التقليدى للكلمة، فقد استعمل بطارية إضاءة قوية، وسلطها على أعين الكلاب ليفقدها القدرة على النباح، حتى يتمكن من تسلل أسوار الفيلا واقتحامها؛ وتنفيذ عمليات السرقة، ولذلك عرف فى السينما بـاسم "اللص والكلاب".

نشأ السفاح محمود سليمان وترعرع بمحافظة قنا؛ وبعد عدة أعوام انتقل بصحبة أسرته إلى الإسكندرية، ولم يلبث بها كثيراً فسرعان ما انتقل إلى لبنان، وفى بلاد الأرز ارتكب أول جرائمه، حينما كان فى السابعة من عمره، فقد بدء فى سرقة البرتقال والخيار من حدائق الجيران، وتطور نشاطه سريعاً حينما بلغ سن المراهقة، وبدأ فى التعرف على مجرمى لٌبنان والعمل معهم، وتورط فى واقعة اغتيال مسئول لبنانى كبير؛ وأصبح فى تلك الفترة من أرباب السجون، وحينما علم بمغادرة أسرته لٌبنان؛ نجح فى الهروب من السجن، والعودة إلى مصر متخفياً.

فى القاهرة وبعد أشهر قليلة من عودته نجح "سليمان" فى تأسيس داراً للنشر، وكانت تلك الدار بمثابة الستار الذى يخفى ورائه جرائمه ونواياه الخبيثة، وأمنت له علاقات مع شخصيات فنية كبيرة أمثال المطرب عبد الحليم حافظ والشاعر كامل الشناوى، وخلال تلك الفترة تعرف على فتاة تدعى "عواطف" وأحبها وتزوجها، ولكن فى ليلة زفافهما اكتشف أنها لم تكن عذراء، وكانت تلك الواقعة كفيلة بأن تعمق فى نفسه كراهية النساء، ولكنه خرج من أزمته سريعاً وأحب فتاة أخرى تدعى "نوال" وتزوجها وعاشا معاً.

لم تنسج أسطورة السفاح "محمود سليمان" من الخيال، ولكن السرقات الكبيرة التى نفذها والشخصيات التى سطى على أموالها، كانت كفيلة بأن تصنع منه أسطورة إجرامية فى ذلك الوقت، فقد اتهم بسرقة فيلا "أم كلثوم" وصدر ضده حكماً بالحبس لمدة 6 أشهر، فضلاً عن سرقته نخلة ذهبية من منزل أمير الشعراء أحمد شوقى، وسرقته قصر المليونير "سباهى" بالإسكندرية، وفيلا المليونير السكندرى "بوليفار" صاحب أحدى مصانع الغزل والنسيج.

الواقعة الطريفة فى قصة سرقته فيلا "أم كلثوم" كما روتها زوجة "السفاح" فى مذكراتها، وفقاً لـ"محمود صلاح" فى كتابه "سفاح مصر"، انها حينما سألته عن اتهامه بالتورط فى تلك السرقة نفى ذلك وقال لها:"أنه توجه ذات يوماً لفيلا "ثومة"، لقضاء وقتاً مع أحدى  الخادمات الذى تربطه بها علاقة عاطفية، وأنه فوجئ بالخدم يلقون القبض عليه ويتهمونه بالسرقة"، وهو ما أثار الغيرة فى نفسها، وتقول:أن تلك الغيرة لم يطفئها إلا الحكم الذى صدر ضده بالحبس 6 أشهر، والذى أكد لها عدم صحة قصة عشقه لخادمة "الست".

محاصرة محمد أمين سليمان فى المغارة
محاصرة محمد أمين سليمان فى المغارة

 

حوكم "سليمان" فيما يقرب من 58 قضية سرقة، وصدرت ضده أحكاماً قضائيةً متعددة، ولكن منحنى الإجرام لديه، اختلف تماماً حينما علم وهو داخل السجن بأن زوجته "نوال" تخونه مع محاميه "بدر الدين" وأنه يتعمد تأخير إجراءات براءته حتى يخلو له الجو مع زوجته فى الخارج، فعادت إليه ذكريات زواجه الأول  فأقسم وهو داخل سجنه على الهرب والانتقام منهما وقتلهما، وبالفع نجح فى الهروب من السجن بما لديه من مهارة فى التنكر والخداع..

ذهب السفاح لبيت زوجته وكانت تجلس فى ذلك الوقت مع والدها ووالدتها وشقيقتها، وأشهر مسدسه وأطلق 7 رصاصات تجاه زوجته، ولكن العناية الإلهية انقذتها، حيث اصيبت بثلاث رصاصات شقيقتها ولكنها لم تمت، واختفى "السفاح فجاءة دون أن يراه أحد، وبدأت مطاردة الأمن له وبدأت الصحافة تثير القضية على نطاق واسع، وبدأ الجميع يتسابق على قراءة أخبار السفاح.

بدأ السفاح فى إجراء اتصالات بعدد كبير من الفنانين ووجه لهم تهديدات صريحة بالقتل، طالباً منهم مبالغ مالية نظير حياتهم، وكان من بين هؤلاء الفنانين مريم فخر الدين وحسن فايق وماجدة والمؤلف أبو السعود الإبيارى، وتبين فيما بعد أن تلك التهديدات لم تكن من السفاح ذاته، ولكنها كانت من نصابين أرادوا تحقيق مكاسب سريعة، على أثر قصة "سليمان".

بدأت ملامح نهاية السفاح تتضح فى شهر أبريل عام 1960، بعدما داهمت قوات الشرطة شاحنة كان قد اختبئ فيها محمود سليمان، على أمل أن تقله إلى صعيد مصر حيث موضع رأسه ليختبئ هناك؛ وعثرت بداخلها على ملابسه، التى يبدو أنه استبدلها قبل مغادرته الشاحنة، وكانت تلك الملابس كفيلة بأن تُسقط السفاح، فبعد أن تشممتها الكلاب البوليسية، أهدت رجال الأمن إلى مكان اختبائه؛ فى إحدى مغارات جبل حلوان بجنوب القاهرة.

احتشد رجال الأمن حول المغارة التى يختبئ فيها "سليمان"، وطالبوه بتسليم نفسه لمواجهة العدالة، ولكنه أصر أن يكمل ما بدأه حتى النهاية، وليعقد الأمر على رجال الشرطة، فقد طالبهم بتسليمه زوجته "نوال" للانتقام منها وقتلها؛ وبعدها سيمتثل للعدالة، وهو الأمر الذى رفض رفضًا قاطعًا، ما دفع السفاح لإطلاق النيران تجاه القوات التى بادلته الرصاص؛ حتى أردته قتيلاً؛ ووضعت كلمة النهاية لأسطورته، بعد أن دفن بمقابر الصدقة بالقاهرة.

 

السفاح محمود أمين سليمان
السفاح محمود أمين سليمان

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة